أعلن وزراء خارجية دول الخليج دعمهم لمصر وللشعب الفلسطيني، داعين إلى مصالحة في ليبيا وحل سياسي في سوريا.
جاء هذا في البيان الختامي للاجتماع الوزاري لدول الخليج في دورته الاعتيادية (131)، والذي عقد في العاصمة السعودية الرياض، مساء الإثنين، وتناول الموقف الخليجي من قضايا شتى.
وأكد المجلس الوزاري ضرورة إحالة مرتكبي جرائم الحرب ضد الشعب السوري الشقيق إلى محكمة الجنايات الدولية، معتبرًا إعلان نظام بشار الأسد إجراء انتخابات رئاسية وترشيح بشار الأسد يعد تقويضًا للجهود العربية والدولية لحل الأزمة السورية سلمياً، بحسب وكالة الأنباء السعودية.
ورحب المجلس باتفاق المصالحة الفلسطينية، وتشكيل حكومة الوفاق الوطني، مؤكدًا وقوف دول المجلس ودعمها للشعب الفلسطيني في كل ما من شأنه توحيد الصف وتحقيق كل حقوقه المشروعة، فيما أعرب عن قلقه من مستجدات الأحداث في ليبيا، داعيًا إلى ضبط النفس وتبني مصالحة وطنية.
على الصعيد الخليجي، أكد الشيخ صباح خالد الحمد الصباح، النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء، وزير الخارجية بدولة الكويت، في مؤتمر صحفي عقب الاجتماع، أن علاقة دول مجلس التعاون الخليجي مع بعضها البعض قوية ومتينة، وقادرة على استيعاب أي أزمة قد تطرأ على الساحة.
واختتم وزراء خارجية دول مجلس التعاون الخليجي مساء اليوم في العاصمة السعودية الرياض الاجتماع الوزاري في دورته الاعتيادية (131)، برئاسـة الشيخ صباح خالد الحمد الصباح، النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء، وزير الخارجية الكويتي، رئيس الدورة الحالية للمجلس الوزاري.
وقالت وكالة الأنباء السعودية، إنه رأس وفد المملكة في الاجتماع الأمير عبدالعزيز بن عبدالله بن عبدالعزيز، نائب وزير الخارجية.
ورحب المجلس الوزاري في بيانه الختامي بالزيارة المهمة والتاريخية التي قام بها الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح، أمير دولة الكويت، إلى إيران، معبراً عن تطلعه إلى أن تكون لهذه الزيارة أثرها الإيجابي على صعيد علاقات دول مجلس التعاون مع إيران.
وحول ما يتعلق بمكافحة الإرهـاب، جدد المجلس الوزاري التأكيد على مواقف دول المجلس الثابتة بنبذ الإرهاب والتطرف، بجميع أشكاله وصوره، ومهما كانت دوافعه ومبرراته وأيا كان مصدره.
ونال الجانب السياسي كثيرًا من اهتمام المجلس الوزاري، حيث جدد التأكيد على مواقفه الثابتة الرافضة لاستمرار احتلال إيران للجزر الثلاث، طنب الكبرى وطنب الصغرى وأبو موسى، والتي شددت عليها جميع البيـانات السابقة.
ودعا المجلس إيران للاستجابة لمساعي الإمارات العربية المتحدة لحل القضية عن طريق المفاوضات المباشرة أو اللجوء إلى محكمة العدل الدولية.
وأكد المجلس الوزاري مجددًا على أهمية علاقات التعاون بين دول المجلس وإيران على أسس احترام سيادة دول المنطقة، وعدم التدخل في الشؤون الداخلية لدول المجلس، ومبادئ حسن الجوار، والامتناع عن استخدام القوة أو التهديد بها.
وأعرب عن أمله في أن تثمر المفاوضات بين إيران ومجموعة (5 + 1) عن حل نهائي لهذا البرنامج، وبما يكفل استخدام إيران السلمي للطاقة النووية وفق معايير وإجراءات الوكالة الدولية للطاقة الذرية، وتحت إشرافها، والمعاهدات والاتفاقات الدولية ذات العلاقة، مع ضمان عدم تحول البرنامج، في أي مرحلة من مراحله إلى الاستخدام العسكري.
وأكد على أهمية جعل منطقة الخليج العربي والشرق الأوسط منطقة خالية من جميع أسلحة الدمار الشامل، بما فيها الأسلحة النووية.
فيما يتعلق بالشأن السوري، أكد المجلس الوزاري ضرورة إحالة مرتكبي جرائم الحرب ضد الشعب السوري إلى محكمة الجنايات الدولية، وأعرب عن أسفه لاستخدام روسيا الاتحادية والصين الشعبية حق النقض (الفيتو) ضد مشروع قرار مجلس الأمن بهذا الشأن.
