حددت محكمة استئناف القاهرة برئاسة المستشار نبيل صليب جلسة 12 يونيو الجاري لبدء محاكمة 7 متهمين أمام محكمة الجنايات، بتهمة تشكيل «خلية إرهابية» وإطلاق النيران على أفراد قوة تأمين كنيسة العذراء بمدينة أكتوبر، وقتل شرطي، وتخطيطهم لاستهداف أفراد القوات المسلحة والشرطة والأقباط واستحلال أموالهم.
وقال المستشار مدحت إدريس، رئيس المكتب الفنى بمحكمة استئناف القاهرة، إن محاكمة المتهمين ستكون أمام الدائرة 14 بمحكمة جنايات الجيزة، برئاسة المستشار معتز خفاجي.
كان المستشار هشام بركات، النائب العام، سبق أن أمر فى شهر مارس الماضي بإحالة المتهمين السبعة إلى محكمة الجنايات، حيث تضمن قرار الاتهام 4 متهمين محبوسين احتياطيا على ذمة القضية، والأمر بضبط وإحضار المتهمين الثلاثة الهاربين وحبسهم احتياطيا وتقديمهم للمحاكمة.
وسبق للمستشار تامر فرجانى، المحامى العام الأول لنيابة أمن الدولة العليا، أن أمر بتشكيل فريق من محققى النيابة لتولى أعمال التحقيق فى وقائع القضية، وباشر التحقيق أحمد عبدالعزيز ومحمد الطويلة، وكيلا النيابة، وسامح الشيخ، رئيس النيابة، بإشراف المستشار خالد ضياء، المحامى العام بنيابة أمن الدولة العليا.
جاء فى مقدمة ترتيب أسماء المتهمين الواردة بأمر الإحالة: محمد إبراهيم فتحى محمد، وكنيته أبوأنس، 27 سنة، نقاش، محبوس احتياطيا، ثم وليد حافظ مهران عبدالرحمن، وكنيته خطاب، 34 سنة، عاطل، محبوس احتياطيا، ومحمد أحمد حسن عبده، وكنيته أبوخطاب، 27 سنة، عامل، هارب، ومحمد عبدالحميد إبراهيم، وكنيته أبوالقعقاع، 21 سنة، سائق، محبوس، وأحمد سعد محمد، وشهرته أحمد الصغير، هارب، وأحمد محمد فؤاد عبدالرحمن، وكنيته أبويوسف، 35 سنة، مسؤول تطبيقات نظم معلومات، محبوس، وإبراهيم أحمد صادق إبراهيم، هارب.
وأسندت النيابة إلى المتهمين ارتكابهم لجرائم إنشاء وإدارة جماعة إرهابية تعمل على خلاف أحكام القانون، بغرض منع مؤسسات الدولة والسلطات العامة من ممارسة أعمالها والاعتداء على الحرية الشخصية للمواطنين، ومحاولة تغيير نظام الحكم بالقوة، والاعتداء على أفراد القوات المسلحة والشرطة، وتعريض سلامة المجتمع وأمنه للخطر، وتمويل الجماعات الإرهابية بمعونات مادية، وإحراز الأسلحة النارية والذخائر، وإطلاق النيران على أفراد قوة تأمين كنيسة العذراء بمدينة السادس من أكتوبر، وإصابة الشرطى محمد طه السيد بطلقة فى رأسه تسببت فى انفجار المخ، على نحو أدى إلى وفاته، والشروع فى قتل باقى أفراد القوة عمدا مع سبق الإصرار.
وكشفت تحقيقات النيابة العامة فى القضية عن أن قائد التنظيم هو الإرهابى محمد إبراهيم فتحى، وكنيته بين أعضاء الجماعة الإرهابية، أبو أنس، 27 عاما، ويعمل نقاشا، واعتنق أفكارا تكفيرية، قوامها إباحة الخروج على الحاكم، وتغيير نظام الحكم بالقوة، واستهداف القوات المسلحة والشرطة ومنشآتهما، واستعداء الأقباط واستحلال وسرقة أموالهم وممتلكاتهم.
وأضافت التحقيقات أنه فى غضون شهر أكتوبر من العام الماضى، استطاع قائد التنظيم استقطاب المتهم الثانى وليد حافظ مهران، وكنيته خطاب، وإقناعه بأفكاره التكفيرية، وكلفه باستقطاب بقية المتهمين الخمسة (محمد أحمد حسن، وكنيته أبوخطاب، ومحمد عبدالحميد إبراهيم، وكنيته أبوالقعقاع، وأحمد محمد فؤاد عبدالرحمن، وكنيته أبويوسف، وإبراهيم أحمد صادق، وكنيته أبومريم، وأحمد سعد محمد، وشهرته أحمد الصغير).
وأوضحت التحقيقات، أن المتهمين أعضاء التنظيم الإرهابى خططوا للبحث عن وسائل لتمويل أنشطتهم وأفكارهم الإرهابية، واتفقوا على سرقة محال الذهب المملوكة للأقباط بالإكراه، ورصدوا أحد المحال الكائن بمجمع وادى الملوك بمدينة السادس من أكتوبر، وأعدوا لسرقته 4 أسلحة نارية (بندقيتين آليتين وخرطوشا مسدسا وفردا روسى الصنع)، وكمية هائلة من الطلقات المستخدمة.
وذكرت التحقيقات أن المتهمين حددوا يوم 27 يناير الماضى لتنفيذ مخططهم الإرهابى، وحال دون ذلك غلق المحل، فقرروا تنفيذ الجريمة فى اليوم التالى مباشرة، حيث ارتدى المتهم محمد عبدالحميد إبراهيم، زيا عسكريا، وتوجهوا جميعا بسيارة المتهم أحمد محمد فؤاد إلى مكان التنفيذ، وكمنوا بجوار كنيسة العذراء، فى انتظار إشارة المتهم وليد حافظ مهران، الذى كان يتولى رصد محل الذهب وترقب اللحظة المناسبة للهجوم عليه.
وأشارت التحقيقات إلى أن قوة تأمين الكنيسة تشككت فى أمر السيارة، وحال استطلاع أمرها، بادر الإرهابيون بإطلاق نيران أسلحتهم صوب أفراد القوة، فقتلوا المجنى عليه، فردت الشرطة وأصابت الثاني الذي بادلهم إطلاق النار حتى تمكن من إصابة المتهمين محمد إبراهيم عبد الحميد، وأحمد محمد فؤاد، واضطر المتهمون إلى الفرار عدوا تاركين السيارة والبندقية الخرطوش.
وعثر محققو النيابة بمكان الواقعة أثناء إجراء المعاينات على كمية كبيرة من الطلقات الحية وفوارغها داخل وحول سيارة المتهمين، وأثبتت التقارير الفنية إطلاق مقذوفات تلك الفوارغ من البندقية التى تركها المتهمون بمكان الحادث، وأنها المستخدمة فى قتل فرد الشرطة. كما أكدت التحقيقات أن اللوحات المعدنية الخاصة بالسيارة تم طمسها بلاصق أبيض كتب عليه يدويا رقم مغاير لرقمها الحقيقى.
وتمكنت الشرطة من ضبط المتهمين محمد إبراهيم فتحى، قائد التنظيم، ووليد حافظ مهران، ومحمد عبدالحميد إبراهيم، وأحمد محمد فؤاد عبدالرحمن، وعثر بمساكنهم على البندقية الآلية الثانية ومبالغ مالية بالدولار الأمريكى، واستجوبتهم النيابة العامة واعترفوا تفصيلا فى التحقيقات بارتكاب الجرائم المسندة إليهم.