x

من «هافيلانج» إلى «مارين».. قيادة مثيرة للجدل لكرة القدم البرازيلية

السبت 31-05-2014 10:54 | كتب: الألمانية د.ب.أ |
هافيلانج هافيلانج تصوير : other

يرى كثير من النقاد في البرازيل أن مسؤولي كرة القدم في البلاد يبتعدون كثيرًا ولسنوات عن أسلوب اللعب الحر والمبهج والمبدع الذي كان علامة مميزة للمنتخب البرازيلي الفائز بلقب كأس العالم خمس مرات سابقة.

وقال إدواردو بايس، عمدة مدينة ريو دي جانيرو، الذي يعد المدينة لاستضافة المباراة النهائية لبطولة كأس العالم 2014، وكذلك استضافة دورة الألعاب الأوليمبية المقررة عام 2016، «إنها فضيحة، إنه أمر مخز، من الصعب للغاية أن تدير الرياضات في البرازيل في ظل الإمكانيات الهزيلة للمسؤولين».

ويرى كثير من الخبراء وشريحة لا بأس بها من المواطنين في البرازيل أن اللوم يقع على مسؤولي كرة القدم بالبرازيل في العديد من المشاكل التي تواجهها اللعبة بالبلاد حاليا ومنها التأخيرات في الاستعدادات الخاصة بالمونديال والديون الضخمة التي تئن منها الأندية، والرحيل الجماعي للنجوم من هذه الأندية.

ويبدو الاتحاد البرازيلي للعبة هو «الوغد» الأكبر في هذا الشأن حيث ظل هذا الاتحاد لربع قرن من الزمان في قبضة حلفاء جواو هافيلانج، أقوى مسؤول رياضي في تاريخ البرازيل.

واعتزل هافيلانج الذي يكمل عامه السابع والتسعين بالتزامن مع انطلاق مونديال 2014، العمل في مجال كرة القدم منذ الكشف عن حصوله على رشى من مؤسسة «آي إس إل» للتسويق الرياضي والتي كانت راعية لبطولات الاتحاد الدولي للعبة «فيفا».

وتسببت هذه الفضيحة في استقالة «هافيلانج» من عضوية اللجنة الأوليمبية الدولية وكذلك من منصب الرئيس الفخري للاتحاد الدولي لكرة القدم «فيفا»، بعد أن ترأس «فيفا» على مدار نحو ربع قرن «1974- 1998».

ورغم هذا، ظل لهافيلانج تأثير هائل في عالم كرة القدم البرازيلية. وكان هذا واضحا في الاتحاد البرازيلي للعبة الذي ظل تحت سيطرة حلفاء هفيلانج، وفي مقدمتهم ريكاردو تيكسييرا زوج كريمة هافيلانج، والذي رأس الاتحاد منذ عام 1989 وأداره بقبضة حديدية حتى مارس 2012 .

ولم يتخل تيكسييرا عن رئاسة الاتحاد إلا بعد اكتشاف تورطه أيضا في فضيحة الرشى مع «آي إس إل» ولكنه تعلل في استقالته بحالته الصحية، كما استقال من رئاسة اللجنة المنظمة للمونديال البرازيلي وتنازل عن المنصبين لصالح حليفه جوزيه ماريا مارين.

وكان «مارين»، البالغ من العمر 82 عامًا، سياسيًا ارتبط بعلاقات وطيدة في الماضي مع النظام الديكتاتوري الذي حكم البرازيل في الفترة من 1964 وحتى عام 1985 .

واتهمت منظمات حقوق الإنسان مارين بالمساهمة في القبض على الصحفي فلاديمير هيرتسوج الذي تعرض للتعذيب حتى الموت في عام 1975 وذلك تحت وطأة القمع السياسي آنذاك.

وأصبح نجم كرة القدم البرازيلي السابق روماريو، عضو البرلمان البرازيلي حاليًا، ألد الأعداء لقيادة الاتحاد البرازيلي.

وكافح روماريو، الفائز مع المنتخب البرازيلي بلقب كأس العالم 1994 بالولايات المتحدة وأحد أبرز نجوم الكرة البرازيلية على مدار تاريخها، بقوة ليدفع تيكسييرا إلى الاستقالة كما يعمل حاليا على استدعاء مارين للمثول أمام الكونجرس وتوضيح دوره في القبض على هيرتسوج، ثم مقتله.

وقال «روماريو»: «تيكسييرا ومارين لصان يجب إيداعهما السجن».

ولا يبدو وجود مارين على رأس الاتحاد البرازيلي للعبة واللجنة المنظمة للمونديال أمرًا مريحًا للحكومة البرازيلية الحالية.

وتحرص رئيسة البرازيل ديلما روسيف، التي تعرضت للاعتقال والتعذيب أيضا إبان الحكم الديكتاتوري في الماضي، على أن تنأى بنفسها بعيدا عن مارين ومسؤولي الاتحاد البرازيلي للعبة، كما تقاوم أي محاولات للتقارب بين الاتحاد والحكومة وتطالب بإجراء تغيير في هيكل كرة القدم بالبلاد.

هافيلانج

وقال وزير الرياضة البرازيلي ألدو ريبيلو: «رغم الألقاب الخمسة التي أحرزها المنتخب البرازيلي في بطولات كأس العالم ورغم الحماس الوطني الشديد تجاه كرة القدم ، تقدم كرة القدم البرازيلية 2% فقط من إجمالي المبيعات العالمية في مجال كرة القدم. الكرة الإنجليزية تقدم أكثر من 30% ونظيرتها الإسبانية أكثر من 20%. إنه أمر شاذ علينا تغييره».

وكان التغيير بالطبع هو الهدف الأساسي لمجموعة اللاعبين الذين دشنوا في 2013 حركة أطلق عليها اسم نادي بوم سينسو «نادي الإدراك الجيد»، للمطالبة بإصلاحات جذرية في جدول مسابقات كرة القدم البرازيلية.

وقال المعلق الرياضي والصحفي البرازيلي الشهير جوكا كفوري، لوكالة الأنباء الألمانية «د.ب.أ»، «ما من أحد يمكنه معارضة هذه المطالب ولكن هذه المجموعة تواجه ردود فعل متحفظة ممن اعتادوا هذا المستوى المتواضع في إدارة كرة القدم البرازيلية».

وأمام كل هذا الضغط والانتقادات والشكاوى والابتعاد الحكومي يبدو مارين ثابتا في منصبه ويسعى إلى استكمال فترته في رئاسة الاتحاد على أن يسلم المهمة في النهاية لأحد الحلفاء أيضا وهو ماركو بولو دل نيرو.

ويرى «كفوري» أنه من المرجح أن ينجح مارين في تحقيق أهدافه، وقال «سيكون هو (مارين)، هذا التابع الأمين للنظام الديكتاتوري، من يجلس بجوار ديلما روسيف خلال حفل افتتاح كأس العالم».

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية