على مدار 10 سنوات استطاعت الجريدة إجراء أكثر من تحقيق صحفى تناولت قضايا هامة، تم التطرق إليها بشكل استقصائى يحمل طابع المغامرة والعمق في البحث والتناول والدقة والوضوح والبساطة في أسلوب العرض، الأمر الذي كان يجعلها مثيرة للرأى العام، وتمكنت من خلاله من إثارة ردود أفعال الدولة إما للتحقيق أو منع ومحاربة ما رصدته التحقيقات من تجاوزات وفساد بما جعلها كفيلة باستحقاق الفوز بجوائز دولية ومحلية.
1- ورش خراطة تحولت إلى مصانع سلاح
على مدار ثلاثة أشهر استطاعت «المصرى اليوم» من خلال هذا التحقيق الاستقصائى أن تخترق العالم السرى لتصنيع الأسلحة النارية، وكشف التحقيق كيف تحول عدد من ورش «الخراطة» و«الحدادة» بمناطق مختلفة في القاهرة الكبرى إلى مصانع لإنتاج هذا النوع من الأسلحة.
كما كشف التحقيق عن شبكة توزيع إنتاج هذه الورش، فضلاً عن كشفه عن أنواع جديدة من الأسلحة المصنعة محلياً- بعضها يدوى الصنع- بحوزة أطفال لا تتجاوز أعمارهم الرابعة عشرة، بجانب انتشارها بين شريحة كبيرة من شباب المناطق الشعبية والعشوائية التي أصبحت تشهد مشاجرات عنيفة تستخدم فيها جميع أنواع الأسلحة النارية، وتستمر لأيام عديدة مخلفة عشرات الضحايا.
لم يكتف الزميل باقتحام هذا الوكر لكشف جميع ملامحه بل بادر بالاستعانة بشهادات من مالكى تلك الأسلحة والذين وجدوا فيها وسيلتهم الأولى للدفاع عن أنفسهم.
ورصد الزميل بالأرقام الرسمية لوزارة الداخلية ارتفاع حوادث العنف خلال عام ٢٠١١، والأشهر الأولى من عام ٢٠١٢ بدرجة كبيرة.
نال التحقيق المركز الثانى لأفضل تحقيق استقصائى مُصور، وهى أول جائزة من نوعها تمنحها مؤسسة «أريج» للصحافة الاستقصائية للصحفيين.
وائل ممدوح ٢٠/١٠/٢٠١٢
ــــــــــــــــــ
2- المرض في إعلان دواء في تحقيق استقصائى
تمكنت الزميلتان سمر النجار وأسماء المحلاوى، على مدار 4 شهور، من البحث عن هوية الأدوية التي يتم الإعلان عنها في شاشات التليفزيون دون حصولها على تراخيص من وزارة الصحة، وقامتا بشراء 3 منتجات من التي يتم الإعلان عنها وتحليلها، وثبت عدم صلاحتيها للاستخدام الآدمى، كما تطرق التحقيق لأحد الأسماء الشهيرة التي تقوم بتحرير روشتات طبية دون ترخيص، وهو التحقيق الذي أثار ردود فعل واسعة، حيث تم الحكم على هذا الشخص بـ«3 سنوات سجن»، وتم إغلاق قناتين من القنوات المعلنة عن المنتجات غير المرخصة لمدة أسبوعين كإنذار لوقف عرض تلك الإعلانات.
سمر النجار وأسماء المحلاوى
٣/ ٢/ ٢٠١٤
ــــــــــــــــــ
3- لانشون يحتوى على مواد مسرطِنة
استطاعت الزميلتان مروى ياسين ومها البهنساوى اختراق واحد من أكبر مصانع إنتاج اللانشون في مصر، وعلى مدار ثلاثة أيام تمكنت الزميلتان من الالتحاق بصفوف العاملات في المصنع لتكشفا جميع مراحل التصنيع وما ينتابها من ملوثات مضرة بالصحة وتؤدى لمن يتناول هذا اللانشون إلى الإصابة بالسرطان. وكشفت الزميلتان استخدام المصنع كميات كبيرة من مساحيق من النشا والمواد الحافظة والألوان ونكهات الطعم، حتى تضيع تلك الرائحة، واحتواءها على بكتيريا «إى. كولاى» أو «بكتيريا عنقودية» تجعل المنتج غير صالح للاستخدام الآدمى، واحتواءه على سم فطرى مسرطن وهو «الأفلاتوكسين». وبعد نشر التحقيق بدأت أجهزة الرقابة بوزارة التضامن الاجتماعى، حملات موسعة على مصانع اللانشون العاملة في السوق، وخاطبت وزارة التضامن وزارة الصحة ممثلة في المعامل المركزية لتحليل عينات اللانشون المسحوبة من المصانع عقب التحقيق، كما شن قطاع الرقابة الداخلية بوزارة التضامن، عدة حملات مكثفة على المناطق العشوائية، لمراقبة السلع المعروضة. لم تكتف التضامن بهذا الرد بل بادرت بسحب عينات جديدة من منتجات 12 مصنعاً منها الوارد ذكره في التحقيق، وقد تبين وجود البكتيريا الهوائية والمائية، ويجرى فحصها حالياً للتأكد من أضرارها على الصحة العامة للمواطنين.
نال التحقيق الفوز بالمركز الأول في المسابقة الرئيسية لجائزة أريج الدولية للصحافة الاستقصائية، وجائزة على ومصطفى أمين عن أفضل تحقيق ميدانى.
مروى ياسين ومها البهنساوى ٩/١٠/٢٠١١
ـــــــــــــــــــ
4- الموت في «شربة ميه»!
على مدار 4 شهور متواصلة من البحث والتحليل تمكن الزميلان هشام علام ودارين فرغلى من معرفة السبب الحقيقى وراء ارتفاع نسبة الإصابة بمرض الفشل الكلوى بين أهالى مدينة الحوامدية، مقارنة بالمدن المحيطة بها، لدرجة وصلت إلى إصابة عائلات بأكملها بهذا المرض دون وجود عامل وراثى لذلك، أو سبب مباشر للإصابة. وتوصل الزميلان من خلال رحلة بحثهما إلى أن محطة معالجة مياه الشرب لتلك المنطقة تقع بالقرب من مصنع السكر، وأن الشركة تلقى بمخلفاتها الصناعية والعناصر الكيميائية لمصانعها في النهر، الأمر الذي لا يمكن تنقيته في محطة المعالجة، خاصة أن المحطة تعتمد في تنقية المياه على الشبّة والكلور، الذي توقف استعماله في غالبية الدول لأضراره الموثقة علميا. وفى رد فعل على ما جاء بالتحقيق أصدر المستشار جودت الملط رئيس الجهاز المركزى للمحاسبات بتشكيل لجنة لإعداد تقرير شامل عن أوضاع الصرف الصحى وتلوث مياه النيل ومياه الشرب في المدينة، وجمع بيانات ميدانية وسحب عينات، وتوثيق ما يلزم من شهادات حول تأثير التلوث على الأوضاع الصحية.
ولقد استحق التحقيق الفوز بجائزة الصحافة العربية فئة الصحافة التخصصية، كما نال جائزة أريج الدولية للصحافة الاستقصائية عام 2009.
هشام علام ودارين فرغلى ١٧/١١/٢٠٠٩
ــــــــــــــ
5- نفايات طبية في تصنيع الأطباق
في جولة استمرت لأيام، استطاعت محررتا التحقيق أن تتتبعا عمليات تهريب النفايات الطبية الخطرة من سرنجات ومحاليل وفلاتر غسيل كلوى تخرج من بعض مستشفيات القاهرة والجيزة إلى مواقع لفرزها في ١٥ مايو، لتصل إلى منطقة منشية ناصر، التي اختارتها مافيا النفايات الطبية لتكون موقعاً لورش خاصة تقوم بفرم هذه النفايات وتحويلها إلى «حبيبات» تصل إلى مصانع أخرى، تقوم بدورها بتحويلها إلى أطباق وعلب زبادى وكشرى وبعضها يتحول إلى عجين، تستخدمه بعض شركات الأدوية في مصانعها مرة أخرى. ولقد أثار التحقيق ردود فعل واسعة دفعت قوات من شرطة البيئة لمداهمة عدد من مصانع بئر السلم التي تعيد تدوير النفايات، كما وضعت وزارة الصحة جدولا زمنيا للتوسع في إنشاء المحارق بالمستشفيات على مستوى الجمهورية لضمان التخلص الآمن من النفايات الخطرة. كما استحق التحقيق الفوز بجائزة الصحافة العربية عن فئة الصحافة البيئية.
