x

أمين عام مراسم الرئاسة السابق: السيسي سيعيد رونق فترة السادات (حوار)

الأحد 08-06-2014 08:38 | كتب: خير راغب |
المصري اليوم تحاور « طارق رمضان » المصري اليوم تحاور « طارق رمضان » تصوير : أحمد طرانة

خلال ساعات قليلة يحدث لأول مرة فى تاريخ مصر أن يسلم رئيس الدولة اليوم السلطة لخليفته فى مشهد يرتقبه المصريون والعالم أجمع، إذ درجت العادة على أن يقوم رئيس مجلس الشعب بتسليم السلطة للرئيس الجديد.

وحينما يتم الحديث عن تسليم السلطة يقفز إلى صدارة المشهد مراسم عملية التنصيب، خاصة أنها لن تقتصر هذه المرة على عملية تسليم السلطة بل تمتد إلى استقبال رؤساء الدول وكبار المبعوثين الذين تمت دعوتهم للمشاركة فى التنصيب.

«المصرى اليوم» التقت طارق رمضان، أمين عام المراسم فى رئاسة الجمهورية، خلال الفترة من 1998 حتى 2008، فى محاولة لإزاحة الستار عن هذه المراسم.. وإلى نص الحوار:

■ لأول مرة تشهد مصر تسليم رئيس لآخر السلطة.. كيف سيتم ذلك من ناحية المراسم والبروتوكول؟

- الرئيس السيسى سيتوجه إلى المحكمة الدستورية العليا يوم السبت بصحبة «الركب» الرسمى المكون من 17 موتوسيكل: 8 من جهة اليمين ومثلها على اليسار وموتوسيكل الدليل لحلف اليمين، ويوضع على سيارة الرئاسة علمان.. على الرفرف الأيمن علم مصر، وعلى الرفرف الأيسر علم رئيس الجمهورية، وهو عبارة عن نسر ذهبى أعلى المستطيل الأحمر ناظر لأعلى إلى الميمنة، فى الوقت الذى سيكون فيه الرئيس المؤقت عدلى منصور فى الرئاسة فى انتظاره. وسيستقبل الرئيس الجديد عقب وصوله بعد حلف اليمين وسيعقدان مباحثات ثنائية مشتركة تؤخذ فيها اللقطات.

■ ماذا عن مراسم استقبال الضيوف؟

- أتوقع أن يكون هناك أكثر من سيناريو إذا ما تم التنصيب فى قصر الاتحادية، السيناريو الأول تتم خلاله دعوة أصحاب الضيوف إلى الصالون الكبير ويتسع لـ40 شخصا، أما إذا كان العدد أكبر يتم نقل الاحتفال إلى قاعة المؤتمرات أو أمام الصالون الكبير والضيوف يجلسون فى صفوف.

■ هل سيتكمن الضيوف من حضور مراسم التسليم والتسلم بين الرئيسين؟

- ممكن ولكن يقتصر الأمر على الرؤساء وكبار المبعوثين حتى تستطيع القاعة أن تستوعب الجميع.

■ ماذا عن الرئيس عدلى منصور.. أين سيجلس بعد تسليم السلطة؟

- أتخيل أن يتم منح الرئيس عدلى منصور قلادة النيل حتى يجلس على يمين الرئيس الجديد.. وإذا لم يحصل على القلادة فسيجلس على يسار السيسى مثل تسليم وتسلم القمم العالمية أو القارية.

■ تعرضت صورة مصر والرئيس المصرى لهزة فى الداخل والخارج فى عهد الرئيس المعزول مرسى.. من وجهة نظرك من المسؤول عنها المراسم أم الرئيس؟

- المراسم لم تقصر مع الرئيس السابق مرسى، بل قدمت كل ما تستطيع أن تقدمه من نصائح وتدريب، وهناك أكثر من سبب وراء ظهور الرئيس ومصر بهذا المشهد، منها: وجود مجموعة حول الرئيس من جماعة الإخوان غير محترفة، كانت تملى طلباتها على إدارة المراسم، وكانوا يرفضون أى نصائح أو تعليمات لأنهم كانوا يرون أنهم فى مهمة أسمى، ثانيا: الرئيس نفسه لم يكن ملتزما بالتعليمات التى كانت تقال له. ثالثا والأهم: أن خلفية الرئيس المدنية الدينية التى بها جزء من الثورية كانت عائقا بعكس الرؤساء السابقين ذوى الخلفية العسكرية التى بها انضباط، وهذا ساعد إدارة المراسم فى العمل بشكل متناغم مع رئيس الدولة وفى إخراج المشهد بشكل لائق برئيس مصر.

■ هل المراسم قدمت النصائح لمرسى أم تعمدت تجاهله حتى تسبب له الإحراج؟

- إدارة المراسم شرحت له كثيرا ولكنه لم يكن يكترث، هذا غير أن هناك أمورا تحتاج إلى فطنة رئيس الدولة فمثلا بعد 3 زيارات وأثناء لقائه بالرئيس اليونانى عندما جاءت كلمة الرئيس مرسى فوجئنا بأنه توجه إلى المنصة التى عليها العلم اليونانى ولم يتوجه إلى المنصة التى عليها العلم المصرى، وهذه ليس لها علاقة بالمراسم، فضلا عن صورته الشهيرة خلال وجوده مع رئيسة وزراء أستراليا، ماذا تفعل المراسم؟! هذا سلوك شخصى من الرئيس.

■ هل الرؤساء السابقون كان يأتون بأفعال شخصية خارج البروتوكول؟

- قليلة جدا، الرئيس الأسبق مبارك كان يحترم المراسم و95% من أدائه كان يحترم فيه البروتوكول، والنسبة الباقية كان يتعمد أن يقوم بأعمال هو يريد أن يوصل بها رسالة إلى الضيف.

■ هناك وقائع فى الداخل مثل الاحتفال بـ6 أكتوبر وتمت دعوة قتلة الرئيس السادات وغياب طنطاوى وعنان!

- أولا: هذا تنظيم كبير الياوران المسؤول عن المناسبات العسكرية، ثانيا: هذا تم بترتيب من الرئيس، وهناك مجموعة من الأخطاء البروتوكولية منها السيارة المكشوفة، فلا يجوز للرئيس أن يستقل سيارة مكشوفة إلا فى العروض الميدانية، الخطأ الثانى أنه كان يجب أن يكون على يسار الرئيس وزير الدفاع، عموما هى كانت رسالة من الإخوان إلى الجيش وبحضور قتلة الرئيس السادات على المنصة وكانت بعد أيام من إقالة طنطاوى وعنان.

■ وواقعة الصالة المغطاة فى استاد القاهرة فى يونيو المعروفة بالجهاد فى سوريا.

- المراسم ليس لها علاقة، فدور المراسم يقتصر على تجهيز المكان والحرص على أن صورة الرئيس تخرج بصورة لائقة بمعنى أنه منذ أن يتحرك من القصر حتى المكان ليس تحت سيطرتى ولكن شغل تأمين، ودورى يبدأ فى إخراج الصورة وما حدث فى الصالة ليس للمراسم دور فيه، لأن الرئيس يتصرف بشكل شخصى، ثانيا: المراسم تكون بعيدة عن الدائرة ولا تستطيع توجيهه.

وهناك واقعة أتذكرها جيدا تمثلت فى قيام الرئيس الأسبق مبارك بوضع إكليل من الزهور على شهداء الشرطة، وهذه أول مراسم عسكرية، يحضرها وزير الداخلية الأسبق حبيب العادلى، وهو شخص مدنى، ووفقا للمراسم فإن الرئيس يجب أن يمشى على اليمين والوزير على اليسار، وقمت بتحفيظ العادلى ذلك، ولكن أثناء العودة فوجئت بالرئيس مبارك يمشى على اليسار، ما جعل العادلى ينظر إلى، وكأنه يقول «ماذا أفعل»، واستمر يتحرك متأخرا على يمين الرئيس حتى اقترب منه وتدخلت فقام بالتحرك الفورى ليكون على يساره، لأن اليمين دائما لرئيس أو ملك ضيف على مقام الرئيس.

■ هل كان الرئيس الأسبق مبارك ملتزماً بالمراسم والبروتوكول؟

- 95 % من تحركات مبارك كانت وفقا للبروتوكول، وكان يتعمد فى اللقاءات أن يظهر قوة مصر وهيبتها من خلال احترامه للمراسم والبروتوكول وكان يسأل عن أعراف كل بلد، وهذا استمر حتى عام 2009 تقريبا، ونظرا لتدهور ظروفه الصحية وسيطرة مجموعة جمال مبارك وأحمد عز ومحمد كمال جعلته يتراجع.

