حصلت «المصرى اليوم» على نص أقوال ضحايا وقائع التحرش فى ميدان التحرير، تضمنت أقوال الضحايا شهادات مفزعة، فيما تقدمت 7 فتيات وسيدات أخريات ببلاغات جديدة للنيابة العامة، أكدن خلالها تعرضهن للتحرش فى يوم الاحتفال بتنصيب «السيسى» رئيساً للبلاد، الأحد الماضى، وأمر النائب العام بتكليف وزارة الداخلية بإرسال كشف بأسماء الضابط والمسؤولين الأمنيين المكلفين بتأمين الميدان فى اليومين محل الواقعتين، تمهيداً لاستدعائهم وسؤالهم.
وكشف مصدر أمنى فى التحقيقات أن الجهات الأمنية كانت قد نصحت بعدم إنشاء منصة فى الميدان يوم الاحتفال حتى يسهل تأمينه، إلا أنه لم تتم الاستجابة لمطلبها، وحمّل المصدر من قاموا بإنشاء المنصة مسؤولية الواقعة، مؤكداً أن اختيارهم لمطربين شعبيين ساهم فى وقوع مزيد من حالات التحرش.
واستمع كل من ضياء نجم الدين، وعمرو عوض، وكيلى نيابة قصر النيل، إلى أقوال المجنى عليهن، حيث قالت المجنى عليها الأولى فى التحقيقات إنها «توجهت إلى ميدان التحرير بصحبة ابنتيها إلى الميدان يوم تنصيب الرئيس السيسى للاحتفال مع المواطنين، وأثناء سيرها بصحبة ابنتيها بجوار المنصة الرئيسية التف حولهن عدد من الشباب، وحاولوا اختطاف ابنتيها بالقوة، وفشلت فى حماية نفسها نظراً لكثرة عدد المتحرشين حولها، وطلبت منهم ترك الطفلتين وأخذها هى حرصاً على حياتهما نظراً لصغر سنهما». وتبين من التحقيقات أن تلك الواقعة غير التى ظهرت فى الفيديو المنتشر على الإنترنت.
وأضافت المجنى عليهما فى التحقيقات التى أشرف عليها سمير حسن، رئيس النيابة، أن المتهمين قاموا بجذبها بالقوة إلى أحد الشوارع الجانبية بالميدان، ومزقوا ملابسها بالقوة، وخلعوا نقابها وجردوها من كافة ملابسها، واعتدوا عليها بالأسلحة البيضاء، وتحرشوا بكافة أماكن جسدها، حتى تدخل بعض الأشخاص وأنقذوها من المتهمين.
وقالت المجنى عليها الثانية إنها «توجهت الى ميدان التحرير للاحتفال بتنصيب الرئيس السيسى، وأثناء سيرها بجوار السور الكائن بجوار المنصة الرئيسية التى تذاع عليها الأغانى الوطنية، فوجئت بمجموعة من الشباب يلتفون حولها وأجبروها على التوجه معهم إلى أحد الشوارع الجانبية والتحرش بها، واعتدوا عليها بالمطاوى فى كافة أنحاء جسدها، واستمرت فى الصراخ والبكاء حتى وصل بعض ضباط وأفراد القوات المسلحة وتم إنقاذها».
وقالت 3 من المجنى عليهن فى التحقيقات إنهن «توجهن إلى الميدان سوياً للاحتفال بتنصيب السيسى، وأثناء سيرهن طلب منهن بعض الشباب السير فى ممر حتى لا يتم التحرش بهن من قبل بعض الأشخاص المتواجدين بالميدان، فساروا معهم حتى وصلوا إلى أحد الشوارع الجانبية وبعدها التفوا حولهن ومزقوا ملابسهن وتحرشوا بهن دون رحمة أو شفقة، ولكنهن نفين تعرضهن للاغتصاب».
وقالت إحدى الفتيات فى التحقيقات، إن 5 شباب خلعوا ملابسها بالقوة أثناء وجودها أمام المنصة، وتمكنت من الهرب منهم بين الحشود المتواجدة فى الميدان بأعجوبة، بينما قالت أخرى إنها فوجئت بشخص يضع سكين فى ظهرها ويجبرها على السير معها، ثم هرب المتهم بعدما استغاثت بصوت عالٍ.
