الكراسى «7»
عجبت لكمِّ العتاب والاستهجان لما كتبته عن الرئيس جمال عبدالناصر!.. مع أنى كتبت عبر سنوات عن إيجابياته، وما ذكرته مؤخراً حقائق.. فلا يشين الرجل عشقه لكرسى الحكم.. بل أضيف أن كل من اختلف معه فكرياً تم إبعاده كخالد محيى الدين، وعبدالمنعم عبدالرؤوف، ويوسف صديق وغيرهم، وكلهم لهم أياد بيضاء فى إنجاح ثورة 23 يوليو 1952.. أما الإخوان المسلمين فعشقهم للسيطرة على الحكم حكاية ورواية!.. وأرجو أن ترجعوا إلى الخطاب الجامع الذى ألقاه الأستاذ حسن البنا فى «المؤتمر الخامس» بعد عشر سنوات من إنشاء جماعة الإخوان المسلمين.. اقرأوا ما قاله عن «الإخوان المسلمين والحكم» قالها صريحة «الحكم معدود فى كتبنا الفقهية من العقائد والأصول، لا من الفقهيات والفروع، فالإسلام حكم وتنفيذ، كما هو تشريع وتعليم، كما هو قانون وقضاء لا ينفك واحد منها عن الآخر».. إن الوصول للحكم وكراسى الحكم هدف وغاية للإخوان منذ بدايتهم، لذا فبعد قيام ثورة 23 يوليو 1952 كانت علاقتهم بالضباط الأحرار قوية، فمن الضباط الأحرار أعضاء فى الإخوان، ولدى صور تشمل مجلس قيادة الثورة وعلى رأس الطاولة حسن الهضيبى مرشد الإخوان وقتها، وأخرى وهم يتناولون العشاء بمنزله ومعهم جمال عبدالناصر!.. ولكنهم اختلفوا مع قادة الثورة، وأرادوا الهيمنة علماً بأن الثورة ألغت كل الأحزاب، وظل وقتها الإخوان على الساحة!.. ولما خططوا للانقلاب تم اعتقالهم جميعاً، وللعلم إن حادث المنشية حقيقة مؤكدة، فقد خطط الإخوان لاغتيال عبدالناصر، واعترفوا بذلك بعد عدة عقود!.. إن عشق الإخوان للهيمنة والسيطرة وتولى كراسى الحكم أودى بهم منذ ستة عقود، ولم يتعلموا فأطاح بهم ثانية.. وللحديث بقية.