في خبر أوردته وكالات الأنباء في عام 2005 أن جهات طبية صرحت بأنه من المحتمل أن يكون السبب في فترات الجنون التي تعرض لها جورج الثالث في أخريات حياته مرتبطًا بالزرنيخ.. وجاء هذا الاحتمال نتيجة تحليل أجراه علماء بريطانيون وأستراليون على شعر الملك الذي توفى متأثرًا بالمرض.
وقال البحث إن الأدوية التي كان يتناولها الملك جورج الثالث لعلاج الجنون ربما كانت السبب في دفع حالته للتدهور.
وداهمت الملك جورج الثالث الذي حكم الإمبراطورية البريطانية ٦٠ عامًا، خمس نوبات جنون معروفة قبل أن يتوفى مصابًا بالعمى والصمم والعته، وهناك احتمال يقول إن نوبات جنون الملك التي سجلت إحداها بين أكتوبر ١٧٨٨ وفبراير ١٧٨٩ وأثارت أزمة دستورية كانت بسبب اختلال جينى سبب خللًا في أيض الفرفيرين،
إلا أنه لم يعرف لماذا أصابه هذا المرض، الذي كانت له أعراض مثل الوهن وخشونة الصوت وألم حاد في البطن وأرق واختلالات عقلية مؤقتة في وقت متأخر من حياته ولا لماذا كانت تستمر أوقاتًا طويلة وتكون عميقة. وكتب البروفيسور مارتين وارين من جامعة كنت في إنجلترا وزملاؤه في أحدث عدد من مجلة «لانست» الطبية أن مصدر السم يفترض أنه دواء مغشوش أعطاه له الأطباء.
بعض الأطباء أحالوا المرض إلى سبب جينى أدى إلى خلل عقلى، وهناك تفسير آخر محتمل بأن التسمم حدث عن طريق معادن ثقيلة مثل الرصاص أو الزئبق.
إلا أن فريقًا من علماء بريطانيا وأستراليا عثروا على تركيزات عالية من الزرنيخ في عينات من شعر الملك توحى بأن مصدره هو الدواء الذي كان مستخلصًا من حجر الكحل، وكان يجبر الملك أحيانا على تناوله بالقوة.
وقال البروفيسور مارتين وارين: «إن وجود الزرنيخ في عينات شعر الملك يقدم تفسيرًا واضحًا لطول وشدة مرضه».الذي انتهى بوفاته «زي النهاردة» في ٤ يونيو ١٨٢٠.
أما عن سيرة جورج الثالث فقد عاش بين عامى ١٧٣٨ وِ١٨٢٠، وهو ملك بريطانيا العظمى وأيرلندا «١٧٦٠-١٨٢٠»، وأميرًا ثم ملكًا على هانوفر «١٧٦٠-١٨١٥» وهو حفيد الملك جورج الثانى. حاول أن يقحم نفسه وبقوة في الحياة السياسية، وأراد أن يفرض سلطته على البرلمان.
قام بمحاولة القضاء على مظاهر الحرب التي أشعلتها المستعمرات الأمريكية، وكان يرفض تمامًا فكرة استقلال أمريكا عن بريطانيا. نقص اهتمامه بالسياسة منذ سنة ١٧٨٨ في أعقاب ظهور أعراض اختلال عقلى «كانت تنتابه نوبات صرع»، ثم تطور المرض حتى أجمع الكل على أن الملك لم يعد قادرًا على مزاولة نشاطه، فنصّب ابنه جورج الرابع وصيًا عليه «١٨١١».