فى الوقت الذى أدان فيه رؤساء وقيادات أحزاب المعارضة ما شهدته انتخابات مجلس الشورى من تجاوزات وعمليات تزوير على نطاق واسع، وتدخل سلبى من الشرطة ــ حسب قولهم ــ إلى جانب فوز مرشحين لـ«الحزب الوطنى» بأرقام تصويت «خرافية»، أعلن المستشار انتصار نسيم، رئيس اللجنة العليا للانتخابات، النتائج النهائية، مؤكداً «نزاهتها وشفافيتها»، وقال فى مؤتمر صحفى أمس «إن منظمات المجتمع المدنى والصحفيين شاركوا فى الرقابة وتأكدوا من سلامة الانتخابات».
وبدأ مجلس الشورى استقبال النواب الجدد منذ صباح أمس، وقبل إعلان النتائج النهائية بشكل رسمى، كما بدأ فى استخراج كارنيهات العضوية، وحين طالب أحد الموظفين بضرورة انتظار إعلان رئيس لجنة الانتخابات النتائج، رد عليه مسؤول بالمجلس بقوله: «القرار موجود لدينا منذ الصباح.. ولا يهمنا كثيراً طريقة الإعلان عنه».
وقال المستشار انتصار نسيم، رئيس اللجنة العليا للانتخابات، إن نسبة التصويت الصحيحة فى العملية الانتخابية جاوزت الـ30٪، وفاز فيها 78 مرشحاً، بينما بقيت 10 مقاعد بخمس محافظات، ليتنافس عليها 11 مرشحاً من الحزب الوطنى و9 مرشحين مستقلين.
وقال نسيم، فى المؤتمر الصحفى الذى عقده أمس، إن عدد المقاعد التى فاز بها أعضاء الحزب الوطنى فى الانتخابات بلغ 74 مقعداً، بينما فاز 4 مرشحين من الأحزاب، مشيراً إلى أن هناك 14 مرشحاً من الحزب الوطنى فازوا فى الانتخابات بالتزكية، وذلك فى 8 محافظات هى: الإسكندرية والبحيرة والشرقية والغربية والمنوفية والمنيا وأسيوط وسوهاج، فى الوقت الذى لم يحصل فيه أى من مرشحى «الإخوان» على مقاعد بالشورى.
انتقد رفعت السعيد، رئيس حزب التجمع، أداء اللجنة العليا للانتخابات، واصفاً إياه بأنه«أشبه بالعمليات السرية»، وأضاف: «رغم كل ما رصدته غرف عمليات مراقبة الانتخابات من مخالفات وانتهاكات، أكد مسؤولو اللجنة أنهم لم يتلقوا أى شكاوى».
وحمل حزب الوفد، فى بيان له، الحزب الوطنى مسؤولية «إهدار أبسط قواعد الممارسة الديمقراطية»، مشيراً إلى أنه ـ أى الحزب الوطنى ــ حشد الجهازين الحكومى والتنفيذى وراءه بـ«القمع والإرهاب» ـ حسب حد البيان.
وقال الدكتور أسامة الغزالى حرب، رئيس حزب الجبهة، إن الانتخابات مهزلة حقيقية شهدت كل أشكال تزييف إرادة الشعب، وما حدث خير دليل على أن قرار الحزب بمقاطعة الانتخابات كان سليماً 100٪.
وفى مجلس الشعب، قدم عدد من النواب طلبات إحاطة وبيانات عاجلة للدكتور فتحى سرور، رئيس المجلس، حذروا فيها من تداعيات ما أكدوا أنه «تزوير الانتخابات».
وقال النائب المستقل جمال زهران إن النتيجة وطريقة التزوير من تسويد لبطاقات الانتخاب وبلطجة ورشاوى كشفت النوايا الخبيثة للحزب الحاكم.