■ متى بدأت المراسم فى مصر وترتيبها بين دول العالم؟

- بدأت منذ الفراعنة، لكن حديثا بدأت فى عهد محمد على وكان اسمها الديوان العالى وأطلق عليها ذلك الاسم لأنها كانت فى القلعة والمقام العالى والديوان أعلى جهة إدارية، وبعد ذلك أصبح اسمه الديوان الخديوى، ثم السلطانى، وأصبح بعد ذلك ديوان البلاط الملكى وكان أقوى شخص فيه أحمد حسنين باشا والمراسمون عندنا تيمور باشا وحسن رستم باشا، إلى أن بدأنا عهد الجمهورية، فعندما تولى الرئيس جمال عبدالناصر كان فيه احترافية أكثر، وكان هناك توجه بتوطين العلاقة مع الدول فكان لابد من البحث عن أسلوب راق للتعاون، وبدأ عبدالناصر بإنشاء المخابرات، وبعد ذلك ديوان للمعلومات، فبدأنا نضع مراسم وياوران إلى أن وصل لاسمه الحالى ديوان رئيس الجمهورية وكان يرأسه زكريا عزمى ورفاعة الطهطاوى والآن القائم بالأعمال.

■ هناك غموض يكتنف وظيفة ديوان رئيس الجمهورية ودوره.

- مؤسسة الرئاسة مؤسسة إدارية يرأسها رئيس الديوان يساعده مساعدون للشؤون الفنية والإدارية وهو ينقسم إلى قسمين هما ديوان كبير الأمناء، وديوان كبير الياوران: الأول يختص بكل المراسم المدنية ويحقق الاتصال بكل المراسم المدنية لأى حدث للرئيس، والياوران يختص بالمراسم العسكرية.

■ فى عهد أى من الرؤساء بدأت المراسم تأخد شكلها المتكامل والناضج؟

- فى عهد الرئيس السادات.

■ رغم أنه كان يرتدى الجلباب فى ميت أبوالكوم؟

- هذا يسمى الاعتزاز بوطنيته وليس له علاقة بالمراسم.. على سبيل المثال الشيخ محمد بن راشد عندما ذهب إلى ملتقى سباق إكسبو للخيول ارتدى البدلة البنجور والهاى هات وحرسه نفس اللبس وزوجته الأميرة عالية شقيقة ملك الأردن لبست كلاسيك، وبهذا البروتوكول تمت الموافقة على أن دبى تنظم سباق إكسبو 2020 أهم حدث ينتظره العالم سنويا، والسادات كان يهتم بالإتيكيت والمراسم وكان أشيك الرؤساء وكان متواضعا ويخاطب المراسم بـ«يا ابنى» وهى من ألمع الفترات، تليها مرحلة حسنى مبارك وكان هناك تناغم بين المراسم والرئيس، أما عبدالناصر ففترته كانت ممتازة، أما فترة مرسى فأنا أنصف فيها المراسم ولكن رئيس الجمهورية لم يساعدهم ويستمع إليهم، لهذا تعرضت صورة مصر بالخارج للاهتزاز.

■ كيف ترى المراسم والبروتوكول فى عهد الرئيس عبدالفتاح السيسى؟

- أقول إن الرئيس السيسى سيعيد رونق فترة الرئيس أنور السادات حيث البروتوكول والمراسم وصورة مصر مرة أخرى.

■ ما مؤشرات ذلك؟

- كما قلت سابقا الرئيس ذو الخلفية العسكرية منضبط وهو ما سيسهل عمل المراسم والبروتوكول، غير أنه لديه حميمية فى الكلام ومهارة فى لغة الجسد، والرشاقة فى الحركة والملابس، كل هذه الصفات تساعده على أداء المراسم والإتيكيت.

■ من خلال المشاهد العامة هل هناك أخطاء بروتوكولية وقع فيها عبدالفتاح السيسى عندما كان وزيرا وغير مستحبة أن يفعلها بعد أن أصبح رئيسا؟

- خلال زيارة الإمارات أثناء قيامه بتفقد القوات المصرية قدم التحية العسكرية وتحرك ويده مرفوعة لعدة خطوات، أخشى أن تظل معه هذه العادة ويجب بسرعة أن يتخلى عنها، هناك موقف عندما تحرك للسلام على الفنانة فاتن حمامة، هذا غير مقبول لرئيس الدولة، أيضا الصمت أثناء الحوار التليفزيونى، أيضا «فرك» اليدين.

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية