x

أسامة غريب بنات وترامادول أسامة غريب الأربعاء 11-06-2014 21:45


جريمة التحرش التى شاهدها الناس بالصوت والصورة، والتى جرت على هامش احتفالات الشعب فى ميدان التحرير بتنصيب رئيس الجمهورية.. هذه الجريمة تكفلت بترويع البيت المصرى وبث الرعب فى أرجائه، خوفاً على الفتيات من الذئاب الجائعة المنطلقة فى الشوارع. فى البداية قام موقع «يوتيوب» برفع الفيديو من الموقع لمخالفته بروتوكول الموقع، غير أن أولاد الحلال نشروه فى ألف موقع حتى ينعم برؤيته الناس جميعاً. فى المساء رأينا غضب برامج التوك شو.. ليس من البلطجية والشبيحة، وإنما من الشخص الذى قام بالتصوير بدلاً من الدفاع عن البنت وتخليصها من أيدى المتحرشين، ورأينا مذيعة تثنى على أفعال الشباب المبسوطين بافتراض أن السعادة لها ثمن! ثم توالت بعد ذلك الاقتراحات التى ساقها المثقفون للقضاء على التحرش مثل ضرورة تقوية الوازع الدينى فى المجتمع وزيادة جرعة البرامج الدينية التى تحض الناس على مكارم الأخلاق، وكذلك تعديل المناهج التعليمية، وتبنّى وسائل الإعلام للموضوع بما يلقى الضوء على خطورة القضية.. وهناك من قالوا بوجوب إخصاء المتحرش فى ميدان التحرير (على اعتبار أن إخصاءه فى ميدان روكسى لا يحقق الردع الكافى)، ومثل الاقتراح الجرىء بمعاودة افتتاح بيوت الدعارة التى كانت قائمة على زمن الإنجليز وتم إغلاقها عام 1949.. وصاحب الاقتراح مخرج سينمائى شاب يرى أن بيوت الدعارة من شأنها أن تقوم بتفريغ شحنات السعار وعبوات الغضب والتوتر من أجساد ونفوس الشباب الملتهب.. هذا على الرغم من أن هذه الحجة قد بطلت فى العالم كله، ولم تعد دول مثل أمريكا وكندا وأغلب بلدان أوروبا تقبل بمثل هذا الوجود الشرعى للدعارة، بعد أن كشف لهم التطور الاجتماعى والاقتصادى والسياسى أن فتح المصانع والمزارع وإيجاد فرص العمل ونشر التعليم ومحاصرة الفساد وبسط سلطان القانون على الجميع من شأنه أن ينزع التوتر والاحتقان من النفوس والأجساد، ثم تتكفل العلاقات الشرعية وتلك التى تتم بالتراضى بنزع ما تبقى من بؤر شيطانية بالنفوس.الجميع أفاض واستفاض فى الحديث عن الظاهرة، وهناك من حاولوا ردها إلى أصولها الأولى باعتبارها عملية قفز فوق المراحل تتجاهل التطور الطبيعى للعلاقات بين الولد والبنت، وتحاول أن تصل إلى المنتهى قبل البداية بأكثر صور الوحشية بدائيةً وجموحاً.

انتظرت وسط هذا كله أن أستمع لأى شخص ابن حلال يخترق حجب الموالسة والأونطة والتنظير والكلام الفارغ دون جدوى.

كان بودى أن أستمع إلى من يدعو لمعاقبة المتعهد الذى يصرف للشبيحة البرشام قبل أن يدفع بهم للنزول إلى الميادين، بعد أن يعدهم بأن الوليمة ستكون دسمة، وأن البنات ستكون للرُّكَبْ. سوف يتوقف التحرش يا سادة عندما يتوقف البعض عن مكافأة البلطجية الموضوعين تحت الطلب بالباكيدج التالى: بنات مصر+ ترامادول.

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية