شكراً
منذ صباى وأنا من العاشقين للغة العربية، وأدرك مدى ثرائها وقوتها.. كنت أقف مبهوراً أمام بعض أقوال وأشعار الأقدمين.. بعضها يشعرنى بالانتشاء والسعادة، وبعضها يجلب دموعى بسهولة!.. كنت أعشق أزجال عمنا بيرم التونسى وأحفظ الكثير منها، ومعظمها بالعامية!! لذا كنت مستوعباً لتحذير أمير الشعراء أحمد شوقى وقوله: «لا أخاف على الفصحى إلا من أزجال بيرم!!» أما مشاعرى مع آيات القرآن الكريم الذى أنزله الله قرآناً عربياً ــ لعلنا نعقله ونتقى الله ــ فحكاية ورواية!!..
لقد استمعت على مدار رحلة عمرى لخطب زعماء ورؤساء وقادة ومسؤولين عديدين، منهم جمال عبدالناصر وأنور السادات، وحسنى مبارك، ومحمد مرسى وغيرهم.. بعض الخطب استمر لساعات! واستمعت بعد ظهر الثلاثاء إلى الرئيس المؤقت «عدلى منصور» فى كلمة وداع بمناسبة اختتام فترة الرئاسة الانتقالية، بعد انتخاب المشير السيسى رئيساً للجمهورية..
استمر خطابه 36 دقيقة وشمل 3258 كلمة.. استمعت إليه مرتين، وطبعت كلمات خطابه عقب نشرها.. وبلا رياء لقد كانت كلماته من أروع ما وقع فى صدرى وأثر فىَّ.. شعرت بصدق الرجل فى كل كلمة نطقها، بل وانهمرت دموعى معه وهو يتحدث فى خواتيم كلماته عن تكريم أرواح شهداء القوات المسلحة والشرطة.. لقد أكرمنا الله بهذا الرجل الذى لم يخطط لتبوؤ ذلك المنصب، ولكنها إرادة المولى، جاء به ليقود مرحلة مهمة فى تاريخ مصر بحكمة وهدوء، وأتمنى أن تتولى جهة طبع خطابه وتوزيعه على شبابنا، فما ذكره من حقائق وتحذيرات وتوصيات يحتاج لأن نستوعبه بعمق.. أما وصاياه للرئيس السيسى فسأعود إليها.. ختاماً شكراً أيها المستشار العظيم وجزاك الله خيراً.
حاتم فوده
