أرجعت مصادر وثيقة الصلة بالتحالف الانتخابى لعمرو موسى، رئيس لجنة الخمسين لتعديل الدستور، واللواء مراد موافى، مدير المخابرات العامة الأسبق، ما وصفته بـ« تفكك التحالف» وانسحاب الوفد وبعض القوى الحزبية لمجموعة من الأسباب، منها الشعور برغبة موافى وموسى فى قيادة الأحزاب والقوى السياسية دون تقديم شىء سوى اسميهما المعروفين، وعلاقتهما بالأجهزة بمختلف مستوياتها، فضلاً عن وجود فلول نظام الرئيس الأسبق مبارك، وتضمن التحالف شخصيات أمنية.
وأشارت المصادر إلى أن تردد أنباء عن سعى موافى لقيادة الأغلبية البرلمانية ومطامع موسى المشروعة فى رئاسة مجلس النواب عكس للمنسحبين أن التحالف بالنسبة لهما مجرد محطة للوصول لأهدافهما، مؤكدة أن الدكتور السيد البدوى، رئيس حزب الوفد، طلب حصول «الوفد» على الحصة الكبرى من القوائم والفردى بالقاهرة والمحافظات، ما أثار استياء «موسى وموافى»، ووصفَه بـ «التعجيزى».
فيما تزامن انسحاب موافى من تحالف انتخابات مجلس النواب المقبلة، الذى دعا إليه موسى أمس الأول، مع تأكيد قيادات حزب المصرى الديمقراطى أمس، استمرارهم فى التحالف، بعد أن أعلن تشكيل تحالف انتخابى جديد لعدد من الأحزاب لخوض الانتخابات، وبعد رفض قيادات الحزب و«الوفد» وجود شخصيات أمنية محسوبة على نظام مبارك، أو من قيادات الحزب الوطنى وممن يعتبرون ثورة 25 يناير مؤامرة.
وقال الدكتور محمد أبوالغار، رئيس حزب المصرى الديمقراطى الاجتماعى، إن حزبه و«الوفد» لم ينسحبا من تحالف موسى، مؤكداً أن التكتل مازال قائماً بشأن قوائم الانتخابات، والتنسيق فى المقاعد الفردية، وإن استمرارهم فى التحالف له شروط من بينها أن أفكار حزبه وقواعده لن تقبل بدخول شخصيات من قيادات الحزب الوطنى، أو شخصيات من النظام القديم تحت أى مسمى جديد.
وأضاف «أبوالغار» لـ«المصرى اليوم» أن التحالف الذى يضم حزبه والوفد والإصلاح والتنمية والعدل لا يتعارض مع استمرارهم فى تحالف «موسى»، وأنه سيكون معنياً بالانتخاب على المقاعد الفردية بجميع الدوائر، مشيراً إلى أنه تلقى رسائل إيجابية بشأن مخاوفهم من دخول شخصيات قيادية محسوبة على الحزب الوطنى، لافتاً إلى اجتماع كان من المقرر أن يتم مساء أمس بحضور «أبوالغار» وممثل عن حزب الوفد مع موسى لاستمرار النقاش والحفاظ على التحالف.
كانت الهيئة العليا لـ«المصرى الديمقراطى» فوضت «أبوالغار» بإجراء التحالفات الانتخابية وفق شروط وضعتها هيئة الحزب. وقال أحمد فوزى، أمين عام «المصرى الديمقراطى» لـ«المصرى اليوم»، إن حزبه لن يشارك فى تحالف يضم عناصر ترى فى ثورة 25 يناير مؤامرة، مثل حزب الحركة الوطنية الذى يترأسه الفريق أحمد شفيق، أو شخصيات كانت مرتبطة بأجهزة أمنية فى نظام مبارك، فى إشارة إلى اللواء مراد موافى، أو ممن يرون فى 30 يونيو انقلاباً عسكرياً.
وقال حسام الخولى، سكرتير مساعد حزب الوفد، إن الحزب لم ينضم لتحالف «موسى - موافى» من الأساس حتى يخرج منه، وإن الدكتور السيد البدوى، رئيس الحزب، حضر الجلسات التشاورية مستمعاً وليس عضواً فيه، وإن قواعد عدد من الأحزاب المشاركة بالمحافظات فى التحالف تضم بقايا الحزب الوطنى المنحل مثل «المؤتمر»، و«الحركة الوطنية المصرية»، وجبهة مصر بلدى التى يترأسها اللواء أحمد جمال الدين، وزير الداخلية الأسبق.
وأضاف «الخولى»، لـ«المصرى اليوم»: «حزب الوفد مثلما يرفض عودة تنظيم الإخوان الإرهابى إلى الحياة السياسية يرفض عودة نظام مبارك وبقاياه، وخاصة من ثبت عليه فساد»، موضحاً أن «الوفد» لن يخوض الانتخابات إلا تحت مظلة تحالف «الوفد المصرى»، وأن جزءاً من اعتراضه على تحالف «موسى - موافى» أنه لا يعرف أحزاب وقوى هذا التحالف بشكل محدد.
فى المقابل، أكد الدكتور صلاح حسب الله، نائب رئيس حزب المؤتمر، أن تحالف «موسى - موافى» لا يضم بقايا من أعضاء الحزب الوطنى أو رموز نظام مبارك، وأن ما يتردد حول ذلك يستهدف تشويه صورة التحالف الأقوى حتى الآن. وتابع: «التحالف يضم شرفاء الوطن ورموزه الوطنية، والكفاءات السياسية».