إعادة السعادة إلى القلوب ورسم البسمة على الشفاه.. رسالة مهمة وعاجلة بعث بها قائد المجلس العسكرى في تايلاند، الجنرال برايوث تشان أوتشا، إلى كل أفراد الشعب بعد انقلاب 22 مايو الماضى، وطالب المجتمع الدولى بـ«الصبر» على الجيش الذي «يسعى لبناء البلاد والديمقراطية»، على حد تعبيره.
وانطلاقًا من قناعته بأن الشعب يعيش أجواء إحباط من «سلبية القضاء» و«الفساد السياسى»، قرر المجلس العسكرى التايلاندى أن ينقل المواطنين إلى عالم آخر ينذر بالتفاؤل ويغازل به المتخوفين من عواقب الانقلاب.
وبدأت «المغازلة العسكرية» باستغلال جمال المرأة لرفع الرصيد الشعبى، حيث لجأ المجلس العسكري إلى حيلة لحشد تأييد الشعب والمعارضين للانقلاب العسكري، باستخدام «الحسناوات» في حملة «علاقات عامة» لكسب قلوب وعقول أبناء وطنهم، وظهرت الجميلات يرقصن على أنغام الموسيقى مرتديات ملابس عسكرية تهدف إلى استقطاب الرأى العام، ودغدغة مشاعر الرجل التايلاندي.
وسارع المجلس بعد تجربة «الحسناوات العسكريات» بتنظيم حفلات موسيقية مجانية وأوامر صريحة ومحددة بعرض جميع مباريات كأس العالم لكرة القدم في البرازيل على القنوات التليفزيونية مجانًا، حيث أبرمت اللجنة الوطنية للاتصالات والبث مع شركة «آر إس» عقداً بديلاً بـ13 مليون دولار لإذاعة كل المباريات دون أعباء مادية.
ولاحت في الأفق حيلة ثالثة تمثلت في تدفق آلاف التايلانديين على دور السينما الأحد للحصول على تذاكر مجانية لفيلم ملحمي، يروي قصة ملك من العصور الوسطى، توزعها السلطات العسكرية الحريصة على إذكاء الشعور الوطني.
وتقدم نحو 40 دار سينما تذاكر مجانية للحفلة الصباحية للجزء الخامس من فيلم أسطورة الملك ناري سوان، فيما تزاحمت أعداد كبيرة من رواد السينما على مركز تجاري في وسط المدينة بلغت نحو 5 أمثال المقاعد المتاحة وعددها 500 مقعد.
ويتناول الفيلم قصة الملك ناري سوان، ملك سيام، كما كانت تعرف تايلاند سابقًا، وحملاته للقضاء على هيمنة الغزاة من بورما المجاورة أثناء فترة حكمه من عام 1590 حتى عام 1605، ويتضمن الفيلم مشاهد لمعارك يخوضها مقاتلون على أفيال، ويركز على التضحية وحب الوطن في إطار حملة «انقلابيو تايلاند» لنشر السعادة في البلاد.