حدد خبراء سياسيون وحقوقيون وإعلاميون عددا من أسباب عزوف معظم المصريين عن المشاركة فى الانتخابات الرئاسية اليومين الماضيين، أهمها رد الفعل العكسى الذى نتج عن أداء الإعلاميين، الذى أظهر للناخبين أن المشير عبدالفتاح السيسى، المرشح الرئاسى، هو الرئيس القادم.
وأكد الدكتور عمار على حسن، الباحث السياسى، أن هناك أسبابا كثيرة أدت إلى عدم المشاركة فى التصويت، منها أن اللجنة العليا للانتخابات لم تعِ أن أمس الأول يوافق ذكرى الإسراء والمعراج، حيث يصوم معظم المصريين المسلمين هذا اليوم، كما أن الإعلاميين الذين تصدوا المشهد الإعلامى فى الفضائيات، لم يحظوا بقبول لدى الشباب، لأن تاريخهم معروف، إضافة إلى أن الحملة الانتخابية للسيسى لا تعمل بطريقة علمية.
وأضاف «عمار»، أن إعطاء الحكومة إجازة للموظفين أمس كان له أثر عكسى، لأن الشعب لا يعمل بطريقة منظمة، خاصة أن الانتخابات غابت عنها الماكينات الانتخابية القادرة على الحشد، كما أن غياب الإثارة والتشويق فى المنافسة أعطى انطباعا لدى الناخبين بأن السيسى سيكون الرئيس، لذا اعتبر كثيرون الأمر محسوما.
وقال الخبير الإعلامى الدكتور صفوت العالم إن هناك 4 أسباب لعدم الإقبال على الانتخابات، منها أن محدودية عدد المرشحين أثر فى المشاركة، مؤكدا أن الشارع المصرى به توجهات كثيرة، ويوجد به إخوان وسلفيون وجماعات إسلامية مقاطعة، ففى الانتخابات الرئاسية الماضية تنافس 13 مرشحا، وكان الكل يحشد من أجل الفوز، وهناك تنوع فى عدد المرشحين، إضافة إلى أن الشارع منقسم، كما أن الإعلام لعب دورا عكسيا فى تأييده للسيسى فى الدعاية له بهذا الشكل، والناس لديها إدراك من خلال الإعلام أن المشير هو الرئيس القادم، كما أن معظم الناس لم تجد ضالتها فى المرشحين على منصب الرئيس.
واعتبر جمال عيد، رئيس الشبكة العربية لحقوق الإنسان، أن عزوف المصريين ليس بالأمر الجديد، لأن الدولة كانت، وما زالت على علم بعزوف الشباب عن المشاركة فى الاستفتاء على الدستور، ولم تعالج أسباب هذه الظاهرة، والرئيس عدلى منصور، قرر من قبل أن يدرس هذا، ولم يفعل شيئا، وتجاهلوا المشكلة تماما، كما أن حملات التخوين والقمع والتشوية التى تعرضت لها بعض الحركات السياسية تسببت فى زيادة نسبة العزوف، لأن الشباب كانوا يطمحون فى دولة خالية من هذه الأمور.
واتفق «عيد» مع «العالم» و«عمار»، على رد الفعل العكسى جرّاء سياسة الإعلام المصرى، وتصدر وجوه رجال الرئيس الأسبق حسنى مبارك، المشهد الإعلامى.