تم الإفراج عن المخرج الإيرانى جعفر بناهى يوم الثلاثاء الماضى، بعد 48 ساعة من حفل ختام مهرجان كان يوم الأحد، والذى وصلت فيه المطالبة بالإفراج عنه إلى ذروتها عندما رفعت جولييت بينوش لافتة تحمل اسمه وهى تتسلم جائزة أحسن ممثلة، وقالت إن مقعده فى لجنة التحكيم على المسرح كان شاغراً، ونتمنى أن يكون معنا، العام المقبل.
ويوم الخميس صرح نائب وزير الثقافة والإرشاد الإسلامى بأنه شاهد فى باريس فيلم «نسخة معتمدة»، الذى أخرجه الإيرانى عباس كيارو ستامى، وفازت بينوش بجائزة «كان» عن دورها فيه، وأن الفيلم لن يعرض فى إيران بسبب «الأزياء التى ترتديها بينوش»، وقد أفرج عن بناهى بكفالة 200 ألف دولار أمريكى، وهى كفالة ضخمة تعنى أن هناك قضية «كبيرة» سوف تنظرها «محكمة الثورة» فى موعد لم يحدد بعد.
قبض على «بناهى» يوم أول مارس، وأعلن الخبر 2 مارس، ونشرنا التفاصيل فى «صوت وصورة» عدد 4 مارس، ولم تعلن السلطات الإيرانية سبب أو أسباب القبض عليه، وفى المؤتمر الصحفى لإعلان برنامج مهرجان كان يوم 15 أبريل وجه جيل جاكوب، رئيس المهرجان، الدعوة إلى بناهى للاشتراك فى لجنة التحكيم، وطالب بالإفراج عنه.
وفى يوم 17 أبريل أعلن وزير الثقافة والإرشاد الإسلامى أن سبب القبض على «بناهى» أنه كان «يصنع فيلماً ضد النظام»، وتابعنا القضية فى «صوت وصورة» عدد 20 أبريل، وتوالت بيانات المطالبة بالإفراج عن الفنان الإيرانى ومنها بيان وقعه سبيلبيرج وآنج لى ودى نيرو وكوبولا وسكورسيزى وروبرت رد فورد وأوليفر ستون ومايكل مور وجويل دانيان كوين، وبيان من منظمة العفو الدولية.
ويوم افتتاح مهرجان «كان» صدر بيان مشترك من وزير الخارجية برنار كوشنير ووزير الثقافة فردريك ميتران الفرنسيين، وتابعنا القضية فى رسائل مهرجان كان يومى 22 و25 مايو، حيث أعلن فى المؤتمر الصحفى لفيلم «نسخة معتمدة» يوم 18 مايو أن بناهى بدأ إضراباً عن الطعام، وقال كيارو ستامى فى المؤتمر: «لا أفهم كيف يمكن اعتبار فيلم جريمة بينما لم يتم صنعه أصلاً»،
وفى تقرير نشرته «الحياة» أمس الأول، للخبيرة فى السينما الإيرانية ندى الأزهرى جاء أن نائب وزير الثقافة والإرشاد الإسلامى حضر مهرجان كان واحتج على موقف المهرجان، وقال إن بناهى حكم عليه بالسجن ست سنوات لتصويره فيلماً فى الخفاء، وقد نجحنا فى تخفيف الحكم، ولكنه سوف يظل ممنوعاً من السفر خارج البلاد.