بمناسبة ما يكتبه المهندس حاتم فودة عن رحلة الصديق العزيز عبدالقادر شهيب فى عالم الصحافة، دعونى أذكر للإخوة القراء أحد مواقفه الرائعة.. حدثت هذه الواقعة فى أعقاب الغزو العراقى للكويت، عندما جاء إلى القاهرة سفير خليجى جديد، يومها قامت دولته بدعوة رؤساء ومديرى التحرير المصريين إلى حفل أقامته السفارة فى فندق هيلتون النيل، وبعد أن ألقيت الكلمات المعتادة فى مثل هذه المناسبات طلب المسؤولون من الحاضرين عدم الانصراف، وبدأ استدعاؤهم واحداً واحداً إلى غرفة خاصة، وعندما جاء دور عبدالقادر شهيب فوجئ بسكرتير السفارة يقدم له مظروفاً منتفخاً فتساءل: ما هذا؟ قال له السكرتير:
هذه هدية متواضعة بمناسبة تعيين معالى السفير الجديد وقدومه إلى مصر!.. فقال عبدالقادر بحزم: أعتذر عن قبول مثل هذه الهدية، وأرجو أن تضعوا فى اعتباركم أن هذه ليست هى الوسيلة المثلى لكى تكتسبوا أصدقاء يدافعون عن قضيتكم العادلة، فمن يدافع عنكم لقاء مبلغ معين، سوف- على الأرجح- يهاجمكم مقابل مبلغ أكبر!.. هكذا أعاد عبدالقادر شهيب تلقين المسؤولين الخليجيين نفس الدرس الذى لقنه إياهم من قبل خالد محمد خالد فى موقف مشابه، والتزم بنفس المبدأ الذى التزم به صحفيون اعتزوا بكرامتهم فى مواجهة أمثال هذه المواقف، أذكر منهم الكاتب الكبير مكرم محمد أحمد والكاتب الكبير عبدالعال الباقورى.
د. نصار عبدالله- أستاذ فلسفة السياسة والقانون- كلية الآداب- جامعة أسيوط
