عندما يخوض المنتخب البرتغالي لكرة القدم فعاليات بطولة كأس العالم 2014 بالبرازيل، سيسعى الفريق إلى الاستفادة من بريق نجمه المتألق كريستيانو رونالدو، لتحقيق مجد جديد في البطولة العالمية.
واستهل رونالدو، نجم ريـال مدريد الإسبانى العام الحالي بخطف جائزة الكرة الذهبية لأفضل لاعب في العالم لعام 2013، والتي يقدمها الاتحاد الدولي للعبة «فيفا» بالاشتراك مع مجلة «فرانس فوتبول» الفرنسية الرياضية.
وقدمت هذه الجائزة مزيدًا من الثقة والحافز للنجم البرتغالي الشهير الذي يسعى إلى تأكيد جدارته بالجائزة من خلال صناعة التاريخ مع منتخب بلاده في المونديال البرازيلي.
واعترف رونالدو في أواخر 2013، وقبل شهر واحد من الفوز بجائزة الكرة الذهبية، بأن حلمه هو الفوز بلقب كأس العالم.
وأحرز «رونالدو»، البالغ من العمر 29 عامًا، ابن مدينة مادييرا البرتغالية، عددًا كبيرًا من الألقاب والبطولات على مدار مسيرته الكروية حتى الآن، ولكنه لا يبدو مقتنعًا برصيده من الألقاب حتى الآن، لأن طموحه الرئيسي هو قيادة منتخب بلاده إلى الفوز بلقب كأس العالم.
وتعهد «رونالدو» بأن يبذل كل ما بوسعه مع الفريق قائلًا «سأبذل قصارى جهدي مع الفريق».
ويفضل المدرب باولو بينتو، المدير الفني للمنتخب البرتغالي، الحديث عن «الهدف المبدئي» للفريق وهو بلوغ الدور الثاني «دور الستة عشر».
وقال «بينتو»، في أواخر نوفمبر الماضي، إن فريقه سيحاول من الآن فصاعدًا أن يدرس الفرق التي أوقعها الحظ في مواجهة فريقه، والاستعداد الجيد لها حتى يستطيع الفريق المنافسة بأقوى شكل ممكن.
وأضاف «بينتو» أن الفريق يسعى للتقدم بعيدًا في البطولة بأفضل شكل ممكن، وبلوغ أفضل دور يمكن له الوصول إليه.
وأوقعت قرعة النهائيات، المنتخب البرتغالي في المجموعة السابعة مع منتخبات ألمانيا وغانا والولايات المتحدة.
ومن الناحية النظرية، سيكون المنتخب البرتغالي ونظيره الألماني هما الأقوى ترشيحًا للعبور من هذه المجموعة إلى دور الستة عشر.
ولكن ليس الأمر غريبًا بالنسبة للمنتخب البرتغالي أن يتعرض لمفاجأة ويخرج من البطولة أمام فرق أقل منه في المستوى من الناحية النظرية، لاسيما وأن الفريق تأهل للنهائيات من الباب الضيق، وعلى حساب نظيره السويدي في الملحق الأوروبي الفاصل بعدما حل ثانيًا في مجموعته بالتصفيات.
وخلال مسيرته بهذه المجموعة في التصفيات الأوروبية، تعرض الفريق للهزيمة أمام نظيره الروسي، الذي حجز بطاقة التأهل المباشر من هذه المجموعة إلى النهائيات، كما سقط المنتخب البرتغالي في فخ التعادل أمام نظيره الإسرائيلي ذهابًا وإيابًا بنفس المجموعة التي شهدت تعادلًا آخر للفريق أمام منتخب أيرلندا الشمالية، مما اضطر الفريق في النهاية إلى خوض الملحق الفاصل، حيث سجل رونالدو بنفسه الأهداف الأربعة التي سجلها الفريق في شباك السويد بهذا الملحق.
ويعتمد المنتخب البرتغالي على طريقة اللعب «4-3-3» حيث يقود «بيبي» خط الدفاع وجواو موتينيو خط الوسط ورونالدو خط الهجوم، لتكون هيمنة بيبي والتناسق في أداء موتينيو وعبقرية رونالدو هي الأعمدة الرئيسية في الأداء الخططي للفريق تحت قيادة بينتو.
كما يعتمد المنتخب البرتغالي على تألق الحارس روي باتريشيو، وعلى المدافعين جواو بيريرا وبروتنو ألفيش وفابيو كوينتراو بجوار بيبي، حيث يتميز أداء هؤلاء اللاعبين بالقوة الهائلة.
وإلى جوار موتينيو في خط الوسط، يتألق راؤول ميريليش وميجيل فيلوسو، بينما يتألق رونالدو في الناحية اليسرى من خط الهجوم، وناني في الناحية اليمنى، ويتواجد هيلدر بوستيجا في مركز قلب الهجوم.
ويلجأ «بينتو» أحيانًا لتغيير خطة اللعب إلى طريقة «4-4-2» ليكون «رونالدو» هو المهاجم الثاني بجوار بوستيجا، وهو ما يمثل راحة إضافية لرونالدو حيث تتركز جهوده أمام مرمى المنافس بشكل أكبر.
ويتصدر رونالدو قائمة هدافي المنتخب البرتغالي عبر التاريخ برصيد 49 هدفًا مقابل 47 هدفًا لباوليتا و41 هدفًا للأسطورة إيزيبيو.
ويغيب «إيزيبيو»، المعروف بلقب «الفهد الأسمر» عن المدرجات في كأس العالم المقبلة، بعدما وافته المنية في الخامس من يناير الماضي، عن عمر يناهز 71 عامًا.
وسطع نجم «إيزيبيو» مع المنتخب البرتغالي في كأس العالم 1966 بإنجلترا، كما كان أول لاعب برتغالي يحرز جائزة الكرة الذهبية وذلك في عام 1965.
وشهد مونديال 1966 أول مشاركة للبرتغال في بطولات كأس العالم، كما شهدت احتلال الفريق المركز الثالث، ليظل هذا هو أفضل إنجاز للفريق على مدار فترة طويلة، وبالتحديد حتى أحرز الفريق المركز الثاني في كأس الأمم الأوروبية «يورو 2004» التي استضافتها بلاده.
وفي مونديال 1966، خسر المنتخب البرتغالي في المربع الذهبي أمام نظيره الإنجليزي الذي أكمل طريقه للفوز باللقب على أرضه.
ولكن الفريق فشل بعدها في الحفاظ على مكانه ضمن المنتخبات العملاقة على مستوى العالم.
وظل المنتخب البرتغالي بعيدًا عن البطولات الدولية الكبيرة لمدة نحو عقدين من الزمان، حتى عاد للظهور فيها من خلال يورو 1984 بفرنسا والتي وصل فيها للمربع الذهبي أيضًا، حيث خسر الفريق مجددًا أمام أصحاب الأرض.
وفي مونديال 1986 بالمكسيك، فشل الفريق في اجتياز الدور الأول وخرج مبكرًا من البطولة.
وشهدت السنوات العشر التالية ظهور «الجيل الذهبي» للكرة البرتغالية، والذي ضم كلًا من لويس فيجو وروي كوستا وفيرناندو كوتو وباولو سوزا وفيتور بايا وجواو فييرا بينتو، حيث أحرز هذا الجيل بطولة كأس العالم للشباب تحت 20 عامًا في نسختي 1989 و1991.
كما وضع هذا الجيل المنتخب البرتغالي مجددًا ضمن أفضل المنتخبات في العالم.
ومنذ خروجه من دور الثمانية ليورو 1996 بإنجلترا، لم يغب المنتخب البرتغالي عن أي بطولة كبيرة باستثناء مونديال 1998 بفرنسا.
وفي 2004، خاض الفريق بطولة كأس الأمم الأوروبية في بلاده، وحقق فيها أفضل إنجاز في تاريخه بعدما بلغ المباراة النهائية، وإن خسرها أمام المنتخب اليوناني الذي حقق واحدة من أبرز المفاجآت في تاريخ كرة القدم.
ولكن هذه البطولة بالتحديد كانت بداية النهاية لمسيرة الجيل الذهبي بقيادة فيجو، حيث اعتزل معظم نجوم هذا الجيل في ذلك الوقت.
وتسلم «رونالدو» قيادة لواء المنتخب البرتغالي بعدها، وذلك تحت قيادة المدرب البرازيلي، لويس فيليبي سكولاري، المدير الفني للمنتخب البرتغالي من 2003 إلى 2008 .
وعاد سكولاري إلى قيادة المنتخب البرازيلي في أواخر 2012، ليتولى قيادة الفريق في كأس العالم 2014، التي تستضيفها بلاده علمًا بأنه قاد الفريق من قبل للفوز بكأس العالم 2002 في كوريا الجنوبية واليابان.
ومثلما فعل المنتخب البرتغالي في 2004 تحت قيادة سكولاري، عندما ظهر رونالدو كنجم للفريق، يحمل المنتخب البرتغالي بقيادة بينتو بعض المفاجآت للمونديال البرازيلي المقرر منتصف هذا العام.
ويبدو وليام كارفايو، لاعب خط الوسط الشاب بفريق سبورتنج لشبونة، الذي لعب له رونالدو وفيجو أيضًا في الماضي، هو أبرز اللاعبين الواعدين الصاعدين بالفريق حاليًا.
كما يضم الفريق مهاجمين واعدين أيضًا هما إيفان كافاليرو ورافا، إضافة للاعب الموهوب ريكاردو كواريسما، الذي عاد لصفوف بورتو البرتغالي بعد فترة احتراف في تركيا.