عندما يخوض المنتخب الألماني لكرة القدم فعاليات بطولة كأس العالم 2014 بالبرازيل ، يسعى الفريق إلى تتويج انتقاضة ألمانيا الكروية بالشيء الوحيد الذي ينقص الفريق وهو التتويج بلقب.
ويسعى المنتخب الألماني «المانشافت» إلى أن يكون المونديـال البرازيلي نقطة تحول في تاريخه، خاصة أنه أحد المرشحين البارزين للفوز باللقب العالمي.
ولكن الفريق يواجه أيضا مخاطر شديدة لأن تعرضه لخيبة أمل جديدة في البطولات الكبيرة سيكون صدمة هائلة لانتفاضة الكرة الألمانية وقد يقضي عليها بشكل كبير.
وقال يواخيم لوف، المدير الفني للمنتخب الألماني ، في مقابلة مع وكالة الأنباء الألمانية: «التتويج بلقب كأس العالم سيكون الإنجاز الأعظم. هذا الفريق الشاب لم يصل لقمته بعد».
ووعد لوف بأن يقدم فريقًا قادرًا على المنافسة تماماً في المونديـال البرازيلي.
ويسود شعور داخل وخارج ألمانيا بأن الفريق سيصل إلى المونديال البرازيلي وسط مرحلة نضوج طويلة.
ويضم المنتخب الألماني عددًا من اللاعبين المخضرمين أصحاب الخبرة مثل فيليب لام وآخرين من العناصر الشابة الموهوبة مثل ماريو جويتزه، وتمتزج الخبرة مع الطموح في اللاعبين الذين يمثلون الأعمدة الأساسية للفريق مثل حارس المرمى مانويل نيوير وباستيان شفاينشتيجر ومسعود أوزيل.
تأتي بطولة كأس العالم 2014 كأول بطولة كبيرة بعد استعادة الكرة الألمانية ثقلها الأوروبي والعالمي وهو ما انعكس بوضوح من خلال وصول فريقي بايرن ميونيخ وبورروسيا دورتموند إلى المباراة النهائية لدوري أبطال أوروبا في الموسم الماضي ليكون أول نهائي ألماني خالص للبطولة على مدار تاريخها الطويل.
وبدأ لوف ،عمله مع المنتخب الألماني قبل عشر سنوات حيث كانت البداية في 2004 كمدرب مساعد ليورجن كلينسمان المدير الفني السابق للفريق ثم تولى منصب المدير الفني للفريق خلفًا لكلينسمان بعد مونديال 2006 بألمانيا والذي حصل فيه الفريق على المركز الثالث.
واعترف لوف: «عندما توليت المهمة ، قررت تغيير شكل الفريق»، وأظهرت السنوات التالية بوضوح شكل تفكير لوف.
وأدرك لوف مبكرَا أن الأسلوب التقليدي والمقومات التي منحت المنتخب الألماني ألقابه الثلاثة في بطولات كأس العالم أعوام 1954 و1974 و1990 أصبحت بحاجة لعملية تحديث ولطفرة حقيقية.
وبدون استبعاد هذه القيم والمقومات، لجأ لوف للتأكيد على أهمية المواهب الشابة في الفريق وبدأ في صبغ الفريق بصبغة ذات طابع إسباني، حيث تعتمد على تناقل الكرة وسط الملعب والاستحواذ على الكرة الذي يساعد الفريق في السيطرة على مجريات اللعب.
ونجح المنتخب الألماني بشكله الجديد في هذا التحدي وأبهر المشجعين والمسؤولين، مما دفع الاتحاد الألماني إلى تجديد عقد لوف، حتى 2016 ولكن الفريق ظل بحاجة إلى ركن مهم للنجاح وهو الفوز بلقب دولي.
كان لوف في طريقه لتحقيق هذا خلال ثلاث بطولات متتالية هي كأس العالم 2010 وكأس أوروبا 2008 و2012 ولكن ألقابها جميعا كانت للمنتخب الإسباني ليظل الفريق بلا لقب كبير منذ فوزه بكأس أوروبا عام 1996 في إنجلترا.
واعترف لوف، قبل المونديال البرازيلي: «بوضوح ، الفوز بلقب يحظى بأهمية هائلة بالنسبة للمدرب وللفريق واتحاد اللعبة.. هذا هو ما نطمح إليه. نعد أنفسنا بطريقة نرى أنها تسمح لنا بإحراز اللقب».
جاءت مسيرة الفريق الرائعة في التصفيات الأوروبية المؤهلة للمونديال البرازيلي لتضع المنتخب الألماني مع منتخبات البرازيل والأرجنتين وإسبانيا ضمن أبرز المرشحين لبلوغ المباراة النهائية المقررة في 13 يوليو المقبل على استاد ماراكانا, في ريو دي جانيرو.
ويستهل الفريق مسيرته في النهائيات بمجموعة صعبة للغاية في الدور الأول هي المجموعة السابعة والتي تشهد اثنتين من أبرز المباريات إثارة حيث يلتقي الفريق نظيره البرتغالي الذي يقوده المهاجم المتألق كريستيانو رونالدو كما يلتقي المنتخب الأمريكي الذي يقوده المدرب كلينسمان المدير الفني السابق لألمانيا، كما تضم المجموعة المنتخب الغاني.
ويدرك المنتخب الألماني أنه سيواجه منافسين آخرين خارج الملعب مثل ارتفاع درجة الحرارة والمشجعين المتعصبين وطول رحلات السفر بين المدن في البرازيل التي تأتي في المرتبة الخامسة بين أكبر دول العالم من حيث المساحة.
وتتحدث الصحافة الألمانية عن بطولة ساخنة من جميع الوجوه. ويدرك لوف، طبيعة المشاكل التي ستواجه فريقه في البرازيل.
وقال لوف: «بطولة كأس العالم هذه ستفوق أي شيء رأيناه في السنوات الأخيرة. زرت البرازيل في مرتين سابقتين وتعرفت على القوة الجامحة التي تسود هذا البلد عندما يتعلق الأمر بكرة القدم».
وفي هذا الإطار ، لم يكن غريبًا أن يشيد المنتخب الألماني لنفسه مقرا على مساحة 15 ألف متر مربع ليقيم فيه اللاعبون والطاقم التدريبي خلال مشاركة الفريق في المونديال، بعد دراسة الفنادق المتاحة وإدراك أنها لا تلبي متطلبات الفريق.
ويعكس هذا مدى الجدية التي يتعامل بها المنتخب الألماني مع كأس العالم والتي تعني له أكثر من مجرد لقب بطولة، حيث تمثل ثمرة عملية التجديد التاريخية التي استغرقت عشر سنوات.