x

الأهالي يروون تفاصيل احتراق مصنع زيوت وسط 5 عقارات بالبساتين

الجمعة 30-05-2014 13:31 | كتب: عصام أبو سديرة |
حريق البساتين حريق البساتين تصوير : علي المالكي

في شارع عبدالباسط البحراوي بالبساتين، كسا الحزن وجوه المئات من أهالي الشارع، بسبب كارثة حريق محل الزيوت، والذي أسفر عن مقتل 7 أشخاص من بينهم طفلان، وإصابة اثنين آخرين، وأصابهم بالرعب والهلع بعد أن علت ألسنة اللهب حتى الطابق السابع، وأشار الأهالي إلى عدم وجود حنفية إطفاء بالشارع، مؤكدين أن وجودها كان سيساعدهم في تحجيم الخسائر.

وأكد جيران الضحايا أنهم حذروا أصحاب المحل من خطورة تواجده وسط المنطقة السكنية، إلا أنهم أجابوهم: «سيبونا ناكل عيش»، خاصة بعد سماعهم عن حادث قرية شطورة في سوهاج، والذي وقع الشهر قبل الماضي، وأسفر عن سقوط أكثر من 20 قتيلا.

بدأت الواقعة في تمام الساعة العاشرة صباحا، بعد أن تفاجأ أهالي الشارع بتصاعد شرر كهربائي من محل الوقود، أعقبه اشتعال النيران في جركن وبراميل زيوت وسولار وبنزين داخل المحل ومخزن خلفي، وقيام أصحاب المحل بإلقاء الجراكن المشتعلة في عرض الشارع.
وقال أحمد عبداللطيف، 56 عاما، أحد جيران المنازل المحترقة: «كنت أقف أمام منزلي المواجه لهم، وكان أصحاب المحل يحملون جراكن الزيوت على عربية كارو، وحدث شرر كهربائي، وبدأ الصراخ، إلى أن ألقوا الجراكن في الشارع، كميات من الزيوت والوقود سالت بعرض الشارع، وفوجئنا باشتعال النيران فيها وتعالت ألسنة اللهب إلى الطابق السابع، وامتدت إلى محل جلود وأحذية بجوار محل الوقود، وحاصرت النيران 3 عمال بمحل الأحذية، فيما حاصرت منزلا ثالثا، وتسببت النيران في مقتل أحد سكانه ويدعى حسن نصر محمد، وزوجة أخيه وطفليها».
وأضاف أحمد: «المحل غير مرخص، والمنزل منزلهم، يبيعون فيه الزيوت والسولار إلى الأفران، الجركن بـ10 جنيهات، اتكلمنا معاهم، على خطورة المحل، لكن الناس تدخلت وقالت لنا سيبوهم ياكلوا عيش، لو حنفية إطفاء في الشارع كانت أنقذتنا، حاولنا نطفى النيران بالرمال وطفايات الحريق وجرادل المياه دون جدوى، النيران غلبتنا».
وقالت أمل حسن، 47 عاما، مالكة أحد المنازل المحترقة: «كنت وحدي في المنزل، وفوجئت بصراخ الرجال تحت منزلي، وشاهدت النيرات اشتعلت وعتلت ألسنة اللهب، ونزلت من المنزل بسرعة، إلى نهاية الشارعـ وتركت كل شيء، وتسببت النيران في احترق أجزاء من منزلي، وموت كل الطيور التي كنت أربيها»، فيما أرجع سيد محمد، 53 عاما، نجار، وقوع الحادث إلى ضعف الرقابة على المحال غير المرخصة، فيما أشار أحد السكان الشارع إلى إقبال السكان على تلك المحال لانعدام فرص العمل.
وانتقلت قيادات الأمن بمديرية أمن القاهرة إلى مسرح الحادث، بإشراف اللواء علي الدمرداش، مدير الأمن، وتبين من التحريات الأولية أن النيران التي اشتعلت أمام محل الوقود وداخله حاصرت محل جلود مجاور، بداخله ثلاث عمال تفحموا داخل حمام المحل، بعدما عجزوا عن محاولة الفرار، نتيجة شدة النيران، فيما امتدت النيران إلى شقة بالطابق الثالث بالمنزل المجاور، وتسببت في مصرع أم وطفليها، فيما لقي آخر حتفه أثناء محاولته الهروب من سلم العقار، وأصيب اثنان آخران، فيما أرجأ مصدر أمني سبب وقوع الحريق إلى معاينة المعمل الجنائي، بعدما ترددت أنباء عن قيام صاحب المحل بتدخين "الشيشة" بداخله.
انتقل فريق من نيابة البساتين، برئاسة أحمد عزيز، وكيل أول النيابة، إلى مسرح الحادث، وفريق من رجال المعمل الجنائي، لمعاينة آثار الحادث والوقوف على أسبابه، واستجوبت النيابة عشرات من شهود العيان والمصابين، وطلبت تحريات المباحث حول الواقعة، على أن يتم التحقيق مع ثلاثة متهمين، بينهم شقيقان، هم أصحاب المحل، فيما كشفت المعاينة عن تدمير محلين و5 شقق، ووقوع تلفيات جراء الحريق في 5 عقارات بالشارع.
وانتقلت 12 سيارة إطفاء مدعمة بخزانات مياه استراتيجية برئاسة اللواء ممدوح عبدالقادر إلى مسرح الحادث بشارع عبدالباسط البحراوي بمنطقة البساتين، وتمكنت من السيطرة على النيران ومنع امتدادها بمشاركة أهالي الشارع، وانتشلت القوات الجثث والمصابين، وتم نقلهم إلى مستشفيى قصر العيني وأحمد ماهر بسيارات الإسعاف، فيما سلم أصحاب محل الوقود الثلاثة أنفسهم إلى أجهزة الأمن بالقاهرة، ودفعت أجهزة الأمن بالقاهرة بتعزيزات أمنية من قوات الأمن المركزي إلى المنطقة تحسبا لوقوع اشتباكات بين أهالي الضحايا وأصحاب محل الوقود.
وصل المهندس ياسين طاهر، نائب محافظ القاهرة للمنطقة الجنوبية، إلى مكان حادث الحريق الهائل الذي شب، الخميس، في مخزن زيوت بالبساتين، وأسفر عن مصرع 7 مواطنين وإصابة اثنين، وقدم التعازي لأسر الضحايا، وأمر بصرف إعانة فورية، وقال «طاهر» إن إجراءات صارمة ستقوم بها الأجهزة المعنية للحد من ظاهرة محال الوقود غير المرخصة، كاشفا أن العقار الذي يقع فيه المحل الذي شب فيه الحريق غير مرخص.

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية