قلنا كده، قالوا اطلعوا من البلد، قلنا أبوتريكة لم يكن يومًا بريئًا فى تأييد مرسى، ولا شهيدًا فى حب رابعة، ولا حتى متعاطفًا مع الجماعة، ولم يمن على الإخوان بلحيته النابتة، ولا على الإسلام بسجوده فى أرض الملعب بعد كل هدف مفتكسا ما سمى عبثا «منتخب الساجدين».
قرار الرئيس عدلى منصور بإلغاء العفو الرئاسى الذى منحه المعزول لـ52 إرهابيًا وإخوانيًا ومجرمًا يفضح إخوانية أبوتريكة المزعومة، قرار إلغاء العفو يتضمن 16 فلسطينيًا، و27 إسلاميًا وإخوانيًا، متهمين فى محاولة اغتيال «مبارك» و«فرج فودة»، وقيادات التنظيم الدولى للإخوان، وشحتة فوزى أبوتريكة.. والأخير لا هو إرهابى ولا إخوانى ولا فلسطينى فقط ابن عم أبوتريكة.
صعب ينكر أبوتريكة أن دعمه لمرسى ارتهن بصفقة الإفراج عن ابن عمه «شحتة»، المتهم بالاستيلاء على 7 ملايين جنيه من أموال وزارة الداخلية فى عمليات تسفير لأداء مناسك الحج وتزوير مستندات رسمية، وأن الإخوانى هادى خشبة اصطحب «القديس» إلى منزل «القرداتى» لإعلان التأييد مقابل وعد بالإفراج عن «شحتة» حال فوزه بالرئاسة.. وقد كان.
قرار الرئيس منصور يفضح المسكوت عنه فى علاقة أبوتريكة والإخوان، مباراة رديئة أدى فيها أبوتريكة واحدًا من أسوأ ألعابه، ولايزال يؤدى دوره مرتديًا قناع الطهارة والبراءة والعفة، عايش دور المظلومية التى اكتسبها من عشرته لإخوانه، معلوم أبوتريكة عمره ما كان إخوان، لا مجاهد ولا مؤيد ولا متعاطف فقط تأخون على كبر، صار متأخونا، قضى من الجماعة وطرا، صاحب مصلحة، الإخوان كانوا مصلحة يوم كانوا فى الحكم، ياما ناس نبتت لها دقون وهى أجرودى خالص.
وهكذا سقطت لويز، تريكة باع نفسه لمن دفع مقدمًا، عفو رئاسى عن مجرم مدان، باع محبة الناس من أجل عرض زائل، الإفراج عن مجرم، أبوتريكة لم يكن من عاصرى الليمون، بل كان من آكلى الزيتون، زيتون الإخوان المخلل.
أبوتريكة، الذى اعتزل الجماهير، عليه أن يعتذر للجماهير التى خدعها بإخوانيته طويلا، وعليه أن يتحمل رفض الجماهير الحمراء لبقائه فى الأهلى ضمن جهازه الإدارى، من باع بالرخيص لا يؤتمن على الغالى.
أبوتريكة الذى سكن القلوب طويلا وعمّر فيها لسنوات، ولقب بـ«القديس»، بدد رصيده بتمريرة خاطئة أصابت مرمى الوطن فى مقتل، من أجل العفو عن ابن عمه باع الوطن وشايع المعزول.
صحيح تريكة فى النهاية لاعب كرة أصاب المرمى أو أخطأ، لكن وجب عليه الاعتذار، ويعترف بخطيئته فى حق الذين خدعوا فى طهارته، وأحزنهم نظرته وهو يودع المدرجات حزينا.. وأنا منهم.