x

ياسر رزق عن «المصري اليوم»: أيام لها تاريخ

السبت 21-06-2014 21:53 | كتب: ياسر رزق |
ياسر رزق في صالون التحرير ياسر رزق في صالون التحرير تصوير : اخبار

في الأسابيع الأولى من التحاقى بأسرة «المصري اليوم» كنت ألحظ ابتسامات زملائى، وهم يسمعوننى أقول عبارة «عندنا في أخبار اليوم»، واليوم ألحظ نفس الابتسامات على وجوه زملائى في دار أخبار اليوم، وأنا أقول: «عندنا»، وأقصد «المصري اليوم»!

متعة أن تنتمى إلى أسرة «المصرى اليوم» ذات السنوات العشر، هذه الجريدة المقاتلة في سبيل حق المواطن في المعرفة، وحق الشعب في وطن حر.. وشرف أن تقود كتيبتها الصحفية، في معركة تاريخية فاصلة، خاضها الشعب على مدار عام، وكان رأس حربتها في ميدان الصحافة جريدة «المصرى اليوم».. ولقد حظيت بتلك المتعة، ونلت ذلك الشرف على مدى 500 يوم.

أذكر كل يوم من تلك الأيام بإعزاز وحنين، أقلب في مجلدات «المصرى اليوم» لعامى 2012 و2013، أقرأ الموضوعات والتغطيات الواسعة لأحداث عام الغضب تحت حكم الإخوان، وأطالع العناوين: «انتفاضة 23 نوفمبر»، «الشعب في الميادين: يسقط حكم المرشد»، «المزورون»، «باطل»، «مرسى يتحدث عن بلد تانى»، «البلد على فوهة بركان»، «فات الميعاد»، وأخيراً «ثورة 30 يونيو»، و«عزل مرسى بأمر الشعب».

كانت «المصري اليوم» هي السجل التاريخى لكفاح الشعب المصرى من أجل التحرر من الاحتلال الإخوانى لسلطة الحكم.

كانت أيضاً في قلب الجماهير، محفزة، ودافعة، وداعمة، محذرة من «الجيش إذا غضب»، ومبشرة بانتصار إرادة الشعب.

لم يرتج لـ«المصرى اليوم» قلم، ولا اهتزت لها عدسة، بل زادتها الضغوط إصراراً على المضى قدماً، والتهديدات يقينا بأنها تسلك طريق الصواب، وفى الوقت نفسه ألزمت نفسها بألا تتنكب مهنيتها وألا تتدنى في خصومتها.

وأشهد أن مؤسس «المصرى اليوم» المهندس صلاح دياب لم يراجعنى يوما في عنوان، أو خبر، أو مقال رأى، وكان في أحلك الظروف صلباً لا ينحنى، مسانداً لا يتردد، مؤمناً بأن «المصرى اليوم» لا يمكن أن تخون المصرى اليوم أو غداً.

وأذكر حين انفردت الجريدة في شهر إبريل عام 2013، بنشر نصوص مكالمات محمد بديع ومحمد مرسى التي أجرياها مع قيادات حماس قبل وأثناء ثورة يناير، أننى وجدت المهندس صلاح دياب يهاتفنى مهنئاً، وعلمت من زميلى صاحب الانفراد يسرى البدرى، أنه اتصل به يشد من أزره، وسط جنون غضب أصاب نظام المرشد وأتباعه في السلطة على «المصرى اليوم» ومؤسسها!

قبل 15 يوما من ثورة 30 يونيو، تمكن تحالف التوتر والسجائر من إسقاطى للمرة الثالثة فريسة لذبحة صدرية.

في المستشفى، كان المهندس صلاح دياب في صدارة زملائى قبل أن أقتيد إلى غرفة العمليات، وكان أول من زارنى بعدما خرجت منها بدعامتين جديدتين في قلب صار ذا دعامات أربع!

وفى يوم مغادرتى المستشفى، أصر صلاح دياب ومعه صديقى وأخى توفيق دياب، العضو المنتدب لـ«المصرى اليوم»، على أن يصطحبانى إلى لندن، لاستكمال العلاج والفحوصات، تاركين أعمالهما ومشاغلهما، في لفتة ليست غريبة على من يعرف حقاً دياب الأب والابن، وكانا معى ومن قبلى في عيادات الأطباء والجراحين.

في العاصمة البريطانية، لم أكن ولا المهندس صلاح دياب بعدين عما يجرى داخل مصر في الأسبوع الأخير لحكم الإخوان، بل شاءت الظروف والمصادفات، أن نكون أقرب إلى قلب الأحداث، لكن لهذا قصة قد يحين أوانها!

وعدنا قبل 30 يونيو بثلاثة أيام، وكانت الطائرة بأحاديث ركابها وطاقمها تموج بثورة في حالة مخاض.

ومن أشد ما أعتز به من ذكريات في «المصرى اليوم» انفرادها بأول حوار صحفى يدلى به الفريق أول عبدالفتاح السيسى -حينذاك- وهو الحوار الذي كان له دوى سياسى وإعلامى هائل داخلياً وخارجياً، وأصاب «الإخوان» وذيولهم بحالة سعار مازال صدى عوائها يتردد!

أعتز أيضاً بأن الجائزة الصحفية الرابعة في مشوارى المهنى وهى جائزة الصحافة العربية نلتها عن هذا الحوار، وكان أول من أبلغنى بنبأ فوزى بها جنتلمان الصحافة والسياسة محمد سلماوى، رئيس مجلس أمناء «المصرى اليوم».

في العيد العاشر لـ«المصرى اليوم»، يحق لأسرة الجريدة أن تنظر إلى الوراء بفخر، وأن تستعيد ذكريات انتصاراتها باعتزاز، وأن تتطلع إلى المستقبل بثقة في أنها قادرة على البناء أعلى مما أنجزت.

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية