«مبادرة روجرز» هي مبادرة قدمتها الولايات المتحدة الأمريكية على لسان وليام روجرز، وزير الخارجية الأمريكي، في عهد ريتشارد نيكسون، لعمل فترة وقف إطلاق النار بين إسرائيل ومصر، وقد جاءت «مبادرة روجرز» بعد أن تبين أن الهزيمة رغم مرارتها وقسوتها لم تجبر العرب على رفع أعلام الاستسلام البيضاء، وانما تواصل القتال باسم حرب الاستنزاف تعبيرا عن رفض الهزيمة.
وكان شهر سبتمبر هو البداية الحقيقية لعودة القتال عندما قامت معركة بالمدفعية في منطقة القنطرة خسر فيها الإسرائيليون حوالي 80 قتيلا و250 جريحا مما جعل يوثانت أمين عام الأمم المتحدة في ذلك الوقت يطلب من (أودبول) كبير المراقبين الدوليين قطع إجازته والعودة فورا إلى القاهرة، وفي 25 أكتوبر، أغرقت البحرية المصرية المدمرة الإسرائيلية (إيلات)، ورغم صدور قرار مجلس الأمن في 25 نوفمبر عام 1967 بوقف إطلاق النار، فقد قال جمال عبدالناصر إن ما يفعله الإسرائيليون في الأرض المحتلة يؤكد أنهم لن يخرجوا منها إلا إذا اجبروا على ذلك، وقال جملته المشهورة (إن ما أخذ بالقوة لا يسترد إلا بالقوة)، وهكذا تواصل القتال وتصاعد حتى دخل حرب الاستنزاف التي كثفت فيها إسرائيل غاراتها الجوية بغية إصابة النظام بالشلل كما صرحت رئيسة الوزراء (جولدا مائير).
ووضحت في نفس الوقت روح المقاومة والبسالة المعبرة عن الإصرار على تحرير الوطن، وزادت خسائر إسرائيل بشكل ملحوظ دفع جولدامائير إلى القول إن «كتائب الصواريخ المصرية كعش الغراب كلما دمرنا إحداها نبتت بدلها أخرى» ودفعت أبا إيبان وزير الخارجية إلى القول «لقد بدأ الطيران الإسرائيلي يتآكل».
وكانت الولايات المتحدة هي التي طرحت هذه المبادرة، لإيقاف القتال مدة ثلاثة أشهر، نتيجة المعارك الجوية التي دارت بين القوات المسلحة المصرية والقوات الإسرائيلية المعادية، وأسقط فيها طائرات حديثة جداً -أمريكية الصنع- تابعة لسلاح الجو الإسرائيلي، وأيضاً وقوع إسرائيل في مأزق عسكري داخلي كبير جداً، بسبب الخسائر البشرية اليومية في صفوف قواته المسلحة ووافقت مصر بقيادة جمال عبدالناصر على هذه المبادرة، ومن ثم الأردن بقيادة الملك حسين، لكن منظمة التحرير الفلسطينية رفضت الالتزام بها وقد كان شهر سبتمبر 1967 هو البداية الحقيقية لعودة القتال عندما قامت معركة بالمدفعية في منطقة القنطرة خسر فيها الإسرائيليون حوالي 80 قتيلا و250 جريحا مما جعل يوثانت سكرتير عام الامم المتحدة في ذلك الوقت يطلب من (أودبول) كبير المراقبين الدوليين قطع إجازته والعودة فورا إلى القاهرة.
وقال وليام روجرز في أحد المؤتمرات يوم 9 ديسمبر عام 1969، «سياسة الولايات المتحدة الأمريكية تهدف إلى تشجيع العرب على قبول سلام دائم وفي الوقت نفسه تشجع إسرائيل على قبول الانسحاب من أراض محتلة بعد توفير ضمانات الأمن اللازمة، وإن ذلك يتطلب اتخاذ خطوات تحت إشراف جونار يارنج، وبنفس الترتيبات التي اتخذت في اتفاقيات الهدنة برودس عام 1948 وكمبدأ عام فإنه عند بحث موضوعي السلام، والأمن فإنه مطلوب من إسرائيل الانسحاب من الأراضي المصرية بعد اتخاذ ترتيبات للأمن في شرم الشيخ، وترتيبات خاصة في قطاع غزة مع وجود مناطق منزوعة السلاح في سيناء، ويبدو أن حكومة إسرائيل في صلتها مع الحكومة الأمريكية خلال هذه الفترة كانت تركن وتعتمد على هنري كيسنجر الذي كان مستشارًا للرئيس الأمريكي للأمن القومي فقط.
وكان ناحوم جولدمان رئيس المؤتمر اليهودي العالمي، أبلغني في ذلك الوقت خلال اتصالات كانت تتم معه بمعرفة جمال عبدالناصر إن هنري كيسنجر كان يستخف بوليام روجرز وأنه يسعى لأن يحل محله وهو ما حدث فعلا بعد ذلك.
كان جمال عبدالناصر في زيارة للاتحاد السوفيتي خلال شهر يوليو 1970 عندما قال في اجتماع مع بريجنيف يوم 16 يوليو، وهو اليوم السابق لعودته للقاهرة أنه قرر قبول المبادرة الأمريكية، موضحا سبب ذلك في أن القوات المسلحة تحتاج إلى فترة لالتقاط الأنفاس والانتهاء من مواقع الصواريخ على الشاطئ الغربي للقناة بعد أن بلغت خسائر المدنيين الذين اشتركوا في بناء قواعد الصواريخ 4000 شهيد وكذلك قال جمال عبدالناصر للجنة التنفيذية العليا للاتحاد الاشتراكي أن قبول مصر للمبادرة سوف يحرج اسرائيل أمام الرأي العام العالمي وأمام امريكا أيضاً وذكر أنه لا يعتقد أن لهذه المبادرة أي نصيب من النجاح وفرصتها في ذلك لا تتجاوز 1/2 في المائة.