x

عبداللطيف المناوى رئيس قطاع الأخبار: لو انتظرت «التعليمات» سأكون إعلامياً فاشلاً

السبت 05-06-2010 00:00 |
تصوير : other

قطاع الأخبار من أهم قطاعات التليفزيون المصرى وأكثرها نشاطا بحكم عمله، فهو الذى يملك مفاتيح أحوال مصر ونبضها، ورغم التطور الذى يشهده باستمرار، فإنه يقف دائما فى موقف الدفاع عن أنه لا يتحيز للحزب الوطنى، ولا يعادى جماعة الإخوان المسلمين، ولا يتلقى أوامر من أحد.. تطورات كثيرة شهدها القطاع فى مقابلها اتهامات تحدث عنها بالتفصيل عبداللطيف المناوى رئيس القطاع.

■ يشهد قطاع الأخبار حركة تطوير مستمرة.. ما خطته خلال الفترة المقبلة؟

- عملية التطوير فى القطاع مستمرة مادام العمل مستمراً، ونستعد حاليا لإطلاق قناة «النيل الدولية» الناطقة باللغتين الإنجليزية والفرنسية، وتشهد الفترة المقبلة أيضا إعادة إطلاق قناة «النيل للأخبار» الجديدة، ومن المتوقع إطلاقها فى نهاية العام الحالى، ونبذل جهودا كبيرة لتخرج القناة بشكل حرفى عال ومستوى يليق بمصر ودورها الإعلامى.

■ وهل نستطيع بقناة الأخبار الجديدة منافسة قناتى «الجزيرة» و«العربية»؟

- هدفى الأول تقديم خدمة إخبارية للمشاهد، وتحقيق الأهداف العامة للدولة، وعندما ننجح فى ذلك ستأتى المنافسة.. «أنا مش داخل فى ماتش كورة مع القنوات دى»، الخدمة الإخبارية بالموضوعات القيّمة، والتعامل بشكل موضوعى مع جميع الجهات.. هما أهم أهداف القطاع.

■ لماذا لم يشعر المشاهد بالتطوير الذى يشهده القطاع؟

- كل الأحكام التى أطلقها البعض ضد القطاع تقليدية ولا تستند إلى أى دليل، فلا توجد دراسة تؤكد أن الجمهور راض أو غير راض عن الخدمة الإخبارية التى نقدمها، وأنا أيضا لا أستطيع أن أحكم على مستوى القطاع، فنحن فى مصر ليست لدينا إحصائيات دقيقة تقيم البرامج ومستوى الخدمة التى تقدم للجمهور، وإن وجدت بعض الإحصائيات فهى غير موثقة.

■ البعض يرى أن سقف الحرية مازال عائقا أمامكم.. ما تعليقك؟

- بالعكس.. أنا أدعى أن سقف الحرية داخل القطاع مرتفع، فبرامجنا تتناول جميع الموضوعات والقضايا الشائكة التى لا يمكن أن تعالجها أى قناة أخرى، فمعظم برامجنا على الهواء مباشرة.

■ وهل يعنى ذلك أن القطاع وصل إلى المستوى الذى يسعى إليه؟

- لا.. لأننا إذا وصلنا «هنبطل نشتغل» ونكتفى بما حققناه، لكننا نحاول ونتطور ونحسن من أدائنا باستمرار.

■ رغم الشفافية التى أعلنها القطاع أثناء تغطية انتخابات الشورى.. لماذا لم تتعاملوا مع مرشحى جماعة «الإخوان المسلمين»؟

- لا توجد أحزاب أو قوى شرعية ممنوعة من الظهور على التليفزيون المصرى، فالفيصل فى التعاون مع الناس هو القانون والدستور، ومشكلة الإخوان المسلمين ليست مع الإعلام أو التليفزيون، إنما مع القانون أولا ثم الدولة، وعندما تنهى الجماعة مشكلتها وتعمل تحت مظلة شرعية سواء كانت حزبا أو جمعية أو أى شىء آخر، فلن تكون هناك مشكلة فى التعامل معها،

أذكر مثالا - مع الوضع فى الاعتبار أنه ليس للتشبيه وإنما لتقريب الصورة - أن بريطانيا فى وقت ما عندما كانت لديها مشكلة مع الجيش الجمهورى الأيرلندى، وجزء من شرعية الاعتراف بهذا الجيش هو «جرى آدمز»، كان لا يظهر فى التليفزيون بصوته فكان شخص آخر يتكلم، وبالتالى فعدم التعامل مع الإخوان ليس اختراعاً.

■ إذن كيف تتعاملون - أثناء تغطية الانتخابات - مع الدوائر التى فيها مرشحون إخوان؟

- غطينا كل الدوائر، لكننا لا نقول «إخوان» إنما نقول «مستقلين».. فهكذا نتعامل معهم على أنهم مستقلون، لأنه لا يوجد فى القانون شىء اسمه «الإخوان المسلمين».

