اعتذر باسم يوسف، مساء الثلاثاء، عن عدم عودة برنامجه الساخر «البرنامج» للعرض في موعده المقرر، يومي الجمعة والسبت المقبلين، في مفاجأة خالف بها ما أعلنه في وقت سابق لجمهوره الذي يقدر بالملايين في مصر ومنطقة الشرق الأوسط، كما خيب بها آمال انعقدت على رؤية حلقة ساخرة ناقدة لمجريات الانتخابات الرئاسية الحالية، سبق أن وعد بها «يوسف» جمهوره.
بعيدًا عن اعتذار أسرة «البرنامج» وقناتي «mbc» و«دويتش فيله» اللتين تذيعان حلقاته، ووعدهم بتقديم تفاصيل لاحقًا، فإن إلغاء الحلقة سيذهب ببعض العقول إلى الإتيان بتفسيرات أغلبها يدور في فلك «نظرية المؤامرة»، ويقول بوجود تضييقات من القناة على «يوسف» وربما من جهات ما على كليهما، القناة و«يوسف» استنادًا لخبرات سابقة مع الإعلامي «الرحالة» الذي أصبحت كل حلقة من برنامجه بتعليقاتها، مثار جدل يمتد أحيانًا لحين عرض الحلقة التالية.
من «يوتيوب» وفي عام الثورة المصرية 2011، بدأ انتشار اسم الرجل الذي يسجل فيديوهات تقرّع «الفلول» وتمجد الثورة وأهلها، اسم باسم يوسف، الطبيب صاحب المشوار الإعلامي الذي تجاوز 3 سنوات تقريبًا، الذي نال خلالها بالتوازي مع الجماهيرية والثروة، هجومًا وصل لحد التظاهر أسفل مسرح «راديو» في وسط البلد، حيث يصور حلقات برنامجه.
في السعي لسجن باسم الذي عرف طريقه لشاشات التليفزيون لأول مرة من خلال قناة «أون تي في»، اتفقت معسكرات متحاربة أبعد ما تكون فكريًا وسياسيًا عن بعضها، فتلقى الإعلامي بلاغات في حقه من «الإخوان» وأنصارهم بتهم «ازدراء الإسلام، ونشر الإلحاد» و«إهانة الرئيس» وحتى «إهانة باكستان»، ليتلقى بعد إزاحة الحكم الإخواني بلاغات وصل عددها ثلاثين في أقل من أسبوع، قدمها ضده هذه المرة من شجعوه واعتادوا ترديد «إفيهاته» المضادة لـ«الإخوان» ولرئيسهم حتى قبل 30 يونيو، ولكن اتهاماتهم له كانت «إهانة السيسي والجيش».
القناة السعودية التي تعتذر عن عدم تقديم حلقة «البرنامج» الجمعة المقبل، والتي بشرت وقت تعاقدها مع الإعلامي المصري بكفالتها لحرية تعبيره دون تدخلات، سبق اعتذارها الحالي آخر عن وقف البرنامج حتى 30 مايو منعًا لأي احتمال «تأثير على الناخبين»، ليتأكد بتلك الاعتذارات صحة وواقعية المقولة التي اتخذها باسم شعارًا لبرنامجه في أحدث إعلاناته «الوقوف متكرر».
توقفات «البرنامج» تكررت بالفعل حتى قبل اعتذارات «mbc»، فبعد رحيل باسم يوسف عن «on tv» بحثًا عن فرصة إمكانيات إنتاجية أكبر تحتمل توفير استوديو يتسع لجمهور يشاهد الحلقة ويتفاعل معها وقت تسجيلها كما يفعل مُعلم «يوسف» ومذيعه المحبب الأمريكي جون ستيوارت في برنامجه «the daily show»، كانت قناة «cbc» لصاحبها رجل الأعمال محمد الأمين في انتظار باسم، الذي أصبح زميلاً في القناة لإعلاميين طالتهم سخريته مثل لميس الحديدي وخيري رمضان.
لم يدم شهر العسل طويلاً بين «cbc» وصاحب البرنامج الأعلى مشاهدة في الوطن العربي، والحائز على جوائز من بينها «حرية الصحافة» التي تسلمها نوفمبر الماضي في نيويورك، فبعد أولى حلقات الموسم الثاني، والتي سبقتها تحذيرات لباسم من حلفائه وقت معارضة «الإخوان» بعدم التعرض للفريق أول، حينها، عبدالفتاح السيسي، تعرض «البرنامج» لهجوم محبي السيسي الذي جاء في صورة مظاهرات وبلاغات من العامة وتصريحات لاذعة من النخبة، أما «cbc» فاحتفظت لنفسها برد الفعل الأقوى بين الجميع وقررت وقف البرنامج.
«حسيت إن القناة باعتني».. هكذا علّق باسم على بيان «cbc» الذي اعتبر أن حلقة برنامجه التي تناولت أخطاء «الإخوان» والحب المفرط لقائد القوات المسلحة لدرجة وضع اسمه على قطع الشيكولاتة، «حلقة أذت مشاعر الشعب»، وهو البيان الذي تبعته بقرار وقف «البرنامج»، وهو ما أكد صاحب القناة أنه قرار «دون ضغوط من أي جهة»، ليواصل «يوسف»، (39 عامًا)، ترحاله في مشواره ذي «الوقوف المتكرر» من «cbc» إلى «mbc» حيث نفس القدر من الانتشار والإمكانيات المادية والابتسامات والسخرية والجدل، وربما التوقفات والاعتذارات.