توقع الكاتب البريطانى البارز، روبرت فيسك، تغير موقف قطر، الداعمة للمعارضة السورية، قائلاً إنها قد توجه أموالها بعيداً عن المتمردين على الرئيس بشار الأسد في سوريا والعراق، كما توقع أيضاً أن يشهد العالم حرباً طائفية في المستقبل بين المسلمين الطائفيين، والمعتدلين، قائلاً إنه «حينها سيكون الإرهاب بسبب السلاح الذي يرسله الغرب والذى سيكون في يد جميع الأطراف».
واعتبر فيسك، في مقاله بصحيفة «إندبندنت»، البريطانية، أن «تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام، (داعش) هي الجماعة الأكثر وحشية في تاريخ العالم»، معتبراً أنها «المُهين الأكبر للرئيس الأمريكى، باراك أوباما، وسلفه جورج بوش».
وقال فيسك إن «داعش التي باتت تحكم الآن آلاف الكيلومترات، بدءاً من حلب في شمال سوريا، والحدود العراقية- الإيرانية، ممولة من قبل السعودية، وحكم الأقلية في الكويت».
وتابع: «بصرف النظر عن دور السعودية في هذه الكارثة، فما هي القصص المخفية عن الجميع والتى ستحدث في الأيام والأسابيع المقبلة؟».
ورأى أنه على المستويين السياسى والعسكرى فإن أزمة العراق وسوريا هي ذاتها، موضحاً أن هناك زعيمين أحدهما شيعى والآخر علوى يقاتلان لبقاء أنظمتهما أمام جيش سنى دولى متنام، في إشارة إلى «داعش».
وأعرب فيسك عن دهشته من أنه على الرغم من وجود تشابه بين الوضع في العراق وسوريا، فإن الولايات المتحدة التي تؤيد رئيس الوزراء «البائس»، نورى المالكى، وحكومته الشيعية المنتخبة في العراق، هي ذات الولايات المتحدة التي تطالب بالإطاحة بالأسد ونظامه، رغم أن الزعيمين أصبحا «أخوان في السلاح» في مواجهة تهديد «داعش».
وتوقع الكاتب البريطانى تغير موقف قطر، الداعمة للمعارضة السورية، قائلاً إنها «قد توجه أموالها بعيداً عن المتمردين في سوريا والعراق، بسبب خوفها وكراهيتها العميقة للنظام السنى في السعودية».
وتابع: «ندرك جميعاً قلق واشنطن ولندن العميق إزاء انتصارات داعش، ولكن لا أحد يشعر بالقلق العميق مثل إيران والأسد والمالكى، الذين يعتبرون ما حدث في الموصل وتكريت بمثابة كارثة سياسية وعسكرية».
ومضى يقول: «لا أحد يهتم الآن بمئات الآلاف من العراقيين الذين تم ذبحهم منذ عام 2003 بسبب أوهام بوش وتونى بلير، فقد دمرا نظام الرئيس العراقى السابق، صدام حسين لجعل العالم أكثر آمناً، وأعلنا أن العراق كان جزءاً من معركة عملاقة ضد الفاشية الإسلامية، ولكنهما فشلا الآن».
وانتقد فيسك ما وصفه بـ «استمرار تعامل الإدارة الأمريكية، في عهد أوباما، مع السعودية على أنها صديق معتدل في العالم العربى، وذلك على الرغم من أن العائلة المالكة مبنية على الوهابية الإسلامية في سوريا والعراق».
وقال إن «الرياض تضخ ملايين الدولارات لتسليح المقاتلين في دمشق وبغداد، وبالتالى فهى تساعد على زيادة تهديد داعش في صحراء البلدين، فيما تتودد للقوى الغربية التي تحميها».
وأضاف أنه من المحتمل أن تكون محاولات المالكى العسكرية لاستعادة الموصل شرسة ودموية، تماماً مثل معارك الأسد لاستعادة المدن، مشيراً إلى أن خوف اللاجئين الفارين من الموصل من انتقام الحكومة الشيعية بات أكثر من خوفهم من الجهاديين الذين استولوا على مدينتهم».
وختم فيسك مقاله قائلاً إنه يجب أن نسمى الخلافة المسلحة الجديدة باسم «أمة الإرهاب».