أكد مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية بالأمم المتحدة أن العمال المصابون بداء السل في مصر لا يجدون من يساعدهم ، مشيرا إلى أن معظم ضحايا المرض يعملون في مصانع الأسمنت.
وقال المكتب في تقرير له اليوم الأربعاء إن إجمالي المصابين في مصر بهذا المرض يقدر بنحو 17 ألف شخص حيث يصاب 21 شخصاً من بين كل ألف مصري بالسل سنويا ولكن إصابة واحدة من كل 10 إصابات تصبح نشطة وفقا للتقديرات الحكومية.
و استدرك التقرير بأن العدد يفوق التقديرات الحكومية بكثير، مدللا على ذلك بقول «عصام المغازي» مدير البرنامج القومي لمكافحة الدرن، أن "السل بدأ يشكل "خطرا كبيرا" على السكان في البلاد وعادة ما يكون سكان الأحياء العشوائية الفقيرة أكثر الناس عرضة للإصابة به".
و أكد التقرير أن داء السل مرض فتاك معدي يمكن أن ينتقل من شخص إلى آخر عن طريق الهواء، منبها إلى أنه تسبب في الطرد "التلقائي و المباشر " للعمال من عملهم في العديد من الشركات بمصر.
ونقل التقرير عن «محمد الأصمعي» مدير منظمة أصدقاء البيئة، وهي منظمة غير حكومية محلية تعنى بمرضى السل، قوله :" العديد من العمال المصريين يتعرضون للطرد عندما يصابون بداء السل بدلا أن يحظوا بفرصة العلاج في المستشفيات.
وأضاف أن "مرضى السل لا يستحقون مثل هذه المعاملة ولا يجب أن يحصد أرباب العمل الفاكهة ويرمون القشرة بهذا الشكل".
كما أكد التقرير أن السل يعتبر ثالث أكثر داء مهدد للحياة في مصر بعد البلهارسيا والتهاب الكبد الفيروسي "ج" ، وفقا لوزارة الصحة المصرية التي يأمل مسؤولوها يأمل في أن تنجح البلاد في اجتثاث داء السل بحلول عام 2050.
و نبه التقرير إلى أن منظمة الصحة العالمية أفادت في تقريرها لعام 2009 أن مصر نجحت في تحقيق هدفها العام في الكشف عن حالات الإصابة بداء السل وعلاجها عام 2007 حيث وصلت نسبة الكشف عن الإصابات في مصر 72 % (في حين أن الهدف العام هو 70 %). وقد وصلت نسبة نجاح العلاج 87 % (في حين أن الهدف العام هو 85 %).
ورصد التقرير إحدى الحالات المصابة والتي يمثلها «محمد مصطفى» الذي تعرض لسنوات طويلة لغبار الآلات في أحد مصانع الأسمنت بجنوب القاهرة ولكنه لم يعتقد يوما أن هذه الجزيئات الصغيرة ستنهي مسيرة عمله وحياته.
ونبه إلى أن إحصائيات منظمة الصحة العالمية و آمال مسؤولي وزارة الصحة لا تعني الكثير بالنسبة للمصابين بالسل مثل «مصطفى» فهو وأبناؤه الستة يعيشون على معاش لا يتعدى 76 جنيها في الشهر و يعاني من سرطان الرئة والصدفية شأن العديد من زملائه من زملائه في العمل الذين أصيبوا بالسل.
و أضاف :" مصطفى نقل المرض إلى زوجته و أحد أبنائه وهو ما يزيد العبء الملقى على كاهله، حيث يشكو من عدم فعالية معظم الأدوية التي يصفها الطبيب فضلا عن تجنب الجميع له وزوجته خشية التعرض للعدوى .