قال محمد بديع، المرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين، إن جماعته لا تعرف العنف، ويلتزمون بالسلمية الكاملة، مشيرًا إلى أن الشعب المصري سيسترد حريته وكرامته بإرادته الحرة.
وأضاف خلال كلمة له قبيل بدء محاكمته في قضية اقتحام قسم شرطة العرب ببورسعيد، المنعقدة بمعهد أمناء الشرطة بطرة، أن «الإخوان المسلمين طوال حياتهم لا يقبلون الضيم ولا يعرفون العنف، ويلتزمون بالسلمية الكاملة».
وتابع: «الشعب المصري ذاق طعم الحرية ولن يفرط فيها أبدا، وسيسترد حريته وكرامته، بوعيه وإصراره على تحقيق مطالبه».
وكان عدد من شباب جماعة الإخوان داخل القاعة، استقبلوا قيادات الجماعة المحبوسين بتكبيرات العيد، ورد عليهم المرشد العام: «أبشروا واصبروا.. ألا إن نصر الله قريب»، و«يسقط حكم العسكر»، في الوقت الذي هتف فيه الداعية الإسلامي صفوت حجازي ومحمد البلتاجي، القيادي بالجماعة، المتهمان بالقضية: «ثورة حتى النصر.. ثورة في كل شوارع مصر».
واستمعت هيئة المحكمة برئاسة القاضي محمد سعيد الشربيني، لشهادة أمينة سامي، الطبيبة الشرعية التي قالت إنها قامت بتشريح جثث المجني عليهم في الأحداث، وقالت إنها عثرت على طلقات نارية يستعملها جهاز الشرطة من أعيرة ٩ ملي و٧٦٢ ملي.
أما الشاهد الثاني العميد أحمد فاروق، فالتمس من هيئة المحكمة العودة للتحقيقات التي أجرتها معه النيابة (في وقت سابق)، حرصًا على العدالة.
واعترض المتهمون المحبوسون في القضية على تواجد عدد من شهود الإثبات في قاعة المحكمة أثناء إدلاء آخرين بشهادتهم، وهو ما استجاب له القاضي بإخراج الشهود خارج القاعة حتى يحين دورهم.
وتعود وقائع القضية إلى أواخر يناير 2013، حينما هاجمت أعداد كبيرة من أهالي أشخاص حُكم عليهم بالإعدام وبالسجن لفترات طويلة، قسم شرطة العرب بمدينة بورسعيد، ما أدّى إلى سقوط 5 قتلى من الأهالي خلال اشتباكات مع عناصر الشرطة.
وتضم قائمة المتهمين 190 شخصًا بالإضافة إلى «بديع»، من بينهم قيادات بارزة في تنظيم الإخوان، منهم محمد البلتاجي، وأكرم الشاعر، وعلي درة، وجمال هيبة، والداعية صفوت حجازي، ضمن 9 متهمين، اعتبرتهم المحكمة فاعلين أصليين في الاتهام.
وطالبت النيابة العامة خلال مرافعتها هيئة المحكمة بتطبيق أقصى عقوبة على المتهمين، لقيامهم بارتكاب جرائم الاعتداء على الأشخاص والممتلكات العامة والخاصة والتأثير على رجال السلطة العامة في أداء عملهم بالقوة والعنف حال حمل بعضهم أسلحة نارية وبيضاء وقنابل مولوتوف.
وقالت النيابة في مرافعتها: «تجمع المتهمون وآخرون مجهولون من أعضاء جماعة الإخوان المسلمين الإرهابية والموالين لهم عقب فض اعتصامي رابعة والنهضة، وتوجهوا للمنشآت الشرطية قسم شرطة العرب حاملين الأسلحة النارية والأدوات المعدة للاعتداء على الأشخاص، إلى أن وصلوا حتى باغتوا المجني عليهم بالاعتداء بتلك الأسلحة والأدوات، مما ترتب عليه تعريض حياة المجني عليهم وسلامتهم وأموالهم للخطر وتكدير الأمن والسلم العام، وقد اقترنت جريمتهم بجناية القتل العمد في حق رجال الشرطة».