وشدد على ضرورة إلزام نظام الأسد بإيصال المساعدات الإنسانية للشعب السوري المحاصر، وفقاً لقرار مجلس الأمن رقم (2139).
وأعرب المجلس الوزاري مجدداً عن تأييده للحل السياسي للأزمة السورية وفقاً لاتفاق (جنيف 1) 30 يونيو 2012، الهادف إلى تشكيل هيئة انتقالية بسلطات واسعة تمكنها من الحفاظ على سيادة سوريا واستقلالها ووحدة ترابها الوطني.
كما اعتبر المجلس أن إعلان نظام الأسد إجراء انتخابات رئاسية وترشيح بشار الأسد يعد تقويضاً للجهود العربية والدولية لحل الأزمة السورية سلمياً.
وعن الأوضاع في فلسطين، جدد المجلس الوزاري موقفه الدائم والثابت تجاه القضية الفلسطينية، والمتمثل في ضرورة إقامة دولة فلسطينية ذات سيادة على حدود 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، وفق المرجعيات العربية والدولية ذات الصلة، محملاً إسرائيل مسؤولية تعثر مفاوضات السلام بين الفلسطينيين وإسرائيل.
ورحب المجلس الوزاري باتفاق المصالحة الفلسطينية، وتشكيل حكومة الوفاق الوطني، مؤكداً وقوف دول المجلس ودعمها للشعب الفلسطيني في كل ما من شأنه توحيد الصف وتحقيق كل حقوقه المشروعة.
وأدان المجلس الوزاري الاعتداءات التي تقوم بها سلطات الاحتلال الإسرائيلي، وأعمال الحفريات المتواصلة في محيط المسجد الأقصى، محملاً إسرائيل كامل المسؤولية بهذا الخصوص، ومحذراً من كل ما من شأنه تغيير الهوية التاريخية والدينية، والوضع القانوني والديموغرافي لمدينة القدس.
وحول الشأن اليمني، أعرب المجلس الوزاري عن دعم دول مجلس التعاون لكل الخطوات والإجراءات والقرارات التي اتخذها الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي، لتنفيذ مخرجات الحوار الوطني الشامل وصياغة دستور جديد، وكذلك الجهود المبذولة لمحاربة الإرهاب، وتحقيق الأمن والاستقرار للشعب اليمني الشقيق.
وقرر المجلس الوزاري تعيين مبعوث للأمين العام لمجلس التعاون إلى اليمن.
وفي الشأن العراقي، أعرب المجلس الوزاري عن أمله أن تسفر نتائج الانتخابات البرلمانية العراقية عن عملية سياسية وطنية شاملة، تشارك فيها جميع أطياف ومكونات الشعب العراقي الشقيق، دون إقصاء وتهميش، وتحافظ على وحدة العراق وسيادته واستقراره.
وتطرق المجلس الوزاري للأوضاع والمستجدات التي تشهدها ليبيا، حيث أعرب عن قلقه من مستجدات الأحداث فيها، داعياً إلى ضبط النفس وتبني مصالحة وطنية وتضافر الجهود لبناء مؤسسات الدولة وتحقق تطلعات الشعب الليبي، وبما يحافظ على وحدة ليبيا وسيادتها واستقرارها.
ورحب المجلس الوزاري بإتمام الانتخابات الرئاسية في مصر استكمالاً لمراحل خطة المستقبل، وبما يضمن الاستقرار والازدهار لشعبها، مشيداً بالأجواء الإيجابية والشفافة والنزيهة التي تمت بين المرشحين الرئاسيين.
وأعرب المجلس الوزاري عن ثقته في عبور مصر إلى مستقبل واعد، مؤكداً دعمه لمصر الشقيقة، متمنياً للشعب المصري الشقيق الخير والازدهار والاستقرار.
وأكد الشيخ صباح خالد الحمد الصباح حجم التلاحم والتماسك الكبيرين بين دول المجلس، وقدرتهما على مواجهة جميع التحديات وتجاوزها مهما بلغت.
وأوضح في مؤتمر صحفي عقده مع الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي في ختام الاجتماع، أن علاقة دول مجلس التعاون الخليجي مع بعضها البعض قوية ومتينة، وقادرة على استيعاب أي أزمة قد تطرأ على الساحة.
وجدد الصباح تأكيده على ترحيب دول المجلس بما يضمن الاستقرار للمنطقة وفق الأعراف الدولية، في ردٍ على سؤال حول إيران.