أثار الاستيلاء السريع لتنظيم إرهابي غير نظامي قوامه ألاف المقاتلين المشتتين الذين يصفهم البعض بالمرتزقة، على عدد من المدن العراقية وصلت لحد السيطرة على محافظة نيتوى بالكامل علامات استفهام حول مدى فاعلية الجيش العراقي الذي دمرته الصراعات الداخلية بعد الاحتلال الأمريكي للعراق في 2003، ولما فشل جيش نظامي في التصدى لتنظيم صغير لم يكمل عامه الأول بعد انفصاله عن «القاعدة».
فقد قدر الباحث في مركز «بروكينجز» في الدوحة، تشارلز ليستر، في تصريحات لوكالة الصحافة الفرنسية عدد مقاتلي «تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام»، «داعش» في سوريا في العراق بما بين 5 و6 آلاف.
وغالبية مقاتلي «داعش» في العراق عراقيون، على عكس سوريا التي معظم قادة المقاتلين على أراضيها يأتون من الخارج، وسبق أن قاتلوا في العراق والشيشان وأفغانستان وعلى جبهات أخرى.
وعلى الجانب الأخر، لا يبدو الجيش العراقي بعد أكثر من ثلاث سنوات على انسحاب القوات الأمريكية في وضع أفضل من وجهة نظر باحثين ومراقبين، وهم يرون أن القوات العراقية التي دربتها وسلحتها واشنطن وأنفقت عليها ما يقارب الخمسة والعشرين مليار دولار ويتجاوز قوامها المليون عنصر أمني غير قادرة على مواجهة حرب منظمة تقودها جماعات مثل «داعش» تسيطر على الأرض وبدت مؤخرا وكأنها تنفذ عملياتها كجيش نظامي، وفقا لتقرير لهيئة الإذاعة البريطانية «بي بي سي».
غير أن مسؤولين عراقيين يدافعون عن أداء الجيش العراقي ويقولون إنه يحارب في ظروف بالغة التعقيد وفي ظل ضعف تسليح واضح وتأخر في إمداد واشنطن له بأسلحة تم الاتفاق عليها إضافة إلى حالة عداء من قبل عدة قوى اقليمية محيطة.
وينقل موقع ميدل ايست أون لاين عن «توبي دودج» الأستاذ بكلية لندن للاقتصاد ومؤلف العديد من الكتب عن العراق قوله «على الرغم من أن الجيش العراقي لديه العدد والعدة والقدرة فإنه يظل قوة غير متماسكة عاجزة عن التنسيق بين عملية جمع المعلومات واتخاذ الإجراءات».