x

إسلام سليماني.. جيل الأولاد الجزائري الذي لا يعرفه المصريون

الإثنين 23-06-2014 13:21 | كتب: محمد المصري |
مباراة كوريا الجنوبية والجزائر: هدف الجزائر الأول مباراة كوريا الجنوبية والجزائر: هدف الجزائر الأول تصوير : أ.ف.ب

لا يَحتفظ المُنتخب الجزائري من تَشكيلته الأساسية التي لَعِبَت في جنوب أفريقيا عام 2010 في قائمة الفريق الكاملة المشاركة بمونديال البرازيل إلا بأربعة لاعبين فقط: مجيد بوقرة، قائد الفريق، زميله في خط الدفاع رفيق حلّيش، حسن يبدا ومدحي لحسن ثنائي الوسط الصَلب.

خلاف ذلك فإن كل شيء في المُنتخب قد تغيَّر، أفراد الحَرس القديم، الذين عَرفهم المصريون جيدًا في أربع مواجهات متتالية بأربعة بلدان في عامٍ واحد، مصر والجزائر والسودان وأنجولا، إما اعتزلوا اللعب الدولي أو تم استبعادهم من المُنتخب، أسماء كبرى من قبيل كريم زياني وكريم مطمور ورفيق جبور وعبدالقادر غزال ورفيق صايفي- وبالطبعِ- عَنتر يحيى! استبدلت بأسماءٍ أخرى، في خطة مُمنهجة لضخ دماء جديدة في المنتخب الجزائري، قادها المدير الفني البوسني وحيد خليلودزيتش.

اعتمد «خليلودزيتش» على لاعبين أصغر سنًّا، بمتوسط أعمار 25 سنة على الأكثر، يَمتلكون خبرة أوروبية بسبب احترافهم مُبكرًا، ولديهم القدرة على مَنح التطور المطلوب للمنتخب الذي لم يَكُن مُقنعًا في 2010 رغم صعوده الملحمي على حساب المنتخب المصري، وكانت قناعة البوسني مُطلقة بمواهِب اللاعبين الذين يرغب في الاعتمادِ عليهم، ليدخل في صداماتٍ وصراعاتٍ متتالية مع اتحاد الكرة والإعلام والجمهور أحيانًا من أجل خَلق نسخته الخاصة من منتخب الجزائر.

نَجاحه في ذلك ارتبط بعددٍ من اللاعبين، في واسطة العقد منهم هناك «سفيان فيجولي»، لاعب وسط فالنسيا الإسباني، ذو الـ24 عامًا، «فوزي غلام» مدافع نابولي، هلال العربي سوداني مُهاجم دينامو زغرب الكرواتي، ياسين إبراهيمي صانع ألعاب غرناطة وأفضل مراوغ في الليجا، والأهم هو إسلام سليماني، مهاجم سبورتنج لشبونة البرتغالي.

أفضل لاعب جزائري لعام 2013، حقَّق رقمًا قياسيًّا بـ10 أهداف للمنتخب في 20 مباراة، مُساهمة فاعِلَة جدًّا في مهامه الدفاعية، استثنائي في اللعب برأسه، ويجيد التصويب القوي من خارج المنطقة، وفي فريقٍ ذي صبغة بدنية كالجزائر يبدو «سليماني» مثاليًّا لقيادة الفريق.

أدرك «سليماني» هدف منتخبه جيدًا قبل المُونديال: «نرغب في الوصول للدور الثاني»، ويدرك أنه أكثر الأشخاص المَنوط بهم ذلك، «لكي نفعل ذلك يجب أن نحرز أهدافًا» «لن يكون مقبولاً أن نلعب 3 مباريات أخرى في المونديال دون إحراز أهداف كما جرى في 2010. بالنسبة لي أرغب في فعل كل شيء من أجل الجمهور الجزائري ومن أجل تحقيق هذا الإنجاز الكبير بالنسبةِ لنا».

وما حدث أن الجزائر أحرزت حتى الآن 5 أهداف في مباراتين، من ضمنها رباعية تاريخية في مرمى المنتخب الكوري الجنوبي، جعلت الفريق قريبًا جدًّا من التأهل للدور الثاني، و«سليماني» كان العنصر الأهم في هذا الإنجاز، فبعد جلوسه احتياطيًّا في مباراة بلجيكا الأولى، القبيحة للكرة الجزائرية، عاد أساسيًّا في المباراةِ الثانية، ليعود الوجه الجيد لجيل الأولاد، تِلك القوة البدنية والتوحُّش على الكرة الذي تعامل به مع الهدف الأول هو ما فتح الباب لتصديق الجزائريين في قدرتهم على إسقاطِ منتخب آسيوي قوي، وهذا القدر من الحكمة والرؤية في تمريرة الهدف الثالث هو ما أكد أن الفوز قد تحقق فعلاً، ويجب الآن التفكير في القادم.


ALGERIA 4 : 2 KOREA - World Cup 2014... by BEST_GOAL

الجزائر على أعتابِ إنجاز تاريخي في التأهل للدور الثاني، وسيكون من الصعب جدًّا التنازل عن ذلك أمام منتخب روسي لم يظهر أي شراسة في مباراتين حتى لو كان مدربه هو فابيو كابيلُّو، و«سليماني»، كما كان متوقعًا قبل المونديال، مع مجموعة مدهشة من جيل الجزائر الجديد، سيذهبون أبعد مما ذهب رابح ماجر ولخضر بلومي.

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية