قبل أن تخرج جريدة «المصرى اليوم» للنور، وتكون مطروحة فى الأسواق أمام الجمهور، كان الجميع ينصح نصيحة واحدة محددة: «لا تفعلوا ذلك»، فإصدار جريدة يومية أمرٌ شبه مستحيل، وأىُّ محاولة فى هذا الصدد ستكون محكومةً بالفشل.
إلا أنَّ حماسَ رجلٍ واحد، وإيمانَه بما يحلم، ودعمَ وتشجيعَ رجلٍ آخر، كانت بمثابة الدافع الأكبر لإنجاز أهم مشروع صحفى على المستويين المصرى والعربى فى العَقْد الأخير. إنهما المهندس صلاح دياب الذى حلم بالفكرة، والدكتور كامل توفيق دياب الذى دعم الحلم بكل ما يستطيع.
كانت البدايات متعثرة، والأرض غير ممهدة، وفى بلاد مثل بلادنا، وفى الوقت الذى ظهرت فيه الصحيفة، تجمَّعت الأسباب كلها عند نقطة واحدة، لتحول دون خروج الفكرة للنور، والعمل على تنفيذها، وبين الحلم والأمل فى رؤيته يتحقق.
لكن سرعان ما تجاوزت الصحيفة عثرات البداية فيما يمثل انتصاراً على التحديات، وخرجت للنور فى 7 يونيو عام 2004، وانطلقت تبحث عن قارئ لديه رغبة فى المعرفة، ويحتاج إليها ولا يعثر عليها، فكان- ولا يزال- شعار «المصرى اليوم»: «من حقك تعرف».
وعقب ثورة 25 يناير، وما شهدته البلاد من أحداث جسام متتالية، تُوِّجت بثورة 30 يونيو، كان هناك كمٌّ هائل من الأخبار اليومية التى يتم ضخها، عبر وسائل عديدة، وعلى مدار الساعة، حتى وإن كانت لا تحمل جديداً، ولا تعد محل ثقة من القراء، وسط كل هذا حافظت «المصرى اليوم»- ولاتزال- على توازنها ومصداقيتها.
إن إقبالَ الجمهور، واستحسانَه، وتفضيلَه لـ «المصرى اليوم»، شهادةٌ لكل الذين حلموا ورسموا وعملوا، وأمامهم أن يواصلوا ما بدأوه، وهذا ما تفرضه المسؤولية.
الآن يبدو الوضع ملائماً أكثر وأكثر كى تعمل «المصرى اليوم»، بعد نحو 10 سنوات من النجاح، على ترسيخ تفوقها فى السوق، باعتبارها مؤسسة صحفية كبرى وليس مجرد مطبوعة يومية تتربع على عرش الصحافة اليومية، فهى- كمؤسسة- أضافت لنفسها طبعة إلكترونية تنافس بقوة، وأخرى إنجليزية إلكترونية تمثل إضافة جادة وحقيقية للسوق، بالإضافة إلى تربعها على عرش الـ Social Media. وفى نهاية الأمر كتابٌ دورىٌّ يحظى بثقة القراء لأنه يحمل شعار «المصرى اليوم»، وذلك بالإضافة إلى الجريدة الأم؛ الطبعة الورقية، التى كانت باكورة أعمال المؤسسة.
من ثمَّ يتعين علينا، كأبناء لـ«المصرى اليوم»، أنْ نطوِّر نظرتنا للجمهور المستهدف، ونوسّع هذه النظرة، لأن بلدنا وصحافته لايزال لديهما ما يقدمانه للجمهور المصرى، وللجمهور خارج مصر، فدائماً هناك قارئ جديد، موجود بالفعل، والسعى إليه واجب، والاهتمام بأمره كقارئ ضرورة، ولا نحتاج سوى أن نعرف الطريق إليه (التحرير- المحتوى)، ونساعده فى أن يعرف الطريق إلينا (التسويق).
