x

علي سالم هارب من الملل خبير كروى بفضل التليفزيون علي سالم السبت 14-06-2014 21:54


يقدر أن 750 مليون شخص يتسمرون أمام التليفزيونات فى مختلف دول العالم لمتابعة مباريات كأس العالم التى بدأت فى البرازيل، قبل ثلاثة أيام، بحضور فرق 32 دولة يلعبون 64 مباراة. ومع أننى من هواة الفرجة على كرة القدم دون أن ألعبها سوى ثلاث أو أربع مرات فإننى كونت خبرة شخصية جعلتنى أفهم فى اللعبة وفى أنواع اللاعبين الذين منهم من يلعب وهو مستمتع باللعب ومن يلعب ليقبض، واللاعب الموظف الذى ينزل الملعب ليثبت حضوره، واللاعب الفنان الذى يجعلك تقفز صارخاً: الله! وقد أعطيت حماسى لنادى الزمالك بسبب مصادفة معرفتى بلاعبه الشهير فى الخمسينيات والستينيات عصام بهيج- رحمه الله- عندما كنا نمضى الصيف فى رأس البر وكان هو من المنصورة. وظللت أجهل أنه لاعب فى الزمالك إلى آخر يوم فى الإجازة عندما اتفق على مواصلة صداقتنا وأن ألقاه فى القاهرة فى النادى. وسألته: نادى إيه؟ قال بضيق وهو يستغرب من السؤال: نادى الزمالك. ومرة أخرى قلت له هذه المرة باستغراب منى: وبتعمل إيه فى نادى الزمالك؟ ولكم تخيل الباقى!

لكن تعلقى بالكرة كان مع فريق ريال مدريد عندما زار القاهرة وكان يضم بوشكاش والبرنس «دى ستيفانو» الذى كان كالفراشة بملابسه البيضاء بالغة النظافة، وقد عرفت من أدائه لأول مرة، معنى أن يكون اللاعب فناناً. ومن الغريب أن دى ستيفانو وهو من مواليد 1926 والذى لعب لثلاثة منتخبات: الأرجنتين بلاده الأصلية، وكولومبيا التى اختطفته، ثم إسبانيا التى استقر بها، لم يلعب أبداً فى بطولة كأس العالم. ومثل دى ستيفانو يأتى حديثا زين الدين زيدان، الفرنسى من أصل جزائرى، صاحب الفضل فى فوز فرنسا على البرازيل فى نهائى مونديال 1998.

وقد اختلف المؤرخون على من بدأ كرة القدم، إلا أنه يرجع للإنجليز وضع الكثير من قواعد اللعبة التى تغير بعضها على مر السنين مثل تقييد إعادة الكرة إلى حارس المرمى وإمساكه بها، واللعب بأكثر من كرة، واحتساب الوقت الضائع، وزيادة مراقبى المباراة إلى خمسة، وإدخال نظام الكارتين الأصفر والأحمر الذى كان من أفكار حكم إنجليزى اسمه «كين أستون»، وقد استوحى فكرتها من ألوان إشارات المرور، وبدأ تطبيقها لأول مرة فى مونديال 1970 فى المكسيك، وغير ذلك، واحتساب ثلاث نقاط للفائز ونقطة واحدة عند التعادل، وإلزام اللاعبين بارتداء أحذية أثناء اللعب، ما اضطر لاعبى الهند فى دورة 1950 إلى الانسحاب لتعودهم اللعب حفاة الأقدام. ومن يومها لم يظهروا فى المونديال.

وعندما بدأ نقل مباريات بطولة العالم تليفزيونيا كنا ننتظر هذه المباريات بلهفة، لأنها كانت الوسيلة الوحيدة التى نشاهد فيها الأسماء الشهيرة التى نسمع عنها ولا نراها إلا كل أربع سنوات، ولكن مع تطور البث التليفزيونى أصبحنا نعيش اليوم مع مباريات الدورى فى إنجلترا وإسبانيا وفرنسا وإيطاليا وغيرها، وأصبحنا من خلال مباريات أندية إنجلترا وإسبانيا بالذات، وهما صاحبتا أقوى منافسات الدورى، أصبحنا نرى أشهر نجوم العالم أسبوعيا من خلال هذه الأندية التى تستورد لاعبيها من مختلف دول العالم وتجزل لهم العطاء، ما جعل معظم اللاعبين يبذلون فى مباريات أنديتهم جهدا أكبر بسبب الملايين التى يتقاضونها من الأندية.

وتختلف بطولة كأس العالم التى تقام كل أربع سنوات عن دورة الأولمبياد التى تجرى بالتبادل مع كأس العالم كل أربع سنوات أيضا، فكأس العالم تقام مبارياتها فى الدولة فى عدة مدن فى وقت واحد، بينما الدورة الأوليمبية تقام فى مدينة واحدة. وكما هو معروف فقد بدأت الدورات الأوليمبية فى أثينا عام 1896 بحضور 241 لاعبا من 14 دولة، بينما الدورة الأوليمبية الصيفية الـ30 التى أقيمت فى لندن فى صيف عام 2012 اشترك فيها أكثر من عشرة آلاف لاعب من 204 دول. أما بطولة كأس العالم فقد أقيمت أول مرة فى أوروجواى عام 1930 ولم تسبقها تصفيات، بل وجه اتحاد الكرة دعواته لمن يريد، إلا أنه بسبب تكاليف السفر من فرق أوروبا إلى أوروجواى وطول مدة غياب اللاعبين اقتصر حضور أوروبا على فرنسا وبلجيكا ورومانيا ويوغوسلافيا، أما دول أمريكا اللاتينية فلإقامة البطولة فى القارة اللاتينية حضر منها الأرجنتين والبرازيل وبوليفيا والمكسيك وشيلى وباراجواى، إلى جانب الدولة المضيفة أوروجواى، ومنذ ذلك الوقت أقيمت البطولة كل أربع سنوات فيما عدا دورتى الحرب العالمية 1942 و1946. وعندما زرت أوروجواى عام 2009 قبل خمس سنوات لم ألتق واحدا من أوروجواى وعرف أننى زائر إلا وحدثنى عن المباراة المثيرة التى لعبتها أوروجواى أمام البرازيل فى البطولة التى أقيمت فى البرازيل لأول مرة عام 1950. وفى المباراة النهائية كان يكفى البرازيل التعادل لتحصل على الكأس، حيث كان نهائى البطولة بنظام النقاط بين أربعة فرق، ولكن أوروجواى أطاحت بأحلام البرازيل وكسبتها 2/1 وسط ذهول نحو 200 ألف متفرج. ومنذ أسبوع وصلتنى رسالة على البريد الإلكترونى من مواطن تعرفت عليه فى أوروجواى يراهن على فوز بلاده على البرازيل مرة ثانية بعد 64 سنة، تأكيدا لتنبؤ عراف من أوروجواى بأن البرازيل لن تفوز بالبطولة التى تقام على أرضها!

[email protected]

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية