■ «البرازيليون.. حائرون.. ثائرون.. منقسمون».. هذه مشاعرى وزملائى نجوم الكرة العالمية الذين حضروا إلى مدن البرازيل المختلفة عن مونديال 2014، فقد جمعنى عشاء قبل 24 ساعة من افتتاح المونديال ضم عددا من لاعبى الكرة السابقين من الجنسيات المختلفة، بينهم الهولندى رودخوليت الذى سأتحدث عن رؤيته الفنية فيما بعد، ومحمد أبوتريكة نجم الأهلى السابق والكرة المصرية، بالإضافة إلى عدد من اللاعبين السابقين، وخلال العشاء كان الحديث عن الفرق والمنتخبات التى ستتأهل لدور الـ 16، وبالطبع كانت الرؤى مختلفة، ولكل لاعب له وجهة نظره، لكننا اجتمعنا على سؤال واحد:هل البرازيل تستحق استضافة المونديال؟!، الإجابة كانت متباينة، فمنهم من رأى أنها تستحق، ومنهم من اعترض على ذلك، واعذرونى فلن أعلن عن رؤية ووجهة نظر كل لاعب فى هذا الشأن حتى لا أتسبب فى حرج أحد،
لكن أثناء تنقل الحديث بين خوليت وأبوتريكة كانت تدور داخلى مشاعر متباينة وأسئلة حائرة لم أجد لها إجابة، لأن الجلسة لم تضم مسؤولا من الاتحاد الدولى لكرة القدم «فيفا» حتى يريحنى ويجيب عن الأسئلة التالية: لماذا تم اختيار البرازيل؟، وما هى الأسباب التى دفعت فيفا إلى اختيارها؟، لكن السؤال الأهم هو: إذا كان «فيفا» هو الذى يراقب الاتحادات الأهلية.. فمن الذى يراقبه عند اختياره دولة لتنظيم المونديال؟!.. أقول هذا بعد أن وجدت اختلافا كبيرا بين مواطنى البرازيل فى تنظيم بلادهم للمونديال، حيث وجدت اعتراضات كبيرة من بعض المواطنين على تنظيم البطولة، فهم يسألون: كيف يتم إنفاق مليارات الدولارات على الملاعب والاستادات والفنادق وهناك فقراء يعانون من الجوع والبطالة؟، لكن فى نفس الوقت تجد مواطنين آخرين يؤيدون تنظيم المونديال، ويعتبرونه فرصة لمشاهدة أكبر نجوم العالم فى اللعبة الشعبية التى تعتمد البرازيل فيها على جزء من اقتصادها.. فالبرازيل هى دولة المتناقضات الغريبة، تجد ثراء فاحشا لبعض المواطنين وقصورا وبيوتا مبهرة، وتجد أيضا فقراء وعشوائيات أكثر من عشوائيات «الدويقة» فى مصر، وهنا عدت بالذاكرة قليلا عندما حضرت مونديال 2010 فى جنوب أفريقيا، فالأمور كانت مختلفة، فمظاهر المونديال كانت موجودة أكثر منها فى ريودى جانير والسلفادور، والمواطنون فى جنوب أفريقيا لم ينقسموا مثلما أشاهد فى مونديال 2014، ومن ثم فإن السؤال الذى يفرض نفسه هو: من يراقب فيفا فى اختيارها للدول المنظمة للمونديال؟!
■ فازت البرازيل على كرواتيا بنتيجة (3-1) فى مباراة الافتتاح، ولكن كسب المنتخب الكرواتى احترام العالم بأدائه المميز وسرعة لاعبيه الفائقة وقوتهم، ولو أن كرواتيا كانت تواجه منتخبا آخر غير البرازيل الذى نال تعاطفا تحكيميا من اليابانى ميشى مورا، والذى احتسب ركلة جزاء غير صحيحة للبرازيل، لانقلبت الموازين وتغيرت مجريات المباراة نهائيا،
لكننى لا أجد بعد أن شاهدت البرازيل فى مباراة الافتتاح سوى أن أؤكد أن السامبا سيعانى فنيا فى المونديال، ولو واجه فى الأدوار المقبلة منتخبا منظما ويتسم بالسرعة سيواجه مشاكل كبيرة، فالسامبا لا يعتمد على «نيمار» فى ظل تراجع مستوى هالك، وهو ليس رأس حربة صريحا، وهى المشكلة التى ستواجه سكولارى فى المباريات المقبلة، وبالتالى عليه أن يبحث عن رأس حربة يعتمد عليه، فالأهداف التى سجلها نيمار «هدفين» وأوسكار «هدف»، تعتمد على الاختراق من العمق والمهارات الفردية، وهى أمور لم نعتد عليها من السامبا الذى يعتمد على الأداء الجماعى، ولكن علينا أن ننتظر المباريات المقبلة حتى يكون الحكم موضوعيا على كل المنتخبات.