x

بالفيديو.. حفتر: جيشُنا اقترب من الاكتمال ورصدنا مسلحين مصريين فى «درنة» (حوار)

الجمعة 30-05-2014 23:56 | كتب: صفاء صالح |
«المصرى اليوم» تحاور «حفتر» «المصرى اليوم» تحاور «حفتر» تصوير : اخبار

هنا قاعدة بنينا الجوية، حصن اللواء خليفة حفتر. مكتب بسيط لرجل هادئ ذى صوت منخفض نسبيًا، يجلس وعن يساره علم استقلال ليبيا الذى أعاده الثوار بعد الإطاحة بمعمر القذافى وعلمه الأخضر، وعن يمينه علم الجيش الوطنى الليبى الأزرق، عدة مقاعد متفرقة لاستقبال كبار القادة حيث يجتمعون معه قبل كل عملية حربية فى هذا المكتب، بجانبه دولاب متواضع عليه نياشين حربية حصل عليها عبر تاريخه العسكرى، من بينها نوط «نجمة العبور المصرية» الذى حصل عليه تقديرا لجهوده فى حرب أكتوبر 1973، وقت أن كان ضابطًا مشاركا بجانب الجيش المصرى فى حرب تحرير سيناء.

الرجل العسكرى ذو نبرة الصوت المنخفضة التى لا تتغير مهما بلغت درجة سخونة الأسئلة وتسمية ما قام به فى فبراير «انقلابًا عسكريًا»، كاشفة عن الوجه السياسى للرجل العسكرى الذى قاد قوات القذافى فى حرب تشاد (حرب تويوتا)، وتبرأ منها العقيد المقتول، مما تسبب فى خروجه منفيا إلى الولايات المتحدة، ليسكن فى ولاية فيرجينيا، قبل أن يعود وقت الثورة على نظام القذافى ليتولى قيادة القوات البرية فى الثورة المسلحة التى دعمتها قوات حلف شمال الأطلسى.

■ ما هو تقييمك للوضع السياسى داخل ليبيا الآن؟

-بات الوضع داخل ليبيا متدهورًا للغاية منذ فترة توقف الثورة ضد معمر القذافى. أحرزنا نصرا فرح به الليبيون لكن للاسف النتيجة لم تأت بما توقعه الشعب، فقد انتخبنا مؤتمرًا وطنيًا (البرلمان) اعتقد الشعب أن من خلاله ستحدث نقلة نوعية لليبيا وطنا ومواطنين، وأنها ستصبح جنة يسعد بها أهلها وجيرانها. ولكن ماحدث أن المؤتمر لم يقم بما عهد إليه، فاتخذ الشعب قراره بايقاف عمل المؤتمر اعتبارا من 7 فبراير 2014، وجعله غير مرغوب فى استمرار تمثيله للشعب.

■ ما هى أسباب قيامكم بالانقلاب الأول على الحكومة والمؤتمر فى فبراير الماضى؟

-بعد إعلان الشعب عدم رغبته فى استمرار تمثيل المؤتمر له، حاولنا أن نعطى إشارة لمن تبقى من الحكومة وأعضاء المؤتمر، أنه لابد من التغيير، ولابد أن تكون هناك خارطة طريق كبديل لهذا الوضع المأساوى الذى نعيشه.

■ وماذا عن انقلابكم الثانى الذى حدث عندما منعتم البرلمان أكثر من مرة من عقد اجتماع لتنصيب رئيس وزراء جديد؟

-لقد اصطبرنا عليهم قرابة الـ3 أشهر ليتفهموا متطلبات الشعب. لكنهم لم يبدوا أى تفهم، إلى جانب أشياء أخرى كان أهمها جلب المؤتمر عناصر قامت بعمليات إرهابية من الخارج وساعدتها فى ذلك، ونتيجة لذلك كان هذا الصدام مع الحكومة والمؤتمر والإرهاب، فقمنا بهذه العمليات العسكرية التى مازلنا ننفذها حتى الآن.

■ إلى من تنتمى هذه المجموعات الارهابية التى تشيرون اليها والتى تقوم بعمليات قتل عناصر الجيش والشرطة الليبية؟

-بالطبع هذه المجموعات تنتمى لتنظيم القاعدة، ورؤوسهم موجودة فى مفاصل المؤتمر الوطنى نفسه، ذلك الجهاز التشريعى الذى أسند إليه (الشعب) مهمة بناء دولة، وبدلاً من ذلك استغلوا هذه المواقع فى المؤتمر والحكومة فى جلب عناصر إرهابية من تنظيمات القاعدة وأنصار الشريعة وحتى الحركة الجهادية المقاتلة، كل هذه الأشياء للأسف تضافرت جهودها فى سبيل منع قيام الجيش وبالتالى حدث الصدام بيننا، ومازال الجيش مستمرا ومصرا على إنهاء هذا التواجد الإرهابى فى ليبيا.

■ لماذا لم تمهلوا المؤتمر الوطنى حتى 25 يونيو القادم وهو موعد إجراء انتخابات برلمان ينهى وجود المؤتمر من الأساس؟

-أى نوع من الانتخابات تجرى وسط هذه الفوضى؟، تعلمين جيدًا أن القاعدة فى ليبيا تمارس مؤخرا أعمالا لا يمكن تحملها فكيف ستجرى انتخابات وسط قطع الرؤوس والأيادى، والتمثيل بالناس واحتجازهم فى أماكن بعيدة، بخلاف أعمال السلب والنهب.

■ هناك حديث يتردد عن تمويل قطرى لهذه المجموعات، فما معلوماتكم عن هذا؟

-بالطبع هذه المجموعات تستند إلى قواعد (مواطنين) فى الداخل والخارج. فى الخارج هناك بالتأكيد قطر وتركيا، هذان البلدان يقفان عائقا فى وجه الجيش الليبى منذ فترة طويلة، ولكننا الآن نشعر أن المجموعات التى تم تمويلها أينعت وأصبحت جاهزة لمحاربة الجيش ويحصلون على الأسلحة جهارًا نهارًا من قاعدة «معيتيقة» فى طرابلس، ونحن نتصدى لذلك، لأن حركتنا فى ليبيا كلها، وليست فى الشرق (بنغازى) فقط، بل نتواجد أينما توجد عناصر من القاعدة. ولذلك دعونا جيش (قوات) الاحتياط ليقف فى وجه هذه المجموعات.

■ حديث يتردد فى بنغازى عن دخول قيادات كبيرة فى تنظيم القاعدة إلى ليبيا عبر الحدود السودانية، ما مدى صحة ذلك؟

-احتمال كبير. ولكن هؤلاء (بفرض وجودهم) خرجوا مع بداية صراعنا معهم، فلا يمكن لأحد من هؤلاء أن يتواجد فى ظل الظروف الحالية التى نشن فيها الحرب عليهم.. ستكون حركتهم داخل ليبيا صعبة جدا.

■ كتائب المتشددين تحارب قواتكم بأسلحة ثقيلة وصواريخ جراد، فمن أين تأتيهم هذه الأسلحة؟

-الأموال الرهيبة التى تغدق عليهم من عناصر فى المؤتمر (البرلمان) والحكومة، كفيلة بتوفير أى نوع من الأسلحة، فالأموال تتدفق بغزارة على المجموعات الإرهابية المسلحة، ومن يمولهم هم من يحكمون، للأسف هذه الحكومة لا يمكن إطلاقا أن تستمر فى حكم ليبيا.

■ ماذا عن عناصر جماعة الإخوان المسلمين الذين فروا من مصر متوجهين إلى ليبيا وتحالفوا مع نظرائهم هنا؟

- للأسف هناك إخوان كثيرون فروا من مصر إلى ليبيا ويلعبون دورا كبيرا فى معاونة الإخوان هنا.

■ هل ما يتردد عن وجود ما يسمى «الجيش المصرى الحر» فى درنة حقيقة؟

-أعلنت المجموعات الموجودة فى درنة ذلك. أعلم بوجود هؤلاء، ولكن المسمى لست على يقين به. فقد وصلتنا معلومات من داخل درنة عن وجود عناصر كثيرة من المصريين الذى فروا من مصر ليجتمعوا مع جنسيات أخرى من عناصر من سوريا والسودان واليمن والجزائر وتونس وباكستان وأفغانستان وإنجلترا والولايات المتحدة. كل هذه العناصر تمثل وباء فى جسد ليبيا.

■ تقول «وصلتكم معلومات من داخل درنة»، فهل هذا يعنى أن هذه المدينة أصبحت قلعة حصينة لا يستطيع أحد دخولها حتى جيشكم؟

-نحن فى طريقنا إليها، فأينما توجد قواعد لتنظيم القاعدة وما صاحبها، فنحن فى الطريق اليها.

■ ألا تخشى على ضباطك وجنودك من الاستهداف جراء حربك على هذه العناصر؟

-لقد تم استهدافهم بالفعل حتى من قبل بدء عملية التصدى للإرهاب، وأحد العوامل التى حركتنا كان استهداف الضباط بالجيش والشرطة وعناصر من القضاة وأخيرا الصحفيين. لا تخبرى أحدا أنك صحفية وإلا استهدفوكِ.

■ ما حقيقة الحديث عن إقامة ساتر ترابى بين مصر وليبيا؟

-أعتقد أن الحديث عن ساتر ترابى بيننا وبين مصر هو نوع من الكلام النظرى فقط لا يمكن تطبيقه، وكان رأيًا لرئيس الأركان السابق. مجرد اقتراح لا يمكن تطبيقه. فهل يصدق أحد إمكانية عمل ساتر ترابى على الحدود الطويلة بين مصر وليبيا؟.. لا أعتقد أن هذا ممكنا.

■ هل وصلتم إلى نتيجة فى جهودكم لتوحيد الجيش الليبى النظامى تحت راية واحدة؟

-لقد قمنا بتفعيل الجيش الليبى، ودعونا الاحتياط من الجنود النظاميين فنحن لا نتعامل مع الميليشيات فهى مجموعات فى طريقها للزوال، أما الجيش فقد قارب على الاكتمال شيئا فشيئا، وتنضم إلينا قطاعات (جديدة).

■ انضمت إليكم مؤخرا قوات الصاعقة وقواعد الطيران فماذا ينقصكم لاكتمال الجيش الوطنى الليبى كجيش نظامى؟

-كل أسلحتنا مستهلكة، (جاءت) من عصر سابق. فالطيران ضعيف وينقصنا طيران قوى وإمكانيات للصاعقة، تنقصنا إمكانيات العمل وليس البشر. بعد أن تعرض الجيش للتفكيك على يد القذافى لمدة 20 سنة بعد أن كان جيشا قويا، ثم جاءت الثورة وكسرت ما تبقى منه عندما استبدلت الجيش بمسميات كثيرة منها الكتائب أو الميليشيات أو الدروع.

■ ما هو رأيك فى المشير السيسى كشخصية عسكرية سابقة، وسياسية حاليا.. وهل التقيتم قبل ذلك؟

-(تلمع عينا الرجل المتحفظ، الذى يعتبره أعوانه قرينا للسيسى. يحاول حفتر الحفاظ على نبرة صوته الهادئة) لم نلتق حتى الآن ولكن مشاعرنا تلتقى حول أهداف واحدة مثل الحرب على الإرهاب والمتطرفين، والحفاظ على هويتنا العربية حيث لابد أن تذوب كل فترات الجفاء التى سادت طوال الفترات الماضية. السيسى شخصية عسكرية مرموقة يعجبنى به أنه يبدى احتراما كبيرا للقيادات المصرية السابقة مثل الرئيس جمال عبدالناصر.

ألم يحدث بينكما أى لقاءات، خاصة بعد ما تردد عن زيارة سرية قمتم بها إلى مصر مؤخرا؟

■ ما تردد عن الزيارة السرية إشاعة، ولم يحدث أى تواصل مع المشير الى الآن.

■ وماذا إن تمت دعوتك لزيارة مصر هل ستقبل؟

-سأكون سعيد جدا لو تم ذلك.

الطريق إلى حفتر
مدخل قاعدة بنينا الجوية حيث يباشر حفتر العمليات العسكرية

«حفتر».. بدأ الاسم يتردد فى كل مكان بليبيا، يراه البعض أملا يخلصهم من فشل حكم المؤتمر الوطنى (البرلمان) والحكومة ويعيد الأمن المفقود، ويراه آخرون انقلابيا خارجا على شرعية المؤتمر. المشهد قبل ظهوره عبارة عن: كتائب مسلحة تقتل وتذبح وتمثل بالجثث فى درنة وبنغازى، 70 ضابطا ومجندا من رجاله يقتلون يوم جمعة الكرامة، فيرد بشن هجوم على مقر المؤتمر الوطنى وقصور الرئاسة. مسيرات تخرج تتضامن معه. كل الخيوط فى طرابلس ترسم اسمه سواء كانت معه، سرًا، أو ضده. من هنا بدأت عملية البحث عن حفتر.المزيد

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية