«والأزهر الشريف الذى يمثل المرجعية الدينية لمليار ونصف المليار من المسلمين يناديكم بضرورة نشر السلام والمحبة والعدل بين الناس جميعا فى الشرق والغرب، وذلك بأن يفهم الغرب حضارة الإسلام على حقيقتها، وأن يفهم المسلمون مدنية الغرب على حقيقتها أيضا، وأن الشرق والغرب إذا تفاهما زال ما بينهما من سوء ظن، وحلَّ السلام محل الخصام».
كنت أتمناه حاضرا أكبر محفل رياضى عالمى، افتتاح كأس العالم، بعمامته الأزهرية المعتبرة، ووجهه الطيب، ورسالته السمحاء، فضيلة الإمام الأكبر فقها ومقاما، الشيخ الطيب أحمد الطيب، ولكن رسالته السمحاء (أعلاه) كانت بعلم الوصول، وصلت إلى العالم كله رسالة حب وسلام، كل من سمع بها، ولامست أذنيه حروفها، عرف أن فى مصر منارة، ومنها تنبثق حضارة، إنه يخاطب الناس جميعا على هدى رسولنا الكريم، أيها الناس، أحسنت يا مولانا.
العالم بأسره يعرف قيمة الأزهر وسمو مكانته وعلو درجته فى العالمين إلا الإخوان والتابعون الذين أهالوا على الأزهر الشريف وإمامه الطيب ما فى نفوسهم من حقد وغل للذين آمنوا بالوسطية والاعتدال، لم ير الأزهر زمنا كريها مذلا كزمن الإخوان، لم ير منهم خيرا، ولا كانوا أهل خير.
نالوا بصغارهم من عمامته المعتبرة، عمدوا إلى تصغير قامة شيخه السامقة زورا وبهتانا، إفكا وضلالا، وكادوا له، وكادوا يفتكون به، وقالوا فى سيرته ما لم يقل مالك، ولم يقل به إلا هالك، يبقى الأزهر دوما منارة وهم الهالكون لأنه يحمل فى جنباته قرآنا يهدى للتى هى أقوم.
كروا وفروا فى رحابه الواسعة وكأنهم فى وغى حرب ضروس، حولوا دار العلم إلى دار حرب، وتنادوا فى قاعات الدرس إلى فحش القول، وهووا بمعاولهم الهدامة على مآذنه العالية، وحرقوا فى سبيل مقصدهم وما يبغون كل غالٍ ونفيس، وبغوا وتكبروا علوا كبيرا على قامات وهامات وعلماء وفقهاء حفظوا القرآن فى صدورهم.
كانوا يريدونه أزهر لمرشدهم، ومكنوا من منبره واحدا من عشيرتهم، مكنوا القرضاوى من منبر عالٍ كان يقضى فيه وطرا، يؤطر لخلافتهم المزعومة ويبشر بدينهم الجديد، ويسرد من قصص وهم إمامهم العتيد.
وتمادوا فى غيهم يعمهون ليركب المنبر الأزهرى الكبير صغير من صغارهم قادما من غزة يسعى، يخطب فى مكان خطب فيه الزعيم الخالد عبدالناصر، وهو أصغر قامة من أن يطول أعتاب المنبر العالى، آخره إمام زاوية تحت بير السلم وبدون ترخيص، فلم يهنأ «هنية» بخطبته، لا أحد سيذكرها فى التاريخ، لأنها لم تكن له ولم يكن لها لكن كانت من أجل عَرَض زائل وزال كيد الكائدين.. الأزهر كان هدفا.. أول خطة التمكين، خابوا وخاب مسعاهم إنه لا يفلح الظالمون.