وكشفت التحقيقات فى واقعة التحرش بربة منزل وابنتها بميدان التحرير، والتى ظهرت فى أحد الفيديوهات، أن «الجناة تجمعوا حول المجنى عليهما فى شكل دائرة، وبدأوا فى تجريد الأم البالغة من العمر 42 سنة من ملابسها تماماً، والإمساك بأجزاء حساسة من جسدها حتى وقعت على إناء به ماء مغلى خاص بأحد بائعى الشاى بالميدان فأصيبت بحروق بلغت 25%، ورغم ذلك لم يكف مرتكبو الجريمة عن هتك عرضها، حتى أحدثوا بها إصابات بالغة فى جسدها ومواطن عفتها، ولم يكتفوا بفعلتهم الدنيئة واتجهوا لابنتها لتكرار فعلتهم معها إلا أنهم لم يتمكنوا من ذلك لتدخل بعض المتواجدين فى الميدان». وتبين من التحقيقات أن المتهمين كانوا منظمين أثناء ارتكاب الجرائم، حيث قاموا بعمل دائرة حول الضحايا للتحرش بهن، واستمعت النيابة إلى المتهمين الـ7 والذين أنكروا فى التحقيقات كافة الاتهامات المنسوبة إليهم، وأكدوا أنهم توجهوا إلى ميدان التحرير مثل باقى المصريين للاحتفال بتنصيب الرئيس السيسى، ثم فوجئوا بقوات الشرطة تلقى القبض عليهم بتهمة «التحرش».
وعرضت النيابة المتهمين الـ7 على المجنى عليهن، فتعرفن عليهم، وكلفت وزارة الداخلية وجهاز الاتصالات بتفريغ كافة الفيديوهات والمقاطع التى تم تصويرها ونشرها على مواقع الإنترنت، ومقارنة التفريغات مع صور المتهمين، وعرض المتهمين على الطب الشرعى لإجراء تحاليل لمعرفة عما إذا كان المتهمون تناولوا مخدرات من عدمه.
كما أمرت النيابة بعرض 5 فتيات من المجنى عليهن بميدان التحرير فى واقعة التحرش الجماعى على الطب الشرعى، لتوقيع الكشف الطبى عليهن، وتحديد الإصابات التى لحقت بهن، وكتابة تقرير مفصل عن كل حالة، وأمرت أيضاً بحبس 6 متهمين 4 أيام على ذمة التحقيقات، وإيداع حدث دار رعاية لصغر سنه، ونسبت النيابة للمتهمين تهم «التحرش وهتك العرض والبلطجة والخطف والتحايل».
من جانبه قال المستشار أحمد الركيب، المتحدث باسم النيابة العامة، إن النيابة العامة أسندت للمتهمين فى واقعة التحرش بربة منزل وابنتها، اتهامات بـ«ارتكاب جرائم هتك العرض بالقوة، والشروع فى اغتصاب المجنى عليها والحجز المصحوب بالتعذيب البدنى»، موضحاً أن النيابة العامة تواصل التحقيقات فى كافة الوقائع، وتوصلت إلى أن بعض العناصر الإجرامية استغلت زحام المواطنين، وتحرشوا ببعض الفتيات والسيدات فى محاولة من الجناة لإفساد مظاهر الاحتفال.
وكلف المستشار هشام بركات، النائب العام، المكتب الفنى برئاسة المستشار عادل السعيد، النائب العام المساعد، والمستشار هشام سمير، المحامى العام الأول بمكتب النائب العام، بالتحقيق فى الوقائع وتفريغ الفيديوهات المتواجدة على صفحات الإنترنت، والتى تناقلتها مواقع التواصل الاجتماعى، ومخاطبة وزارة الداخلية لتحديد هوية باقى المتهمين، واستدعاء القيادات الأمنية المسؤولة عن ميدان التحرير لسماع أقوالهم فى تلك الواقعة.