تقول أسطورة بُرج بابل إن أولئك الذين أرادوا تشييد بناية عالية تطاول السماء، أصابهم الربّ بتفريق ألسنتهم وشتَّتهم في مشارق الأرض ومغاربها، لكن ذلك الإنسان ظل لقرون يكافح شتاته اللغوى حتى توصل إلى لغة تخيَّلها أمًّا توحِّد ذلك التيه في صيغة «أرقام».المزيد
قبل 10 سنوات من الآن خاض المهندس صلاح دياب مغامرة- اعتبرها الجميع كذلك- إنشاء جريدة «المصري اليوم»، لكنه خاضها بدعم وترحيب من الدكتور كامل توفيق دياب، إحياءً وتجديداً لمسيرة صحفية رائدة لواحد من الرواد في تاريخ الصحافة المصرية هو توفيق دياب، الذي أسس أكثر من صحيفة بين عشرينيات وثلاثينيات القرن الماضى، أكثرها شهرة وبقاء جريدة «الجهاد»، كما أراد المهندس صلاح دياب وكل من ساهم معه في الجريدة في أداء رسالة اجتماعية وخدمية ومعرفية من خلال صحيفة يومية مستقلة مختلفة. وبمناسبة عيد الجريدة العاشر طلبنا من المهندس صلاح دياب شهادة بقلمه عن هذه التجربة، وبعد تردد وافق على إستكمال حوار نشرنا جانباً منه العام الماضى، وهو يعرض للمحطات الأساسية في مسار التجربة وتأسيسها وانطلاقها..المزيد
عاصرت «المصرى اليوم» منذ ميلادها، بل وقبل ميلادها، فمازلت أذكر اليوم الذى فاتحنى فيه الصديق المهندس صلاح دياب، أنا والكاتب الكبير صلاح منتصر حول فكرة كانت تراوده لإصدار جريدة جديدة فى مصر تقدم ما لا تقدمه الصحف الأخرى، وفى الوقت الذى تحفظ فيه صلاح منتصر على الفكرة من منطلق حرصه على صلاح دياب ورغبته فى تجنيبه الخسارة المالية الكبيرة التى قال إنها مؤكدة، فقد تحمست للفكرة وقلت له إن هناك دائما مكانا لصحيفة جديدة وإصدار جديد على المشهد الصحفى شريطة أن يكون جديدا بالفعل ولا يعيد تقديم ما هو متاح، ولذلك فقد كنت من المتحمسين للفكرة فى وقت كانت الصحافة فيه قد بدأت تفقد مصداقيتها أمام القارئ.المزيد
لا يمكن الحديث عن تجربة «المصري اليوم»، دون ذكر هشام قاسم، أحد أبرز المؤسسين للجريدة، فقد عرف وسط الزملاء داخل الجريدة بأنه «حقانى»، إيمانا منه بأن اللائحة الداخلية تمثل سيفا مصلتا على رقاب الجميع، من أول العضو المنتدب، حتى أصغر محرر، أو عامل.المزيد
في الأسابيع الأولى من التحاقى بأسرة «المصري اليوم» كنت ألحظ ابتسامات زملائى، وهم يسمعوننى أقول عبارة «عندنا في أخبار اليوم»، واليوم ألحظ نفس الابتسامات على وجوه زملائى في دار أخبار اليوم، وأنا أقول: «عندنا»، وأقصد «المصري اليوم»!المزيد
قال أنور الهوارى، أول رئيس تحرير لـ«المصري اليوم»، بعد مرور 10 سنوات على إصدار الجريدة، إنها في حاجة لجراحة كبرى، مشيرا إلى أنه قبل إصدار العدد الأول، كانت هناك لقاءات وأفكار وتحديات، وأطر عامة يريد أن يرسيها، لتقديم مدرسة مستقلة بذاتها، تضيف جديدا للمشهد الصحفى، الذي بدا ساكنا ونمطيا، وعن ملابسات التأسيس، والرؤى، التي استندت لها الجريدة، وخطابها المغاير، المعنى بالمهمشين، وذكرياته منذ إصدار العدد الأول، والإضافة المهنية، التي قدمتها الجريدة، للمشهد الصحفى، وما تميزت به، وما حققته، بشأن مفهوم الصحافة المستقلة، وطبيعة المواجهات والتعارضات، بين وجهة نظره، والمؤسسين، وإلى أي حد استطاع الحفاظ على المسافة الفاصلة بين الإدارة والتحرير، كان هذا الحوار مع أول رئيس تحرير لـ«المصري اليوم».المزيد
«تعددت المواهب والحب لواحدة».. قد تجد بين السطور المقبلة ما ينطبق عليه هذا الوصف، إذ تتناول الكلمات حياة أحد المغامرين بتأسيس صحيفة مستقلة، ناطحت السلطة، واحترمت قراءها بكشف الحقائق.المزيد
لم يكن يحلُم بالعمل في الصحافة؛ رغم عشقه لمدرستى «أخبار اليوم»، و«روز اليوسف»، وعندما تخرج في كلية الإعلام، 1986، وهى الدفعة التي أطلق عليها الدفعة الذهبية في عالم الصحافة تدرّب مساعد مخرج، وبحكم قرابته للأخوين حمدى وعبدالله، «خَالَىْ والدته»، اشتغل 3 سنوات، في مجال الإخراج، ثم التحق بالعمل داخل «المصرى اليوم» مديراً للتحرير ثم رئيساً للتحرير خلفاً لأنور الهوارى.المزيد
عارضنا إصدار «المصري اليوم» لتأكدنا من فشلها، شخص واحد بفضل عناده لم تتوقف الصحيفة، إذاً فقد مرت عشر سنوات على صدور صحيفة «المصرى اليوم» التي أتيح لى أن أتابع مولدها كفكرة في ذهن صاحبها رجل الأعمال المهندس صلاح دياب. وقد تكونت من أول يوم جبهة معارضة للفكرة كنت واحدا من أفرادها مع المرحوم محسن محمد والمرحوم منصور حسن ورجل الأعمال د. إبراهيم كامل. وقد تركزت معارضتنا على أسباب بالمهنة وصعوبة اقتحام المجال وارتفاع التكلفة في مواجهة صحف راسخة تحتكر التوزيع والإعلانات، بالإضافة إلى أنه لم يجرؤ حتى ذلك الوقت أن أقدم أحدهم على إصدار صحيفة خاصة يومية.المزيد
لا يكتب الكاتب عن جريدته، وإنما يكتب فيها، وإذا جرب أن يكتب عنها، فإنها تظل مسألة صعبة عليه للغاية، لأنه في النهاية جزء منها، ومن الصعب بطبيعة الحال أن ينفصل ويصبح مستقلا عنها، ليراها على نحو جيد!المزيد
تحتفل المصرى اليوم بمرور 10 سنوات على صدور عددها الأول، وهو بالتأكيد ليس بالعمر الطويل ولا العريق، إنما هو تاريخ مرحلة من أهم مراحل مصر، عرفت فيها التغييرات الأكبر والأوسع في تاريخها المعاصر، ولو كان النظام الأسبق قد استمع لصوت «المصري اليوم» وأخواتها لربما لم تكن يناير قد حدثت ولا كان الإخوان قد حكموا، ولكنا عرفنا تداولا سلميا للسلطة مثل كل بلاد الدنيا، وليس الرئيس المخلوع ولا المعزول. المزيد
عندما أعربت إحدى زميلاتى بالجريدة عن اندهاشها حينما علمت أن مخترع بوصلة تحديد قبلة الصلاة هو رجل الأعمال أحمد بهجت، فضلت أن تتصدر هذه المعلومة ما تحكيه السطور المقبلة في نبذة عن أحد مؤسسى صحيفة «المصري اليوم»، في عددها الاحتفالى بالعيد العاشر للجريدة.المزيد
إننى ضعيف أمام المودَّة الصاحية، والذكاء! لابد أن أعترف بذلك، لعل كل شىء يُفهم في سياقه، فقد جاءتنى مكالمتان من مدير تحرير «المصرى اليوم» الأستاذ شارل المصرى ولم أنتبه حين تلقيتهما لأن الموبايل كان على الوضع صامتا، فقد كنت أشارك متحدثاً في البرنامج الثقافى المصاحب لبينالى الإسكندرية الدولى، ولما طلبت الأستاذ شارل عرفت أنه يدعونى للمشاركة في الاحتفال بمرور عشر سنوات على صدور «المصرى اليوم»، رحبت بالطبع، لكننى تحيرت! ماذا أكتب عن «المصرى اليوم» وأنا لم أُعايشها سوى خمسة أشهر قبل أن أباغتها بانسحابى لأتحرر من الكتابة الصحفية الدورية عموما، ملتمساً العلمى والأدبى فيما أكتب، بلا ضفاف مكانية ولا زمانية تحد من شعورى بالحرية؟!المزيد
ستة أعوام وأيام مرت سريعا على رحيل فارس الصحافة، فارس الصحافة المصرية، وصاحب معارك «في الممنوع» بين الصحافة والتليفزيون «مجدي مهنا رحل قبل أن يصير شاهداً على فصول ثورة 25 يناير 2011 ويشارك في القلق عليها والدفاع عنها من سارقيها وانتهازييها، ثم يصاحب القلقين عليها حتى بر الأمان لقد خاض مهنا معارك خشى الكثير من أقرانه أن يخوضوا مثلها مخافة أن يطالهم أذى الواصلين وأصحاب القرار والسادة الكبار، لقد رحل مهنا في الثامن من فبراير 2008 بعد معاناة مع المرض الذي أراد إخفاء خبره عن الجميع لولا استفحل واستشرى ولم يعد خافياً على أحد وواجهه بشجاعة وإيمان ونحن إذ نحتفل بعيد ميلاد «المصري اليوم» في سنته العاشرة نجد سيرة مهنا تواصل حضورها.المزيد
رجل المفاوضات.. يتحرك بعمق في أسواق البيزنس والطاقة.. يعشق التميز.. والمراتب الأولى..هكذا تربى عليها..منذ أن كان في جامعة هايدلبرج مدينة السحر، بدولة الماكينات «ألمانيا»، لدراسة الاقتصاد والعلوم السياسية، والتى أنبتت بداخله الطابع العملى.المزيد
لم تكن تجربة المشاركة في تأسيس «المصرى اليوم» مصادفة أو حب استطلاع لدى طارق الشناوى، عضو مجلس إدارة المؤسسة، أحد المساهمين فيها من اللحظة الأولى، حيث كانت لديه ميول شخصية تجاه العمل الإعلامى، لكن لم تتم ترجمتها إلى فعل حقيقى إلا عبر «المصرى اليوم»، وهو يعد أبرز الوجوه الشابة وأصغرها سناً في مجلس إدارة المؤسسة.المزيد
على مدار 10 سنوات استطاعت الجريدة إجراء أكثر من تحقيق صحفى تناولت قضايا هامة، تم التطرق إليها بشكل استقصائى يحمل طابع المغامرة والعمق في البحث والتناول والدقة والوضوح والبساطة في أسلوب العرض، الأمر الذي كان يجعلها مثيرة للرأى العام، وتمكنت من خلاله من إثارة ردود أفعال الدولة إما للتحقيق أو منع ومحاربة ما رصدته التحقيقات من تجاوزات وفساد بما جعلها كفيلة باستحقاق الفوز بجوائز دولية ومحلية.المزيد
استمدت الصورة أهميتها كونها من أقدم وسائل الاتصال التي عرفها الإنسان، ولذلك فقد بدأت تأخذ أهميتها في الصحافة منذ عام 1880 حين نشرت أول صورة يوم 4 مارس في صحيفة «ذا دايلى جرافيك» في أمريكا، ولم يتأخر ظهور الصورة في الصحافة المصرية، ففي العام التالى نشرت أول صورة صحفية في مصر. ومنذ ذلك التاريخ لم تخل مصر من المصورين الموهوبين، فكان العصر الذهبى للصحافة المصوَّرة في الفترة من الثلاثينيات إلى الخمسينيات من القرن العشرين، وللأسف، انتهى هذا العصر والاهتمام بالصحافة المصوّرة في السبعينيات، ولم يكن ذلك بسبب عدم وجود مصورين أكفاء ولكن بسبب قلة اهتمام الناشرين بالصور.المزيد
تجربة «المصرى اليوم» تؤكد أن قدرات المصريين على النجاح لا تتوقف، وأتمنى أن تستمر «المصرى اليوم» بنفس القوة والعطاء.المزيد
أستاذى القارئ.. شكراً
في السابع من يونيو قبل 10 سنوات بالتمام والكمال كان بين يدى القارئ العدد الأول من «المصرى اليوم»، جريدة أراد مؤسسوها وصحفيوها أن يكون المواطن هدفهم، جريدة لكل المصريين جميعا المواطن والمسؤول، المرأة والرجل، الشاب والشيخ، ذوى الاحتياجات الخاصة والمهمشين، فكانت صوت من لا صوت له.المزيد