تراجع جمال علام، رئيس اتحاد الكرة، عن التصريحات التى أدلى بها لجريدة «المصرى اليوم»، والتى يعترض فيها على قرارات لجنة الأندية بمنع الهبوط هذا الموسم، وإقامة الدورة المجمعة النهائية لبطولة الدورى العام من دورين بدلاً من دور واحد، بعد النقد اللاذع الذى تعرض له من قبل مسؤولى لجنة الأندية.
وأصدر مجلس إدارة اتحاد الكرة بياناً ينفى فيه إدلاءه بأى تصريحات للجريدة حول لجنة الأندية، ويطالب إدارة التحرير بالجريدة بتغيير الزميل هانى عبدالنبى، المكلف بتغطية أخبار الاتحاد بآخر «يملك الحس الوطنى ويراعى الظروف التى تمر بها البلاد»، وفقاً لما جاء فى خطاب اتحاد الكرة لرئيس التحرير الأستاذ على السيد.
و«المصرى اليوم» تؤكد التزامها المهنية فى متابعة الأحداث، وأن كل ما أدلى به رئيس اتحاد الكرة فى الأيام الماضية، ونشرته الجريدة، مسجل بالصوت والصورة لدى أكثر من وسيلة إعلامية مثل قناة دريم، والنهار رياضة، وسى بى سى، وأن الجريدة تعاملت مع تلك التصريحات بمهنية باعتبارها نابعة من شخصية عامة ترأس أكبر مؤسسة تدير الكرة المصرية. وإذا كان علام يدعى بالباطل أن ما نشرته الجريدة غير صحيح، فقد تناسى أن بعض القنوات الفضائية أذاعت تلك التصريحات، وبالتالى لا يملك علام أبداً أن ينفى صوته وصورته.
ففى تسجيل مصور له فى قناة «دريم» الفضائية، تم تصويره يوم الخميس الماضى، ارتدى رئيس الاتحاد ثوب الشجاعة، وقال بالحرف الواحد رداً على اجتماع لجنة الأندية فى نادى سموحة «الصوت العالى لا يفرق معانا، واجتماع لجنة الأندية فى نادى سموحة غير قانونى وغير ملزم لاتحاد الكرة» وهو ما نشرته «المصرى اليوم» أيضاً بمنتهى الحرفية والدقة! كما أدلى علام أيضاً بتصريح لـ«سى بى سى» أكد فيها نفس المعانى التى نشرتها «المصرى اليوم»، وهدد بالاستقالة فى حالة إجبار أى جهات سيادية لاتحاد الكرة على إلغاء الهبوط.
ولم يتخيل «جمال علام» أن تصريحاته ستقلب الموازين وأنه دخل معركة لا يستطيع الاستمرار فيها، ما أغضب مرتضى منصور رئيس نادى الزمالك ورئيس لجنة الأندية، فهدد بمقاضاة علام إذا لم يكذب هذه التصريحات، وأكد مرتضى منصور للصحفيين الذين حضروا الاجتماع بنادى سموحة ثقته فى «المصرى اليوم»، وأنه سيتخذ الإجراءات القانونية ضد جمال علام، الأمر الذى تسبب فى حالة من الارتباك بين المسؤولين داخل اتحاد الكرة وعلى رأسهم علام، فطلب من عزمى مجاهد مدير إدارة الإعلام نشر بيان يكذب فيه ما نشر، إلا أن بعض المسؤولين نصحوه بعدم تكذيب التصريحات لأنها صدرت منه يوم الخميس الماضى، وأرجأ مجاهد إصدار البيان أكثر من مرة فى محاولة لتهدئة أزمة التصريحات مع مرتضى منصور، ولكن بعد أن فشلت كل المحاولات وبتحريض من أحد الإعلاميين، جدد علام طلبه بنشر بيان هزيل على الموقع الرسمى لم ينف فيه تصريحاته، بل راح يلقى بالاتهامات جزافا على «المصرى اليوم» بأنها تنقل تصريحات مغلوطة دون أن يحدد الواقعة أو ماهية هذه الأخبار ونوعيتها، وتورط اتحاد الكرة خلال البيان فى طلب لم يحدث فى تاريخ الصحافة الرياضية ولم تقم به أى مؤسسة من المفترض أنها تقود الرياضة فى مصر، بعد أن طلب علام علنا فى البيان تغيير مندوب الصحيفة الذى يقوم بتغطية أخبار اتحاد الكرة فى واقعة هى الأولى من نوعها، وكأن مهمة المحرر إرضاء رئيس اتحاد الكرة وليس نقل ما يحدث داخل الاتحاد بمصداقية وموضوعية ووفقاً لمبادئ المؤسسة التى رسختها فى الصحافة منذ نشأتها على مدار السنوات العشر الماضية.
أراد جمال علام أن يقحم «المصرى اليوم» فى صراعه مع لجنة الأندية على أزمة الهبوط، بعد أن تهرب من مواجهة رؤساء الأندية ورفض حضور اجتماع السبت الماضى بنادى سموحة، بالرغم من أن «المصرى اليوم» ليست طرفاً فى الأزمة بين اتحاد الكرة والأندية وتنقل كل الآراء بموضوعية، نسى علام أن العالم أصبح قرية صغيرة تنقل فيها الأحداث بسرعة الصاروخ، وأصبحت التصريحات موثقة بالأدلة الدامغة التى نملكها فى تصريحات علام التى يتنصل منها الآن سواء عبر الفضائيات أو كاميرات الموبايل التى حضرت الاجتماع.
ولم يكتف علام بذلك، لكنه راح يتهم محرر الجريدة الزميل هانى عبدالنبى بأنه لا يمتلك حسا وطنيا فى تغطية أخبار الاتحاد، رغم أن مواقف علام منذ اعتلائه سدة الحكم فى الجبلاية لم يكن لها علاقة بالدور الوطنى الذى يدعيه، ولعل فشله فى إنهاء أزمة الأهلى مع المصرى حتى الآن هو خير دليل على ذلك، وهوالسبب الحقيقى الذى يمنع الجماهير من حضور المباريات، ووقائع أخرى سيتم الكشف عنها خلال الأيام المقبلة.
«المصرى اليوم» تؤكد أنها لن تسمح بالتشكيك فى مصداقيتها وموضوعيتها التى دفعت القارئ لاحترامها خلال السنوات العشر الماضية، ونصيحة أخيرة لرئيس الاتحاد «إن قلت ماتخفش وإن خفت ماتقولش».
من جانبه رفض محمد شبانة رئيس رابطة النقاد الرياضيين وصاية الجبلاية على الصحفيين ووسائل الإعلام ومحاولة فرض أسماء بعينها لتغطية أخبارها مؤكدا أن ذلك تدخل سافر فى العمل الإعلامى، وأن زمن التهديدات انتهى، وأعلن شبانة تضامنه والمكتب التنفيذى للرابطة مع الزميل هانى عبدالنبى، وأن الرابطة ستتخذ كل الإجراءات للحفاظ على حقوقه.