لا تزال مكتبة الإسكندرية بقاعاتها ومتاحفها وأنشطتها المختلفة والمتباينة والإيجابية نقطة مضيئة فى تاريخ مدينة الإسكندرية، ونبراس العلم الذى بنوره تضىء الظلمات، فضلا عن المستوى الكمى والنوعى للخدمات الثقافية والعلمية التى تقدمها المكتبة من خلال مقتنياتها من الكتب، وتنوعها وإثرائها بأعداد متزايدة من الدوريات والكتب والوثائق التى تتناول المجالات العلمية والفنية والثقافية كافة، فضلاً عن استخدام التكنولوجيا الإلكترونية والرقمية التى تخدم زوارها وجمهورها العريض من المثقفين والعلماء والعرب والأجانب.
وتركز مكتبة الإسكندرية من خلال أنشطتها المختلفة على التواصل مع المجتمع من خلال أنشطة متعددة تخدم احتياجات الجمهور العام، وبرامج صيفية متنوعة تنظمها المكتبات المتخصصة، ومركز القبة السماوية العلمى، ومركز الفنون، وغيرها من إدارات ومراكز المكتبة.
«من بين العوامل التى جعلت من مكتبة الإسكندرية نقطة مضيئة ما تتمتع به من وجود متحفين مهمين هما متحف الآثار ومتحف الرئيس الراحل محمد أنور السادات»..
هكذا يعقب الخبير الأثرى أحمد عبدالفتاح، مستشار المجلس الأعلى للآثار، وعضو اللجنة الدائمة للآثار.
مؤكدا أن هذين المتحفين يجعلانها مركز جذب محليا وعربيا وأفريقيا وعالميا يساهم بشكل كبير جدا فى إثراء الحالة الثقافية العامة بالإسكندرية، لافتا إلى أن متحف الآثار بمكتبة الإسكندرية، ينظم خلال الإجازة الصيفية، نشاط التربية المتحفية للأطفال والنشء من سن 9 إلى 16 عامًا، وهو ما يجذب عنصرا هاما من الشباب فى مراحل عمرية معينة، ويأتى هذا النشاط فى إطار دور متحف الآثار التنويرى وتواصله مع المجتمع، وتتضمن فعالياته عروض أفلام وعقد محاضرات وورش عمل بالخامات المختلفة.
ويشهد المتحف منذ افتتاحه مع بداية عام 2003 إقبالاً متزايداً، حيث يأتى لمشاهدته يومياً المئات من المصريين والأجانب للتعرف على الآثار التى تعبر عن الحضارات التى عايشتها مصر على مر السنين، ويعد بمثابة نافذة حضارية تساعد جمهور المكتبة على التعرف على الحضارات الفرعونية واليونانية والرومانية والقبطية وأخيراً الحضارة الإسلامية، حيث يضم المتحف حوالى 1079 قطعة أثرية جمعت من مناطق ومتاحف مختلفة فى أرجاء مصر مثل المتحف اليونانى الرومانى بالإسكندرية والمتحف المصرى والقبطى والإسلامى بالقاهرة، ومن الفيوم والمنيا والأقصر، ولعل أبرز ما يميز مقتنيات المتحف هو ضمها أبرز وأهم القطع التى عثر عليها بموقع المكتبة أثناء أعمال الحفر، كما تضم مجموعة الآثار الغارقة التى تم انتشالها من الميناء الشرقى، ولا تقتصر تلك القطع الأثرية على الإشارة للدلائل التاريخية التى مرت بها مصر فقط، بل امتدت لتشير لجميع المجالات العلمية والثقافية والفنية والدينية والاجتماعية.
وتضم المكتبة متحف السادات الذى يعد الأول من نوعه عن الرئيس الراحل فى مدينة الإسكندرية، وهو يأتى فى إطار توثيق المكتبة لتاريخ مصر الحديث والمعاصر؛ حيث تم تخصيص جناح كامل له بجوار القبة السماوية يقع على مساحة ٢٦٠ مترًا.