ولاء نبيل وهبة عبدالحميد ٤/١٢/٢٠٠٨
ـــــــــــــــــــ
6- هروب عناصر «حماس» و«حزب الله» من سجن المرج
استطاع الزميلان هشام علام وأحمد رجب أن يكشفا في هذا التحقيق الغموض الذي اكتنف عملية سقوط آخر السجون المصرية وهو سجن المرج، الذي ضم بين جنباته من صنفتهم ملفات جهاز أمن الدولة «المنحل» بأنهم «خطر على الأمن القومى»، ويضع سيناريو الاقتحام، من خلال شهادات موثقة لأشخاص عاشوا تلك اللحظات، كشفوا طرق الهرب وأثر الهاربين وطريقة خروجهم من البلاد جنوبا وشرقا، وشرح كيف سقط ضباط الشرطة والمجندون عن أبراج حراستهم هاربين بعدما أيقنوا أن السجان يوشك أن يصبح سجيناً.
ولقد استحق التحقيق الفوز بالجائزة الكبرى لمسابقة أريج الدولية للصحافة الاستقصائية، التي حملت اسم «جائزة الربيع العربى»، كما نشر موقع الجائزة نفسه مذكرات الزميلين عن التحقيق، وكيف بدأت فكرته.
هشام علام وأحمد رجب 2/5/٢٠١١
ــــــــــــــ
7- عندما تكون الملابـس مسرطنة
ناقش التحقيق الذي أجراه الزميلان على زلط ومحمد الخولى في يونيو من عام 2011 إقبال المصريين على شراء الملابس من مختلف المناطق والأحياء والمولات، منبهرين بالأسعار أو تعدد الألوان، دون أن يفكر أحد منهم في كيفية صناعة تلك المنسوجات، وما إذا كانت مطابقة للمواصفات أم لا.
وتوصل الزميلان من خلال الفحص والتحليل إلى احتواء بعض الملابس الموجودة بالأسواق المصرية على صبغات مضرة بالصحة والبيئة تحول الملابس لمواد مسرطنة، لتراكم عناصر ثقيلة سامة كالزئبق والرصاص المستخدم بكثافة في عملية الطباعة والصباغة.
وأثار التحقيق ردود فعل واسعة حيث أكد الدكتور هانى بركات، رئيس هيئة المواصفات والجودة المصرية، خطورة ظاهرة «الملابس المسرطنة» التي تستهدف صحة المصريين، وكشف عن انتهاء وزارة التجارة والصناعة من وضع مواصفات جديدة للملابس المتداولة في السوق، تتلافى عيوب المواصفات المعمول بها حاليا، والتى لم تخضع لتغييرات جوهرية منذ عام ١٩٥٧، وقال إن المواصفات الجديدة تحظر تماماً استخدام المواد والصبغات المسرطنة. ولقد استحق التحقيق الفوز بجائزة الصحافة العربية فئة الصحافة الاستقصائية، كما نال التحقيق جائزة أريج الدولية للصحافة الاستقصائية.
على زلط ومحمد الخولى
١٣/٦/٢٠١١
ـــــــــــــ
8- شبكة لتجارة الأعضاء البشرية
على مدار عام كامل غامر الزميلان على زلط وسماح عبدالعاطى بحياتهما لتتبع خط سير «مافيا» رهيبة تتاجر في الأعضاء البشرية.. وبالتحديد تجارة الكلى.. بدأت المغامرة بالتعرف على أحد سماسرة شراء الكلى التابعين للعصابة، أوهمته الزميلة سماح عبدالعاطى بمرورها بضائقة مالية فعرضوا على الزميلة المتاجرة بكليتها.
وتم إجراء الفحوصات اللازمة، وإعداد جميع الأوراق اللازمة لإتمام الجراحة، وتعرفت الزميلة على مريضة الفشل الكلوى داخل أحد المستشفيات الشهيرة بالدقى ولما كانت المريضة مسيحية الديانة فقد تعذر القول إنها قريبة المحررة، لكن العصابة تمكنت من استخراج الموافقات على إجراء عمليات التبرع داخل نقابة الأطباء.
