x

توقف حملة التطعيم ضد الحصبة في شمال سوريا يهدد بتفشي المرض

الجمعة 20-06-2014 16:04 | كتب: رويترز |
تصوير : other

توقف برنامج التطعيم ضد الحصبة في شمال سوريا، وسط خلافات على الجهة التي يجب أن تديره ما يسلط الضوء على التحديات التي يواجهها توفير خدمات صحية أساسية في الأجزاء التي تسيطر عليها المعارضة في سوريا.

وتكافح المنظمات الدولية والسورية للسيطرة على المرض شديد العدوى، والذي يسبب الوفاة أحيانًا بعد 18 شهرًا من ظهوره على الرغم من توفر مئات آلاف من جرعات التطعيم في جنوب شرق تركيا مخصصة لمخيمات اللاجئين في الجهة المقابلة للحدود والمعرضة بشكل كبير لانتشار مثل هذه الأمراض.

وانهارت الخدمات الصحية الأساسية في شمال سوريا، ومن ضمنها التحصين الشامل، عندما تحولت الثورة السلمية ضد الرئيس السوري بشار الأسد، قبل 3 سنوات إلى حرب أهلية تركت حوالي 9.3 مليون شخص بحاجة للمساعدة.

وتعمل المعارضة السورية والمنظمات غير الحكومية السورية والدولية انطلاقًا من تركيا لمحاولة إعادة تقديم الخدمات الصحية الحيوية، ولكن استمرار القتال والقصف الجوي وصعوبة تنسيق عمل عشرات الوكالات الإنسانية تبطئ هذه الجهود.

وأسست الحكومة المؤقتة للائتلاف الوطني السوري المعارض وزارة الصحة الخاصة بها لإدارة حملات التطعيم بنفسها.

ولكن عددًا من منظمات الإغاثة الدولية والمانحين يعتبر الائتلاف طرفًا سياسيًّا ويخشون من شبهة التحيز إذا ما تعاملوا معه بشكل مباشر، ما دفعهم للعمل مع وحدة منفصلة وهي وحدة التنسيق والدعم التي تقود بدورها حملة ضد شلل الأطفال في المنطقة.

وقال خالد الملاجي، مدير القسم الصحي في الوحدة: «تريد وزارة الصحة المؤقتة أن تشارك» في حملة التطعيم، مشيرًا إلى أن 250 ألف جرعة ضد الحصبة موجودة في تركيا منذ شهر تقريبًا بانتظار إرسالها إلى المخيمات قرب الحدود.

وتابع: «كنا ننتظرهم ليحددوا كيف سيساهمون في هذا المشروع دون أن يسببوا الحرج لبعض الحكومات والمنظمات غير الحكومية التي لا تريد التعاطي معهم بشكل مباشر».

وقال كبير المنسقين الصحيين في الوحدة، بشير تاج الدين، إن «وباء الحصبة بدأ يظهر في سوريا أوائل عام 2013»، وأضاف «أنه منذ بداية العام الجاري تم الإبلاغ عن 4 آلاف حالة جديدة على الرغم من أن الفحوصات المعملية ليست متوفرة بسهولة في البلاد لتأكيد هذه الأرقام».

والحصبة مرض شديد العدوى وينتقل عبر سوائل الجسم مثل اللعاب والمخاط والرذاذ المتناثر أثناء السعال أو العطس ودموع العينين. ويمكن أن تسبب الحصبة مضاعفات خطيرة مثل التهاب السحايا والالتهاب الرئوي، وقد تودي بحياة المريض في حال وجود ظروف صحية صعبة.

وقال تاج الدين «إن الحصبة قتلت حتى الآن بين واحد واثنين في المائة من المصابين في سوريا».

ورغم أن الإصابة بهذا المرض مألوفة في طور الطفولة إلا أنه في سوريا انتقل إلى الأطفال فوق الخامسة من عمرهم في 40% من الحالات.

وأعرب عمال الإغاثة عن إحباطهم المتزايد جراء الخلاف بين الحكومة المؤقتة ووحدة التنسيق والدعم.

في المقابل، قال صندوق الأمم المتحدة للطفولة «يونيسف» إن «حملة التطعيم ضد الحصبة وشلل الأطفال انتهت في 15 يونيو الماضي في المناطق الواقعة تحت سيطرة الحكومة السورية حيث وزعت 1.3 مليون جرعة».

وقال المتحدث باسم «يونيسف» في دمشق، «كومار تيكو»، إن الوكالة الدولية توفر التطعيم والإبر وغيرها من المعدات وتغطي تكاليف الطاقم الطبي.

وقال المدير العام للرعاية الصحية في الحكومة المؤقتة، محمد سعد، «إن سبب تأخر الحملة لا ينحصر فقط في النزاع مع الوحدة في شمال سوريا، وإن الوكالات الأخرى تختلف فيما بينها على الطريقة الأمثل لإدارة الحملة».

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية