x

هاني نسيرة داعش العراق وشكراً لجيش مصر!! هاني نسيرة السبت 14-06-2014 21:51


غدا المشهد العربى مخيفا بحق؟ إرهاب متصاعد إذا نظرت يمينا أو نظرت يسارا... 1700 مجموعة مسلحة فى ليبيا وما لا يقل عن 300 ميليشيا مسلحة بمحاذاة حدودنا القريبة فى ليبيا، عنف غير مسبوق لم يسلم منه مواطنون مصريون بسطاء ذهبوا للعمل ولقمة العيش من أجل سعادة أسرهم فعادوا جثثا جنوا من ورائها الدموع.. كما لم يسلم ما لا يقل عن 22 دبلوماسيا تم خطفهم وقتل سفير الولايات المتحدة الدولة العظمى.. فى سبتمبر سنة 2012.. ببنغازى بطريقة متوحشة تشبه تلك التى قتل بها ديكتاتورها الراحل معمر القذافى.

وفى سوريا.. التى انتصر جيشها لحاكمها ضد شعبه ثمة ما لا يقل عن مائتى ألف قتيل، وسبعة ملايين لاجئ، براميل حارقة وأسلحة محظورة وقتل على الطائفة، ولا ملاذ آمن لغير أمثال داعش.. داعش تلك التى سقطت دولتها فى العراق العام 2007 بفضل مجالس الصحوات والعشائر التى نجحت الاستراتيجية الأمريكية فى استخدامها عبر دعم القبائل والعشائر والتعامل معها بثقافتها كما سبق أن صنع البريطانيون فى مناطق عديدة، ونجحت فى مهمتها هذا العام.. ولكن سياسات المالكى القادم من خلفية حزب الدعوة الإسلامية الذى أسسه الإمام الشهيد محمد باقر الصدر، وتأثر بحركة الإخوان المسلمين المصرية، استهدف الصحوات عامى 2008 و2009 واستهدفتها مع القاعدة فى بلاد الرافدين أو داعش فيما بعد حتى قضوا على قادتهم فقتل الواحد تلو الآخر، عبدالستار أبوريشة أولا فى سنة 2007، ثم ناظم الجبورى سنة 2009 وليس آخرهم خميس أبوريشة الذى قضى هذا الشهر فى يونيو سنة 2014.

لم تقف أخطاء المالكى عند هذا الحد فقد مارس سياسات التمييز الطائفى ضد محافظات السنة، واستخدم الفزاعة الطائفية لتعبئة أنصار تياره دولة القانون، نجح فى الانتخابات الأخيرة 30 إبريل 2014 وهو يدعوهم للاحتشاد من أجل إقامة دولة آل البيت، وهو ما يرفضه عدد كبير من زعماء ومرجعيات الشيعة، ولكن الشعبوية تنتصر.. تنجح فى مغازلة الجماهير وخداعها وتذهب بهم حيث يريد..! كان هدفه الانتخابات الأخيرة وهو يفض اعتصام الأنبار السلمى بالقوة بقواته الأمنية التى تكلف الميزانية العراقية الكبرى فى تاريخه 20 مليارا سنويا.. ولكن استغلت داعش الفرصة، وعادت للأنبار والفلوجة، واستمرت المعارك منذ ستة أشهر حتى الآن، دون نتيجة، سوى ازدياد أخطاء المالكى وجيشه.

داعش ترى نفسها الخلافة والدولة الإسلامية المعاصرة!.. يا للهول.. تطالب التنظيمات الأخرى بالبيعة.. قالتها للظواهرى زعيم القاعدة، فى مايو الماضى، أنتم تنظيم ونحن دولة وإمارة، ويجب عليكم البيعة لنا كما بايعتم فى السابق للملا عمر وإمارة طالبان.

نجحت سياسات المالكى فى إحياء داعش العراقية وقتل الصحوات، ليتحول الشعب العراقى لأكثر الشعوب العربية تعاسة كما ذكر تقرير لمركز جالوب الأمريكى فى 9 يونيو الحالى، وثانيها إسلاميا بعد إيران، رغم غنى الدولتين لم تأت أيديولوجيا ولا أصولية كلا النظامين الحاكمين لهما بخير.. أتت بالدماء لا بالرفاه.. أتت بالميليشيات الموالية طائفيا والميليشيات المعادية طائفيا لا أكثر.

صدقا ونحن نعرف كم ينفق المالكى على قواتها الأمنية التى فرت من وجه ألفى مقاتل من داعش فقط فى الموصل ونينوى، وغدت الأخيرة تهدد بغداد، لا يسعنا إلا أن نحيى بسالة جيشنا وقواتنا المسلحة والشرطة التى نجحت فى اجتثاث خطر داعش المصرية فى سيناء، ووجهت له العديد من الضربات الوقائية والاستباقية مبكرا، وأوقفت نزيفه، وبذلت ضحاياها البريئة ودماءها النبيلة، ولكن لم تفر بل ضربت وحمت الحرمات والسلام والأمن والإنسان المصرى من جماعة لا تبالى بخطف النساء والنشيطات وقتل المعارضين أيا كانوا! قريبين أو بعيدين!!

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية