استهل الرئيس عبدالفتاح السيسى، أول أيام عمله كرئيس للجمهورية، صباح أمس، بتكليف المهندس إبراهيم محلب، بتشكيل الحكومة الجديدة، كما عقد اجتماعاً مع رؤساء الأجهزة والإدارات الرئيسية العاملة برئاسة الجمهورية، بهدف ترتيب قصر الرئاسة من الداخل.
قالت رئاسة الجمهورية، في بيان لها أمس، إن الرئيس عبدالفتاح السيسى بدأ يوم عمله الأول داخل مؤسسة الرئاسة بلقاء أجراه في الثامنة والنصف صباحاً مع عدد من رؤساء الأجهزة الرئيسية داخل رئاسة الجمهورية، للوقوف على سير العمل بها، مؤكداً أهمية ودقة المرحلة المقبلة، والتى ستتطلب العمل منذ الصباح الباكر ولساعات طويلة.
وأضافت الرئاسة أن السيسى استعرض الدور الذي يتعين أن تضطلع به الأجهزة المختلفة، فضلاً عن التعرف على احتياجاتها لأداء العمل على الوجه الأكمل، في ظل مناخ تسوده قيم الانضباط والجدية.
وتابعت أن الرئيس استقبل «محلب»، صباح أمس، بمقر رئاسة الجمهورية بمصر الجديدة، حيث قدم رئيس الوزراء استقالة الحكومة. وصرح السفير إيهاب بدوى، المتحدث الرسمى باسم رئاسة الجمهورية، بأن الرئيس قبل استقالة الحكومة، وكلف محلب بتشكيل الحكومة الجديدة، لتنفيذ رؤية الدولة للمرحلة المقبلة.
وقالت الرئاسة إن خطاب الاستقالة تضمن الإشارة إلى أن الحكومة عملت على بذل أقصى الجهد في تنفيذ المهام التي كلفت بها في ظروف بالغة الصعوبة، مشيرة إلى حرصها على توفير الخدمات الأساسية للشعب من خلال الاستخدام الأمثل للإمكانات المتاحة، وتنفيذ مشروعات الحزمة التحفيزية، وأن الحكومة بذلت أقصى طاقتها في أن يخرج الاستحقاق الثانى من خارطة الطريق على الوجه اللائق بمكانة مصر ومقامها، ملتزمة الحياد والشفافية.
وأضافت الرئاسة أن رئيس مجلس الوزراء أكد في خطاب الاستقالة أن الحكومة اجتهدت في أداء واجبها الوطنى تجاه مشروعات القوانين التي عرضت عليها والتى تطلبتها طبيعة المرحلة، كما انخرطت الحكومة في السعى لمعالجة المشكلات على أرض الواقع، من خلال المتابعة الميدانية التي أسهمت في بث رسائل إيجابية إلى الشارع المصرى، مشيرة إلى الخطوات التي اتخذتها الحكومة على صعيد تحقيق العدالة الاجتماعية، وتخفيف معاناة الطبقات الكادحة والأشد فقراً واحتياجاً، بما شمله ذلك من وضع خريطة واضحة للخدمات والمرافق، ولاسيما في المناطق المهمشة.
وقالت مصادر رئاسية لـ«المصرى اليوم» إن الرئيس حرص على أن يلتقى محلب في أول يوم عمل له كرئيس للجمهورية، مشيرة إلى أن السيسى كان مشغولاً في أول أيام عمله بموضوع الحكومة حتى لا تتعطل حركة البلاد، لذلك كلف محلب مباشرة بهذه المهمة.
وأكدت المصادر أن السيسى لم يعقد اجتماعاً حتى الآن لتحديد فريقه الرئاسى، مشيرة إلى أن كل ما يتردد بهذا الشأن مجرد تكهنات، ولفتت إلى أنه وفقاً لوعد الرئيس بالاهتمام بالشباب، فهناك مجموعة الشباب التي كانت مع الرئيس في حملته ستكون معه في مؤسسة الرئاسة، ومجموعة أخرى مع الوزراء، كما سيتم تشغيل الشباب مع المحافظين، مشيراً إلى مقولة الرئيس: «بضرورة أن نتحمل أخطاءنا، وأن يعمل الشباب معنا ويستفيدوا من خبراتنا».
واستقبل السيسى، ظهر أمس، هشام رامز، محافظ البنك المركزى، حيث تم استعراض السياسات النقدية للبنك، وسبل زيادة الاحتياطى النقدى من العملات الصعبة، فضلاً عن سياسات البنك للحفاظ على استقرار أسعار صرف الجنيه المصرى في مواجهة العملات الأجنبية.
وأكد رامز أثناء اللقاء على قوة ومتانة الجهاز المصرفى واستعداده لتمويل النمو الاقتصادى المتوقع في الفترة المقبلة، مع التركيز على المشروعات الصغيرة والمتوسطة، فضلاً عن «مبادرة التمويل العقارى» ذات البعدين الاقتصادى والاجتماعى.
كما استقبل الرئيس وزير خارجية جمهورية إثيوبيا الفيدرالية الديمقراطية تيدروس أدهانوم، وصرح المتحدث الرسمى باسم رئاسة الجمهورية، بأن الرئيس أكد أثناء اللقاء عمق وخصوصية العلاقات التاريخية التي تجمع بين البلدين، وعلى كون نهر النيل يمثل شريان الحياة الذي يربط الشعبين الإثيوبى والمصرى، وهو الأمر الذي يفرض على قيادات ومسؤولى الدولتين بذل كل الجهود من أجل الحفاظ على تلك العلاقة، وتطويرها وتعزيزها بما يحقق المنافع المشتركة للشعبين الإثيوبى والمصرى.
وأعرب الرئيس عن اقتناعه الكامل بأن المياه يتعين أن تكون موضوعاً للتعاون وليس للخلاف، وأن الحوار البناء هو الأسلوب الأمثل لتحقيق التفاهم المشترك، وأنه لا توجد مشكلة أو تحدٍ لا يمكن حله إذا توافرت الإرادة السياسية الحقيقية للتعاون.
مشيراً إلى الآفاق الرحبة المتاحة للتعاون وتحقيق المصالح المشتركة في مجالات الاقتصاد والاستثمار والتجارة.
وقال الرئيس إنه يجب التعامل مع موضوع سد النهضة بأكبر قدر من الشفافية والتفهم لمصالح كل طرف، وأن المدخل الوحيد للوصول إلى التفاهم المطلوب هو توافر الإرادة السياسية للتعاون والتعامل الجاد، مع شواغل كل طرف واحتياجاته عبر الحوار، مؤكداً أن مصر تتفهم تماماً المصالح التنموية لإثيوبيا، إلا أن ذلك يجب أن يتواكب معه تفهم الجانب الإثيوبى للاحتياجات المائية المصرية، وحقيقة أن مصر لا تملك أي بدائل للحصول على احتياجاتها المتزايدة من المياه، سوى من خلال نهر النيل، الذي يمثل لمصر مصدر حياة.
واتفق معه الوزير الإثيوبى مؤكدا أن بلاده لا تستهدف التأثير على حصة مصر من مياه النيل، وأن السد يستهدف توليد الكهرباء وليس استهلاك المياه، معرباً عن تطلعه للقاء الرئيس مع رئيس الوزراء الإثيوبى أثناء القمة الأفريقية التي ستعقد أواخر الشهر الجارى في عاصمة غينيا الاستوائية «مالابو».
إلى هذا، علمت «المصرى اليوم» أن الرئيس قضى ليلته مع أسرته، مساء أمس الأول بقصر القبة، عقب حفل التنصيب، ثم توجه صباح أمس إلى قصر الاتحادية لإجراء مقابلاته الرسمية.