في التاسعة عشرة من عمره كان موضع تنافس بين فريق من قبيل أرسنال وتوتنهام الإنجليزيين من أجل التعاقُد معه، بعد الأداء المُميز الذي قدَّمه مع «هامبورج».
النسخة التي تحمل كل مميزات آسيا في كرة القدم، الخفة والسرعة والمهارة، مع ذكاء شديد في الحركة بين خطوط اللّعب، رؤية جيدة للملعب، ولعب بالقدمين: قدمٌ يُسرى قوية، ويُمنى قادرة على التصرُّف، والنتيجة هي واحد من أكثر المهاجمين الشباب المُبشّرين في العالم.
فضَّل «سون هيونج-مين» مع بداية موسم 2013 الانتقال لبايرن ليفركوزين بدلاً من شَمالِ لندن، سواء أرسنال أو توتنهام، كان ناضجاً أكثر مما يبدو، استمع للنصائح التي أخبرته أنه سيضمن اللعب أساسياً في نادٍ ودوري ألماني تعوَّد على طبائعه، وفي نفس الوقت سيملك فرصة اللعب في دوري أبطال أوروبا مع فريق معقول جداً.
الشهور الأولى لـ«هيونج» في «ليفركوزين» شهدت توهُّجاً لافتاً للغاية، سبعة أهداف خلال الدور الأول من الموسم، من ضمنها ثلاثية في فريقه القديم «هامبورج»، أو هدف الفوز على وصيف أوروبا بروسيا دورتموند على مَلعبه، بتلك الخفة والنضج الكبير الذي يظهره مهاجم أكمل لتوّه الـ21 فقط.
تأثر الفتى الآسيوي لاحقاً بهبوطِ المستوى الكبير الذي أصاب فريقه، انحدار الأداء والنتائج، والنزول من الترتيب الثاني ومُلاحقة بايرن ميونيخ إلى الشك حتى في احتمالية التأهل لدوري الأبطال ضمن الأربعة الأوائل، ثم تغيير المدرب سامي هيبيا في هذا الدور، لذلك فلم يسجل إلا 3 أهداف في الدوري وهدفين في الكأس ضمن مباريات النصف الأول من هذا العام.
ورغم ذلك فإن هذا الهبوط الاضطراري بعد توهُّج البداية لا يغيّر من أن «هيونج» هو فرس الرهان الأول لكوريا الجنوبية في المونديال، خصوصاً مع الأداءات الجيدة التي قدمها في كل مباريات المنتخب الأخيرة، وأيضاً لرغبته الذاتية في إظهارِ نُضج واضح في مُنافسةٍ بهذا القدر من الصعوبة من أجل وضع قدمه على خطوةٍ أبعد، فحين رفض عرضاً من أرسنال، قال إنه «يَطمح للعبِ أساسياً، ويعتقد أنه سيقوم بالتطور حتى يذهب إلى فريقٍ بهذا الحجم وهو ضامن لمكانه»، وكأس العالم فرصة كبيرة لإثبات أنه ينضج ويتطوّر.
وبالنسبةِ للمنتخب الكوري نفسه، الذي أظهر جودة معقولة جداً منذ احتلاله المركز الرابع في كأس عالم 2002، فإن «سون هيونج-مين» يُمثل فرس رهان شابا في مَجموعةٍ ليست صعبة ولكنها ستشهد منافسة قوية جداً مع بلجيكا الطموحة وروسيا الصلبة، وبدرجةٍ أقل المنتخب الجزائري، وسيبدو الوصول لدور الـ16 إنجازاً جيداً لمنتخبٍ كوري شاب بلاعبٍ أمامه دَرجات نحو السماء مثل «هيونج».