نظمت وزارة البيئة، من خلال الإدارة العامة للتحكم وتحسين الصناعة، ندوة علمية حول الإدارة البيئية المتكاملة للحد من دفن تراب «الباى باص»، الناتج عن صناعة الأسمنت وكيفية الاستفادة الاقتصادية منه بإعادة استخدامه في صناعات أخرى.
شارك في الندوة، التي عقدت ببيت القاهرة في الفسطاط، نخبة من العلماء العاملين بمراكز الأبحاث العلمية والجامعات وبعض الشركات الرائدة في مجال رصف الطرق وإنشاء الكباري وإنتاج الزجاج، مثل المقاولون العرب والمركز القومي للبحوث، ومركز بحوث الإسكان، والتي لها السبق في إعادة تدوير هذه المخلفات بطريقة علمية آمنة بيئيا، وتحويلها إلى مورد يدر عائدا اقتصاديا، حيث شارك كل منهم بعرض تجربته في هذا المجال.
وألقت الندوة الضوء على الموارد المصرية وتعظيمها وكيفية تحويل مخلف يؤرق البيئة، وله العديد من التأثيرات السلبية، إلى مورد اقتصادي يدر عائدا، فضلا عن الحفاظ على مساحات الأراضي المخصصة للتخلص منه بالدفن، حيث إنه يعد مشكلة لشركات الأسمنت نفسها في كيفية التخلص منه بطريقة آمنة بيئيا.
يذكر أن كمية تراب الأسمنت «الباى باص» الناتجة بالطريقة الجافة بالقاهرة الكبري وحدها تبلغ 3 آلاف طن يوميا، منها 1330 طنا بمنطقة جنوب القاهرة وحدها، ما يؤثر سلبيا ويتتسبب في تلوث المناطق المحيطة بشركات الأسمنت.
وأسفرت الندوة عن طلب شركة المقاولون العرب التقدم بطلب للدكتورة ليلي إسكندر، وزيرة البيئة، بأن ترعى مبادرة لجميع الشركات العاملة في مجال إنشاء ورصف الطرق والكبارى والتنسيق بينها وبين مصانع الأسمنت، لإعادة استخدام تراب «الباى باص» بنفس الأسلوب المتبع بها، مبدية استعدادها للتعاون التام وشرح التجربة بالتفصيل لتعظيم الاستفادة من مخلف له الكثير من التأتيرات السلبية على الصحة والبيئة وتحويله إلى مورد ذي عائد اقتصادي.
كما أسفرت الندوة عن أن المردود البيئي والاقتصادي في إعادة استخدام تراب «الباى باص» بطريقة آمنة بيئيا، سيؤدي إلى تحسين معيشة المواطنين بالمناطق العشوائية بمنطقة المعصرة والقريبة من مصانع الأسمنت، وارتفاع المستوى الصحي والاجتماعي لهم، وتقليل نسبة الأتربة العالقة بالجو، مما ساعد على انخفاض انتشار الأمراض، وتشغيل شباب الخريجين وإكسابهم العديد من الخبرات، ويمكن الاستفادة منهم فى رصف القرى باستخدام ذلك التراب.