تم نشر التحقيق في أكثر من موقع إلكترونى، وحرص عدد من البرامج الفضائية على استضافة الزميلين لعرض تفاصيل مغامرتهما، كما شنت وزارة الصحة حملات أمنية وتمكنت من الإيقاع ببعض عصابات المتاجرة بالأعضاء البشرية.
ولقد نال التحقيق الفوز بجائزة الصحافة العربية فئة الصحافة الاستقصائية.
سماح عبدالعاطى وعلى زلط
٧/ ١٢/ ٢٠٠٩
ـــــــــــــــــــ
9- سالم يمتلك 28% من «غاز شرق المتوسط»
عبر دهاليز أرشيفات قومية لحكومات بريطانيا وسويسرا، تمكن الزميلان عبدالرحمن شلبى وعلى زلط من البحث في قواعد بيانات على الإنترنت، عن سر غموض ثروة صديق الرئيس المخلوع حسنى مبارك حسين سالم حيث أخفى أمواله في شركات متتابعة يصعب الوصول إليها، وأسند إدارة هذه الشركات لمكاتب محاماة وإدارة لا يملك القانونان المحلى والدولى إلزامها بالإفصاح عن الملاك الحقيقيين للشركات التي يديرونها، ليصبح بعيداً عن كل عين للمراقبة الرسمية.
حصل الزميلان على أوراق تثبت أن حسين سالم قام بتأسيس شركة غاز البحر المتوسط في 29 يناير 2001، وقام بتمليك حصص من الشركة الجديدة لشركة بريطانية وهمية اسمها East Mediterranean Gaz Pipeline، وتملك 20٪.
كما حصلا الزميلان على مستند صادر عن قاعدة بيانات الشراكة الخاصة في مشروعات البنية التحتية في البنك الدولى، يؤكد أن «سالم» يعتبر أكبر المساهمين في شركة غاز المتوسط بواسطة الشركة البريطانية «ميديترينيان جاز بايب لاين ليمتد»، بما يعنى أنه وافق على قيام شركة تصدير الغاز باللجوء للتحكيم الدولى ضد مصر بسبب وقف التصدير لإسرائيل خلال الفترة الماضية، في أعقاب انفجارات خط الأنابيب بعد اندلاع ثورة يناير.
وتداول عدد من المواقع الإلكترونية التحقيق ونال شهادة تقدير من جائزة أريج الدولية للصحافة الاستقصائية.
عبدالرحمن شلبى وعلى زلط 19/7/2011
ــــــــــــــ
10- عصابات تهريب الأفارقة في سيناء
رصد الزميل أحمد أبودراع في هذا التحقيق حجم المعاناة التي يعيشها المهاجرون الأفارقة ممن حاولوا الهرب من جحيم بلادهم إلى نعيم متصور في إسرائيل، سواء بمطاردة قوات الشرطة المصرية ونظيرتها الإسرائيلية، أو استغلال المهربين لأحوالهم، إذ يطالبونهم بدفع المزيد من الأموال مقابل التوقف عن تعذيبهم. ورصد الزميل مختلف أشكال التعذيب التي يتعرض لها المهاجرون من الحرق بسجائر مشتعلة والتعذيب بأسياخ حديدية، والثقب بآلات حادة وسكب البلاستيك المغلى فوق أجسادهم، وإلزامهم بدفع آلاف الدولارات، فدية وثمنا لدخولهم إلى ما يظنون أنها جنة ستعوضهم عن آلام التعذيب والجوع والحبس في سيناء التي تحولت إلى سلخانة تعذيب.
واستعان الزميل بتقرير الخارجية الأمريكية الصادر في 2010 عن الاتجار بالبشر والذى وصف تلك التجارة في مصر بمصدر ووسيط ومقصد للاتجار بالنساء والأطفال بفرض العمالة الإجبارية والاستغلال الجنسى.
ولقد نال التحقيق الفوز بجائزة «سمير قصير» لحرية الصحافة، بعد حصوله على المركز الأول.
أحمد أبودراع
11/7/2012