لا جدال أن جمال عبدالناصر هو صانع ثورة يوليو 1952، وهو قائد تنظيم الضباط الأحرار، وأن الغرب لم يستطع أن ينفذ إليه فلا نساء أو مخدرات أو حب للمال.. إلخ، ولكنه ــ ولا جدال ــ كان عاشقاً للسلطة وكرسى الحكم!! هى حقيقة لا يجب إنكارها وبسبب ذلك العشق عانينا كثيراً!! ظهور محمد نجيب فى الصورة كان لرغبة عبدالناصر ومن معه فى إنجاح الثورة فرتبهم صغيرة وعبدالناصر غير معروف جماهيرياً، ولكن اللواء محمد نجيب كان معروفاً شعبياً، وعربياً، ودولياً وله مواقف مشرفة ضد الملك فاروق.
والتف الشعب حول اللواء محمد نجيب، وبعد عام على اندلاع الثورة تحرك صدر عبدالناصر وخطط لإزاحة نجيب عن السلطة بعد أن استنفد الغرض من إشراكه معهم، فتم إعلان الجمهورية فى 18 يونيو 1953 وتولى محمد نجيب منصب رئيس الجمهورية، ولكنهم سحبوا منه منصب قيادة القوات المسلحة وتولاها عبدالحكيم عامر الصديق الوفى القريب من عبدالناصر!! وبدأ التضييق على محمد نجيب حتى كانت أزمة فبراير 1954 حيث قدم نجيب استقالته نظراً لكمية التجاهلات وعدم الاحترام والتصرفات غير المسؤولة من أعضاء بمجلس قيادة الثورة، ومع تصاعد الأحداث، والضغط الشعبى الجارف لصالح نجيب تم التراجع. والخلاصة: انتهت أزمة فبراير بعودة نجيب وترسيخ مكانته، ورغم ما أعلنه عبدالناصر والذين معه عن بداية صفحة جديدة لتوحيد الصف فإن التخطيط كان لإقصائه.. الانفجارات الستة التى حدثت يوم 20 مارس 1954 فى محطة سكك حديد مصر، وجامعة القاهرة، ومحل جروبى والتى روعت القاهرة كانت بغرض إثارة البلبلة فى نفوس الجماهير وإشعارهم بفقدان الأمن والأمان.. هذه الانفجارات كانت من تدبير «عبدالناصر» وكلفته أربعمائة جنيه!! إنه «عشق الكراسى»!!