غطت شوارع المدينة الساحلية خلال الأشهر الأخيرة تلال القمامة، التى امتدت لتغطى معظم شوارع المحافظة، حتى تحولت عروس البحر المتوسط إلى دمية قبيحة فقدت أهم ما كان يميزها من نظافة الشوارع على مر العصور، وعمق من حجم المأساة انتشار «النباشين»، الذين يقومون بنبش القمامة واستخراج البلاستيك والكرتون والمعادن منها ثم تركها بعد النبش فى صورة سيئة.
أرجع عدد من أهالى المدينة تردى صورة الشوارع إلى عدم حصولهم على الخدمة المناسبة من شركة النظافة نتيجة تراخى مسؤوليها، وعدم توفيرها سيارات وصناديق جمع القمامة فى الشوارع.
قال سيد نجاتى، من منطقة مساكن أمبروزو بمحرم بك، أنهم أصبحوا لا يجدون صناديق القمامة فى الأماكن المخصصة لها، ما يدفعهم إلى إلقاء قمامتهم فى أى مكان بالشارع.
وأضافت سهام متولى، ربة منزل تقيم بمنطقة القبارى، إن الشوارع أصبحت تمتلئ بأكوام القمامة والقاذورات، ما أدى إلى انتشار البعوض والحشرات فى المنطقة، وإصابة العديد من الأهالى خاصة الأطفال منهم بالأمراض الصدرية والجلدية.
وأضافت: «سيارة الشركة ما بتدخلش غير فى المناطق النظيفة بس، لكن إحنا مش بنشوفها خالص، علشان كده بنضطر لجمع القمامة فى أكياس بلاستيك ورميها فى أكوام الزبالة القريبة من المنزل أو سور المدرسة اللى قُدامنا».
وانتقد حسام عادل، طالب جامعى يقيم بمنطقة دربالة، استمرار تحصيل رسوم نظافة من المواطنين رغم عدم تمتعهم بتلك الخدمة قائلاً: «مش عارفين على أى أساس بيتم فرض رسوم نظافة علينا، وإحنا مش بنشوف مقابل للرسوم دى، ولا بنشوف كمان عمال النظافة إلا لو كان فى زيارة رسمية لحد من المسؤولين طبعاً». وأعرب شهاب سمير، محام مقيم بمنطقة سيدى بشر، عن استيائه من سوء حالة شوارع المحافظة التى وصفها بأنها «غير آدمية»، وقال: «أصبحنا نعيش فى بؤر تلوث محدش يقدر يستحملها، وكله بسبب أكوام القمامة والحشرات والفئران اللى موجودة فيها».
وقال محمود قدرى، صاحب بازار بمنطقة الإبراهيمية إن المحافظة وزعت صناديق على المحال التى تخرج القمامة مثل الفرارجية والجزارين والمفترض إخراج هذه المحال للقمامة من التاسعة مساء وحتى منتصف الليل لسيارة جمع القمامة مع العلم بأن معظم المحال تغلق قبل منتصف الليل قبل وصول السيارة أو تخرجها عرضة للنباشين ويمكن يرجعوا ما يلاقوش الصناديق، بينما المحال الأخرى مثل محال العصير التى تنتج عنها كميات كبيرة أين تلقى قمامتها بدون صناديق وأن تم إلقاؤها فى الشارع تستمر أياما حتى تتم إزالتها وتتراكم مرة أخرى. وأضاف خليفة عيد، صاحب محل بمنطقة المنشية إن الشىء الغريب أننا ندفع 9 جنيهات شهريا رسوم نظافة على إيصال الكهرباء، لكن لا نتلقى أى خدمة فأين تذهب هذه الأموال؟
وأشار إبراهيم جودة، صاحب محل بمنطقة الجمرك، إلى أن الزبال القديم التابع للحى كان الأفضل والجميع يشعر بذلك الفارق منذ دخول الشركات وحتى الآن نرى الزبالين فى هيئة نباشين ينقضون القمامة يوميا وأحيانا فى وضح النهار ويأخذون منها ما يريدون ويتركونها فى نهر الطريق.
من جانبه، قال إيهاب القسطاوى، المتحدث الرسمى باسم حركة تغيير، إن الإسكندرية لم تصبح عروس البحر بعد القبح الذى تبدو عليه شوارعها وبفعل الإهمال من المسؤولين والمواطنين - على حد سواء- الذين يفتقدون الوعى أو روح الانتماء لهذا البلد أو تلك المدينة التى كان أحد أهم أسباب شهرتها نظافتها.
من جانبه، قال اللواء حسين رمزى، سكرتير عام المحافظة، إنه يمر بصورة شبه يومية على إدارة الورش التى تقوم على صيانة سيارات النقل التى تعمل بمنظومة النظافة والنقل لتفقد العمل ومتابعة أعمال الصيانة اليومية للسيارات حتى يتم استكمال أعمالها باستمرار وتلافى أى أعطال متوقعة تؤثر على منظومة النظافة بالمدينة، مؤكدا على رفع القمامة بصورة يومية من جميع الأحياء تحت إشراف مباشر من رؤساء الأحياء.