■ ما تعليقك على ما ردده الإخوان عن أن التليفزيون تجاهل برامجهم الانتخابية فى مقابل مرشحى الحزب الوطنى؟

- تمت إتاحة الفرصة أمام جميع المرشحين باعتبارهم مستقلين أو أحزابا من أجل تقديم برامجهم الانتخابية لمدة خمس دقائق على القنوات الإقليمية، ولكن لم يتقدم سوى 17 مرشحا فقط، فحق التقدم كان متاحا أمام الجميع، فمن لم يمارس حقه فقد أخطأ ولا يلوم إلا نفسه.

■ يغطى القطاع جميع مؤتمرات الحزب الوطنى عكس باقى الأحزاب.. هل ترويج القطاع لـ«الوطنى» تعتبره تهمة أم واجباً؟

- لو إنت ماشى فى الشارع ووجدت فيل ومعه أى شىء صغير ستشاهد من؟.. وكذلك لو شاهدت حركة ضخمة إلى جوار شىء ساكن ستشاهد من؟.. فالإعلام لا يصنع الفعل إنما ينقله، والحزب الوطنى يتحرك وبالتالى لابد أن أغطى أنشطته، أما الحزب «النايم» مش هقدر أعمله حاجة.. ففى انتخابات الشورى مثلا أرسلت عدة خطابات لرؤساء الأحزاب أدعوهم لممارسة أى نشاطات لنغطيها، لكنهم لم يتحركوا، فهل من المعقول أن نغفل نشاط الحزب الوطنى حتى تكون هناك حيادية،

فأنا أنقل الموجود على الساحة السياسية، وبالتالى أرفض فكرة الترويج للحزب الوطنى، ولماذا لم يسألنى أحد عن تغطية التليفزيون لانتخابات حزب الوفد على الهواء مباشرة؟!.. فالتليفزيون ملك الدولة وليس جهة معينة، ولذا فأى نشاط موجود تتم تغطيته، وليس من مصلحة مصر أن يكون فيها حزب واحد قوى.

■ هل وجود قطاع الأخبار فى «جنوب السودان» وتغطيته أزمة مياه النيل كان بالاتفاق مع جهة سياسية؟

- الذى يحكم أى قرار إعلامى هو الإدراك السياسى وليس الأوامر والتوجهات، فمن يعمل فى الإعلام لابد أن يكون مدركا للسياسة ويعرف أن هناك مناطق يجب الاهتمام بها، وأنا من نفسى كرجل إعلامى يجب أن أعرف متى أتحرك وماذا أفعل، وموضوع جنوب السودان مثلا موضوع مهم جدا ولا ينبغى أن أنتظر تعليمات حتى أتحرك، فلو فعلت غير ذلك سأكون «فاشلا» فى قيامى بدورى الإعلامى.

■ ما تعليقك على ما يردده البعض حول برنامج «يحدث فى مصر» عن أنه دعاية انتخابية للرئيس مبارك؟

- افترض.. حتى لو كان كذلك فما المشكلة فى متابعة البرنامج الرئاسى وما تم تنفيذه، فالرئيس التزم ببرنامج معين ومن حق الناس أن تعرف ما حدث وما لم يحدث، والمعوقات والتحديات والأزمات المقبلة، ولكن هناك مفهوماً تحول إلى حالة مرضية، فالحديث الإيجابى فى أى مكان يسبب حالة من «الأرتيكاريا» الحادة عند الناس.

■ هل وجود البرنامج يشير إلى أن الرئيس سيرشح نفسه فى الانتخابات المقبلة؟

- ليست له علاقة، فلا يوجد أى رابط بين تقديم البرنامج وترشيح الرئيس، فالرئيس هو الذى يقرر ذلك.

■ لماذا حقق البرنامج جماهيرية محدودة فى مقابل حصوله على استحسان مسؤولين فى الدولة؟

- مسألة نجاحه من عدمه تعود إلى المتلقى، أنا أفعل ما أعتقد أنه صحيح، أوفّق فى بعض الأحيان ولا أوفّق فى أحيان أخرى، فنحن نبذل جهدا ونترك الحكم للجمهور.

■ لماذا لا يحافظ القطاع على مذيعيه الذين دربهم ثم تركوا القطاع للعمل فى الفضائيات الخاصة والعربية؟

- الإغراءات المادية هى السبب وأنا لا أدخل فى منافسة مادية مع القنوات الخاصة ولن أدخل فى مزاد مالى، فنحن ندرب ونخرج مذيعين وغيرنا يحصد، لكننا نحاول بقدر الإمكان المحافظة عليهم بتحسين أحوالهم المالية، ومع ذلك لا أستطيع أن ألبى كل طلباتهم، فالتليفزيون ملكية عامة، والمسائل المادية عندى ليست مفتوحة إنما تحكمها لوائح.

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية