فى ساعات الانبهار والترقب، التى عاشها العالم، مع افتتاح مونديال «البرازيل»، هذا الحدث الكروى الذى تتوحد حوله الكرة الأرضية بأكملها كثرت فيه العديد من الظواهر والمشاهد اللافتة للانتباه، ولعل أبرزها، الحكم اليابانى «يوتبشى ينشيمورا»، الذى أدار مباراة الافتتاح بين البرازيل وكرواتيا، وأعتقد أنه تم تعيينه خصيصا لهذه المباراة لتفادى إحراج البرازيل فى مباراة الافتتاح، وقد كان.
يستحق الحكم اليابانى، منحه الجنسية البرازيلية، بعد أن أهداهم الفوز على طبق من ذهب، بانحيازه الصارخ لـ «سامبا البرازيلية»، وإصابة كرواتيا بـ «الشلل التام»، بقراراته العكسية، وبدا أنه سعيد بهذا الانحياز، ولم يخجل من اعتراض لاعبى كرواتيا المستمر، والذى كان لسان حالهم يقول له: «يا أعمى القلب والضمير».
ووفقا لوجهة نظرى، فإن البرازيل لن تصل إلى نهائى المونديال، بهذا المستوى، وبهذا الأداء، دفاع مفتوح غير آمن، وحارس مرمى «مهزوز»، وخط وسط يعتمد على المهارة والفردية، و«3» لاعبين فقط هم الذين يتحملون عبء المنتخب، وفى مقدمتهم «نيمار»، ولولا انحياز الحكام اليابانى، والخوف الذى انتاب لاعبى المنتخب الكرواتى، لكان الفوز من نصيبهم.
ومن المشاهد الجاذبة للانتباه، فى مباراة الافتتاح، ملحمة «الحب والوطنية»، لدى عزف السلام الجمهورى، كان مشهدا عبقريا تلاحم الكبار والصغار والشباب فى المدرجات، لترديد السلام الجمهورى، لقد أبهرنى هذا المشهد، وقلت لنفسى وقتها: «ليتنا فى مصر نتوحد تحت ظلال الوطنية بهذه الصورة».
بينما الاستاد الذى شهد مباراة الافتتاح، أقل ما يقال عنه إنه «تحفة معمارية»، ولعل اللافت للانتباه، أن الجماهير كانت قريبة جدا من أرضية الملعب، وكل مدرج كان فيه قرابة «6» منافذ مؤدية إلى الملعب، فقد عفا الزمن على الملاعب ذات الأسوار الحديدية العالية الفاصلة بين الجماهير وأرضية الملعب، وأهدى هذا المشهد إلى المسؤولين فى مصر الذين يطالبون بأن يكون السور بين المدرجات وأرضية الملعب به أسياخ مدببة، وكأنهم «سيخوزقون» أى مشجع سيخرج عن النص.
كما أن التكنولوجيا، كانت سيدة الموقف فى مباراة الافتتاح، خاصة على صعيد التصوير، وعدد الكاميرات، وكان مشهدا رائعا، عندما التقط مخرج المباراة نجم البرازيل «كاكا» بين الجماهير، وفى لقطة أخرى عندما كان يقوم «نيمار» بالتصدى لضربة الجزاء، وفى نفس الوقت يقوم «كاكا» بتصويره من كاميراته الخاصة.
ولاحظنا بين «الفواصل»، روعة تصوير الإعلانات، التى تجبرك على مشاهدتها، وعدم المغادرة أمام الشاشة، لقد أثبتوا أن تصوير الإعلانات علم، وليس «جدعنة» كما يفعل المصريون.
وهناك مشهد أهديه للمتحدثين عن حقوق الإنسان فى مصر، وهو تعامل الشرطة البرازيلية بعنف مع الخارجين، عن طريق «رش الإسبراى» الذى يصيب «المشاغبين» بـ «إغماءة فورية»، هذه سمة معظم بلدان العالم مواجهة العنف بالعنف، وأعتقد أن «الإسبراى » البرازيلى أقوى من «مية قفا من عسكرى مصرى»، فلا داعى للتحامل على الشرطة المصرية، فى هذا الوقت العصيب، الذى يسعى فيه الإرهابيون لزعزعة الاستقرار فى البلاد.
وبعيدا عن مظاهر الافتتاح اللافتة للانتباه، أرى أن فرصة الجزائر، الدولة العربية الوحيدة المشاركة فى المونديال، جيدة فى الصعود للدور الثانى، مع روسيا، لو استطاعت أن تحقق نتائج إيجابية أمام باقى فرق المجموعة بلجيكا وكوريا الجنوبية، وأعتقد أنها قادرة على ذلك فمستوى بلجيكا وكوريا الجنوبية «عادى».
أما على صعيد المنتخبات الأفريقية، فيبدو أن «لعنة الفراعنة» أصابت منتخب «غانا»، خاصة أن فرصة صعوده للدور الثانى، تكاد تكون «معدومة»، فى ظل مجموعتها التى تضم ألمانيا والبرتغال، وأمريكا، ويواجه منتخب الكاميرون، نفس الحظوظ السيئة، لوقوعه فى مجموعة «قاتلة» تضم البرازيل وكرواتيا والمكسيك، وفرصة البرازيل وكرواتيا الأقوى للصعود من هذه المجموعة، بينما منتخب نيجيريا صاحب الفرصة الأكبر بين منتخبات أفريقيا للصعود لدور الـ «16»، مع الأرجنتين، ولاسيما أن المنافسة غير قوية، مع منتخبى إيران والبوسنة والهرسك، كما أن منتخب «كوت دى فوار» فرصته جيدة فى الصعود، خاصة أن مجموعته متوسطة المستوى، وتضم منتخبات اليونان وكولومبيا واليابان.