عندما يلتقي المنتخب البلجيكي نظيره الجزائري في 17 يونيو سيكون لدى الفريق هدف أكبر من مجرد البحث عن بداية جيدة لمشاركته في بطولة كأس العالم 2014 بالبرازيل.
ويمثل النجاح في هذه المباراة أمرا مهما للغاية ليس فقط للفريق، ولكن لأنصاره المتواجدين أمام شاشات التليفزيون في بلجيكا والمنقسمين بشكل هائل بين متحدثين بالفرنسية في منطقة والونيا ومتحدثين بالهولندية في إقليم فلامندي.
ورغم هذا الانقسام، يشجع الجميع المنتخب البلجيكي، ويهتفون لنجومه في صوت واحد.
ويطلق على المنتخب البلجيكي بالفعل لقب «المرشح السري» للقب المونديال البرازيلي نظرا للمستوى الرائع الذي قدمه الفريق في تصفيات البطولة تحت قيادة المدرب مارك فيلموتس البالغ «41 عاما»، نجم المنتخب البلجيكي سابقا والفائز سابقا كلاعب بلقب كأس الاتحاد الأوروبي «الدوري الأوروبي حاليا» مع شالكه الألماني.
ورغم المسيرة الرائعة للفريق في التصفيات الأوروبية المؤهلة لنهائيات كأس العالم 2014، يتمسك فيلموتس بالحذر الشديد في التعامل مع هذه التكهنات رغم تأكيده سابقا أنه لن يسافر إلى البرازيل كسائح.
وقال «فيلموتس»: «أريد ألا يشعر فريقي بالخوف وألا يشعر بأنه أقل من باقي المنافسين».
والحقيقة أن المنتخب البلجيكي ليس لديه مايكفى من الأسباب ليشعر بأنه أقل من منافسيه.
وبعد سنوات ظل فيها كفريق غير مهم على ساحة كرة القدم الأوروبية، قدمت بلجيكا من خلال منتخبها الحالي جيلا ذهبيا جديدا يضم العديد من اللاعبين الموهوبين المنتمين لهذا البلد الذي يقتصر تعداده على 11 مليون نسمة.
وانتقل النجم البارز إيدن هازارد البالغ «23 عاما» إلى تشيلسي الإنجليزي مقابل 40 مليون يورو قبل عامين.
كما دفع نادي زينيت سان بطرسبرج الروسي مبلغا مشابها لضم لاعب الوسط البلجيكي أليكس فيتسل بينما انضم زميله لاعب الوسط مروان فيلايني إلى مانشستر يونايتد الإنجليزي مقابل 32 مليون يورو.
وكان المزيج والخليط الموجود من اللاعبين في هذا المنتخب هو نقطة القوة الرئيسية والعامل الأساسي في جعله فريقا يستعصي على منافسيه حيث يتمتع هازارد بالمستوى الفني العالي وزميله كيفن دي بروين نجم فولفسبورج الألماني بقدرته الجيدة على المراوغة بالكرة إلى جوار لاعبين أقوياء مثل فيتسل وفيلايني أو موسى ديمبلي لاعب توتنهام الإنجليزي.
ولا تقتصر قوة الفريق على مجموعة اللاعبين الشبان أصحاب المواهب المتنوعة بل يضم المنتخب البلجيكي بين صفوفه أيضا بعض اللاعبين المخضرمين أصحاب الخبرة مثل دانيال فان بويتن البالغ «36 عاما» كما يرجع نجاح الفريق إلى الخبرة التي اكتسبها لاعبوه من احترافهم في الأندية الكبيرة خارج بلجيكا.
وقال فان بويتن الفائز بلقب دوري أبطال أوروبا مع فريق بايرن ميونخ الألماني، في مقابلة مع موقع الاتحاد الدولي للعبة «فيفا»، العامل الأكبر هو أن جميع اللاعبين الشبان أصبحوا بشكل مفاجئ من المحترفين خارج بلجيكا. بعد أن اعتادوا جميعا اللعب في بلجيكا.
وفي ظل هذه التطورات، عاد المنتخب البلجيكي إلى نهائيات كأس العالم بعد 12 عاما من مشاركته في مونديال 2002 بكوريا الجنوبية واليابان.
وخاض المنتخب البلجيكي النهائيات في 11 نسخة على مدار تاريخه بل بلغ المربع الذهبي للبطولة في النسخة التي استضافتها المكسيك عام 1986، ويطمح الفريق الآن إلى تكرار هذا النجاح من خلال المونديال البرازيلي.
ولن يكون الجانب الرياضي هو الهدف الوحيد للمنتخب البلجيكي في مونديال 2014 لأن هذا الفريق الذي وصفه حارس المرمى البلجيكي السابق جان ماري بفاف بأنه «أكثر فريق واعد في كرة القدم الأوروبية»، قد يصبح نموذجا لبلجيكا بأكملها.
وفي 2010، كاد الانقسام اللغوي يضع بلجيكا على حافة الانهيار والانقسام كبلد.. وظلت بلجيكا بلا حكومة لمدة 541 يوما حتى تولى إليو دي روبو منصب رئيس الوزراء.
وفي 2014، قد يتحد جميع البلجيكيين خلف قميص منتخب بلادهم بمجرد نزول هذا المنتخب المفعم بالشباب إلى ملاعب البرازيل.