قال هيديكى ماتسوناجا، رئيس هيئة التعاون الدولى اليابانية «الجايكا»، رئيس وفد المتابعة اليابانى للانتخابات الرئاسية، إن الانتخابات اتسمت بالديمقراطية والنزاهة، معربا عن سعادته بالإقبال على التصويت، خاصة من النساء.
وأضاف، فى حواره لـ«المصرى اليوم»، أن اليابان ستتعاون مع الحكومة الجديدة لمصر، مشيرا إلى أن الهيئة التى يرأسها تشارك فى العديد من المشروعات التنموية بمصر.
■ ما الذى دفع الوفد اليابانى إلى متابعة الانتخابات الرئاسية؟
- لسنا مراقبين دوليين، فأنا رئيس منظمة «الجايكا»، وهى «هيئة التعاون الدولى اليابانية»، ولدينا دورات تدريبية تتعلق بالانتخابات وكيفية إدارة ومتابعة العملية الانتخابية، وبالتالى كانت لدينا رغبة فى متابعة الوضع على أرض الواقع داخل مصر.
■ ما انطباعك عن الانتخابات ومدى مطابقتها المعايير الدولية؟
- أعتقد أن الانتخابات الرئاسية المصرية هذا العام كانت «جيدة للغاية»، واتسمت بالنزاهة والديمقراطية، خاصة أننى شاركت العام الماضى مرتين فى انتخابات رئاسية، وفى استفتاءين، وفى كل مرة أشعر بأن العملية الديمقراطية تسير بشكل أفضل من سابقتها، والأمر فى الانتخابات الرئاسية المصرية كان سهلاً للغاية، لأننى شاركت فى الانتخابات الأمريكية التى كان جورج بوش أحد أطرافها، ومن وقتها، وبعدما رأيته، أعتقد أنه من الصعب تحديد مفهوم «المعايير الدولية» فى المراقبة، والانتخابات المصرية كانت جيدة وأفضل من الانتخابات الأمريكية التى خاضها بوش.
■ كيف ترى نسبة المشاركة، خاصة من جانب النساء؟
- لست معنيا بتحديد نسبة المشاركة، لكن الإقبال كان جيدا، ففى اليابان تصل نسبة التصويت إلى 30% فقط، ولا يعلق أحد على نسبة التصويت طالما اتسمت العملية الانتخابية بالديمقراطية، فهى ليست معيارا ثابتا لإثبات نزاهة الانتخابات، ولكن النساء المصريات أثبتن إيجابيتهن بشكل كبير، حيث حضرن الانتخابات بشجاعة، وكن «مذهلات».
■ ولكنك فى اليوم الأول للانتخابات قلت إن الإقبال كثيف ورائع، فما دلالات ذلك؟
- بالطبع الإقبال فى اليوم الأول كان كبيرا، ويعكس مدى رضا الشعب المصرى على الانتخابات والحكومة الحالية.
■ ما تفسيرك للمتابعة الدولية الكبيرة للانتخابات المصرية؟
- تعدد الوفود الدولية المتابعة للانتخابات يعطى شرعية للنظام الجديد، ويعكس مدى شفافية نزاهة العملية الانتخابية فى مصر، وهو ما سينعكس على مجالات السياحة والاقتصاد، ويعيد الاستقرار لمصر من جديد.
■ تعددت المواقف الدولية تجاه مصر منذ ثورة 30 يونيو، فهل ترى أن الانتخابات ستؤكد شرعية هذه الثورة أمام العالم؟
- أنا أعمل رئيساً لمنظمة يابانية تهتم بتحسين حياة الشعب المصرى، وبالتالى فليس من دورى أن أحكم على شرعية أى عملية سياسية ولا على شرعية دستورية تتعلق بشأن سياسى، وكل ما أستطيع أن أقوله هو أننا سنستمر فى التعاون مع الدولة المصرية الجديدة والحكومة الجديدة وسنحترمها ونقدرها تماماً.
■ ما أوجه التعاون بينكم وبين الحكومة المصرية فى الفترة المقبلة؟
- التعاون بيننا سيكون حسب الأولويات التى تحتاجها الدولة المصرية، ويعتمد على الحوار الثنائى بين مصر واليابان، وأعتقد أن الأولويات ستتركز فى الدعم الخاص بالطاقة والنقل باعتبارهما الأكثر أهمية للمصريين.
■ هل سيكون لمنظمتك دور فى إعادة السائحين اليابانيين إلى مصر من جديد؟
- المنظمة تقدم العديد من التسهيلات لليابانيين لدعم السياحة المصرية، فالسياحة مهمة للتنمية الاقتصادية، حتى من خلال عملنا كهيئة يابانية نهتم بتنمية المرافق والمنشآت التى لها علاقة بالسياحة، لذلك نشارك فى تطوير المتحف المصرى الجديد بالهرم، وخط المترو الرابع، ومطار برج العرب، وأنا كمواطن يابانى أعيش فى مصر منذ أكثر من عامين لا أرى أى تهديد أمنى لى ولأبنائى، وبدورى أنقل هذه الصورة للشعب اليابانى.
■ قلت إنه حان الوقت لنقدم شيئاً للمصريين مقابل ما قدموه لليابانيين، فعلى أى أساس قلت هذا الكلام؟
- كثير من اليابانيين ممن تأثروا بتدمير ممتلكاتهم وفقدان أسرهم بسبب الكوارث الطبيعية التى ضربت اليابان وعلى رأسها زلزال تسونامى استفادوا من الدعم الهائل الذى قدمته الكثير من البلدان العربية لهم بما فيها مصر، وأنا لى كل الشرف وبكل تواضع أن أكون جزءا من جهود بناء الدولة فى مصر، حيث جاء دورنا لأن نقدم شيئا فى مقابل ما قدمته مصر من مساعدات فى شمال اليابان، خاصة فى ظل التحديات التى تواجهها مصر.
■ وما هذه التحديات من وجهة نظرك؟
- مصر تمر بمرحلة فارقة منذ ثلاث سنوات، خاصة بعد ثورة 25 يناير، فمنذ ذلك الوقت والدولة المصرية تعيش فترة مختلفة للتحول تجاه الديمقراطية، وبالتالى فمن واجبنا أن نقف بجانبها ونساعدها، خاصة فى ظل الحرب التى تخوضها ضد الإرهاب فى الفترة الحالية.