ربما لم يشهد تاريخ كرة القدم منافسة متوازية بين نجمين غريمين في توقيت واحد مثلما يشهد حاليا الصراع الثنائي بين الأرجنتيني ليونيل ميسي والبرتغالي كريستيانو رونالدو، الأشبه بمباراة ملاكمة غير مباشرة بينهما، يوجه كلاهما الضربات للآخر دون إعلان فائز رسمي.
ربما لم يشهد تاريخ كرة القدم منافسة متوازية بين نجمين غريمين في توقيت واحد مثلما يشهد حاليا الصراع الثنائي بين الأرجنتيني ليونيل ميسي والبرتغالي كريستيانو رونالدو، الأشبه بمباراة ملاكمة غير مباشرة بينهما، يوجه كلاهما الضربات للآخر دون إعلان فائز رسمي.
وسينتقل الصراع بين ميسي ورونالدو من دائرة الليجا ودوري أبطال أوروبا إلى دائرة أوسع في بطولة كأس العالم على أرض البرازيل، فكل منهما يتحفز للعب دور قيادي مع منتخب بلاده للوصول إلى أبعد نقطة.
للأرجنتين بعض الحظوظ في الترشيحات للقب من واقع خبرتها وتاريخها، حيث توجت بالكأس مرتين من قبل آخرها في 1986 مع الأسطورة مارادونا، كما تحظى بوجود عدد كبير من نجوم الصف الأول، خاصة في الخط الأمامي، فبخلاف ميسي يوجد أجويرو وهيجواين ودي ماريا ولافيتزي وبالاسيو.
لكن ما يعيب الأرجنتين ويقلص من احتمالات ظفره باللقب، حسب الخبراء، هو المستوى المتوسط أو المتواضع لخطي الوسط والدفاع وحارس المرمى، غير أن الآمال معقودة على «البرغوث» للعب دور «حاسم» كالذي لعبه مارادونا من قبل.
وظهر ميسي بأداء مخيب للآمال مع فريقه برشلونة خلال الموسم الماضي، وأعاقته كثرة الإصابات، كما تأثر سلبيا بهبوط أداء الفريق ككل بعد اتهامه ووالده بالتهرب الضريبي، وانتشرت شائعات حول رحيله عن النادي الكتالوني.
وبرر كثيرون، ومنهم زميله خافيير ماسكيرانو، هبوط أداء ميسي بأنه يدخر من طاقته ومجهوده من أجل التألق في المونديال، حيث عانى من ضغوط كثيرة خلال السنوات الماضية من أجل التتويج بالبطولة لكي يقترن اسمه بمارادونا رسميا، مما جعل كأس العالم يمثل شغفا لصاحب الكرات الذهبية الأربع.
على الجانب الآخر، فإن موسم كريستيانو كان أكثر من رائع، حيث ساهم مع فريقه ريـال مدريد بالتتويج بالكأس العاشرة في دوري أبطال أوروبا، بجانب كأس الملك، وشخصيا استهل العام بالفوز بالكرة الذهبية، ولاحقا فاز بلقب هداف الليجا وهداف التشامبيونز، ومُنح الحذاء الذهبي مناصفة مع النجم الأوروجوائي لويس سواريز.
وتبدو مهمة البرتغال أكثر صعوبة من الأرجنتين في المونديال، حيث لا تستند إلى قوام كبير من اللاعبين المتميزين مقارنة براقصي التانجو، ويبدو رونالدو النجم الأوحد لـ«برازيل أوروبا»، لذا فإنها مستبعدة تمامًا من التتويج باللقب، ما لم تحدث مفاجأة.
كما لا يبدو رونالدو جاهزًا بدنيًا مثل ميسي قبل انطلاق البطولة، حيث عانى من آلام عضلية في نهاية الموسم، وتحامل على نفسه في نهائي التشامبيونز أمام أتلتيكو، واعترف الاتحاد البرتغالي بأنه يعاني من إصابة، مما أثار قلق محبيه حول العالم.
وتعد هذه المشاركة المونديالية الثالثة لرونالدو وميسي، فكلاهما حظي بالتواجد الأول في نسخة ألمانيا 2006، ولاحقا في جنوب أفريقيا 2010.
وخرجت الأرجنتين في وجود ميسي من ربع النهائي في آخر نسختين أمام ألمانيا.
أما البرتغال مع رونالدو فوصلت لنصف نهائي 2006 واكتفت بالمركز الرابع، ثم خسرت أمام إسبانيا في دور الـ16 ببطولة 2010.
كلا اللاعبين تألقا في تصفيات مونديال البرازيل، فميسي بمعاونة زملائه النجوم تصدروا تصفيات أمريكا الجنوبية بشكل مريح، أما رونالدو فكان بطلا شعبيا بعد أن قاد بلاده للتأهل بفضل ملحمة الملحق الأوروبي أمام السويد، التي ينسب له فيها كل الفضل.
على أرض السامبا يبدو ميسي أكثر استعدادا وشغفا، لكن شبح مارادونا لا يزال يطارده، مما قد يشكل ضغطا هائلا عليه.
أما رونالدو، فقد خلد نفسه بالفعل كأسطورة البرتغال الأولى متفوقا بأرقامه على إيزيبيو ولويس فيجو، كما أن طموح منتخبه بعيد عن اللقب حتى الآن، لذا فإن الضغط عليه أقل، لكنه غير مكتمل اللياقة البدنية.
الأكيد أن ميسي ورونالدو سيقاتلان من أجل الظهور في أفضل صورة بالمونديال، حيث يتيقن كلاهما أن التفوق في معركتهما الثنائية سينعكس على حسابات التتويج بالكرة الذهبية 2014.