.. فى صباح الخامس من يونيو سنة 1967 استيقظت مصر على صوت الطائرات الإسرائيلية وهى تُحلق فى الأجواء المصرية على ارتفاعات منخفضة، وتقصف المطارات المصرية والطيران برمته رابض فى الأرض..
وفى ظل هذه الأجواء كانت إسرائيل تتقدم لغزو سيناء فى مشهد مؤلم لن يُمحى من ذاكرة المصريين للأبد، ترتب عليه ارتكاب مذابح للأبرياء من خير أجناد الأرض، وقد وجدوا إسرائيل تسيطر على كل شىء لتتقدم إلى قناة السويس، لتضحى القناة هى الخط الفاصل بين مصر وسيناء المحتلة.. لقد عصفت هذه الهزيمة بمصر وتركت جرحاً غائراً لن يندمل!!.. فمن المسؤول عما حدث؟!
.. إسرائيل غزت مصر بنفس خطة العدوان الثلاثى الغاشم سنة 1956 والأجواء فى مصر كانت تنذر بأن هناك كارثة سوف تحدث.. فقد أعلن الرئيس جمال عبدالناصر عن إغلاق المضايق، وكان عبدالناصر بصفة عامة هو مصدر قلق الغرب والدول الاستعمارية، وكان الكل متفقاً على حتمية التخلص منه بأى وسيلة، وكانت إسرائيل هى الأداة!!..
ونحن لم نقرأ جيداً الأحداث كما قال موشيه ديان، وزير الحرب الإسرائيلى.. كانت النكسة بأيدينا فقد دخلت إسرائيل بقواتها لمصر، وانسحب الجيش المصرى من سيناء، وفجأة تغير المشهد وطغى الألم على الجميع، وأولهم الشعب الذى صُدم فى أول الأمر،
وتبين أن كل شىء لم يكن على ما يرام!! وكانت الكارثة أن القيادة العسكرية والقيادة السياسية قد تنافرتا، وتعامل عبدالناصر مع المشير عامر على أنهما ناصر وحكيم الصديقان، وبمثل هذا لا تُدار الأوطان، لينتهى الأمر بعزل المشير، ومحاكمة كل من تسبب فى النكسة، ويختفى عبدالحكيم عامر من المشهد قتيلاً سواء انتحر أو نُحر فالنهاية واحدة..
وكانت نكسة يونيو هى النهاية لتاريخه العسكرى لينتهى به المطاف بالموت، والعودة كجثة دُفنت ليلاً فى قريته إسطال تحت الحراسة، وقد كانت هذه الهزيمة هى العد التنازلى لرحيل جمال عبدالناصر عن المشهد السياسى، وإن رفض الشعب تنحيه عن السُلطة، لأن ما حدث فى يونيو سنة 1967، كان اغتيال وطن!
أحمد محمود سلام - بنها - قليوبية