وصفت صحيفة «ليبراسيون» الفرنسية السيسي بأنه «مهدئ المصريين»، مضيفة أن الشعب المصري الذي أرهقه عدم الاستقرار والركود الاقتصادي ينتخب المشير وسط إجراءات أمنية مشددة من قبل الجيش والشرطة.
وقالت الصحيفة إن الإجراءات الأمنية المشددة تتناقض مع الحماس الشديد لترشيح السيسي الذي من المتوقع أن يفوز بالانتخابات، مشيرة إلي أنه يتم انتظار السيسي بعد 3 سنوات من عدم الاستقرار باعتباره «منقذ الأمة».
وتحت عنوان «الرئيس الذي منحه الجيش مصر»، قالت صحيفة «لاكروا» الفرنسية إن الغالبية العظمي من المصريين، ومعظم الأحزاب السياسية تريد أن يدير السيسي، وزير الدفاع السابق، مصر بحثاً عن «الأمان والتجديد».
وذكرت الصحيفة أن السيسي منذ 3 يوليو الماضي، أصبح «البطل، الرجل القوي، وناصر الجديد»، مشيرة إلي أنه «هادئ» يعرف كيف يختار الوقت المناسب، الأمر الذي أثبته في 1 يوليو الماضي. وأوضحت الصحيفة أنه رغم اتخاذ قرار الإطاحة بمحمد مرسي، الرئيس المعزول، منذ 23 يونيو، حينما قطع العلاقات الدبلوماسية مع سوريا، والإذن بالجهاد ضد نظام الرئيس السوري بشار الأسد، احتفظ السيسي بهذه الورقة حتى يستخدمها في الوقت المناسب، حيث أن يعلم أن حركة «تمرد» تجهز لمليونيات في 30 يونيو للمطالبة بانتخابات رئاسية مبكرة، وهو الوقت الذي قرر فيه السيسي التصرف. وأشارت الصحيفة إلي منح السيسي مهلة 48 ساعة لمرسي في 1 يوليو لـ«تنفيذ مطالب الشعب»، وأعلن بعد المهلة المحددة «خارطة الطريق» التي تحدد معالم مستقبل مصر، وهو ما أحدث فرحة كبيرة في ميدان التحرير. وأضافت الصحيفة أنه بعدما فوض الشعب السيسي في مكافحة الإرهاب، «أصبح بطل الآن، رغم أنه لم يكن معروفاً قبل عام».
وذكر موقع «فرنس 24» أنه رغم ارتفاع شعبية الجيش في مصر بعد الإطاحة بحكم الإخوان المسلمين، فإن عودة الجيش إلي السلطة «مسألة خلافية»، مؤكداً أنه في الوقت الذي ينتقد فيه البعض تعامل الجيش بالقوة، فإن أغلبية المصريين «ينادونه طلباً للمساعدة»، على أمل أن تتعافى البلاد في أقرب وقت من الركود الاقتصادي الكامل وانعدام الأمن.
ونقل موقع «إذاعة فرنسا الدولية» عن الكاتب والصحفي الفرنسي من أصل مصري، روبرت سول، قوله «السيسي تنتظره قضيتان في غاية الأهمية هما الأمن والاقتصاد»، ورفض المقارنة بين حسني مبارك، الرئيس الأسبق، والسيسي، مشيراً إلي أنه أقرب إلي أن يكون «ناصر جديد». وأضاف سول أنه «لا يوجد شك في فوز السيسي الذي يحظي بشعبية كبيرة، رغم أنها تراجعت نسبياً بسبب الأزمات والأحداث الراهنة».
وتحت عنوان «مصر فريسة الهوس بالسيسي»، ذكر موقع إذاعة «أوروبا 1» الفرنسي أن نتائج التصويت، لا تدع مجالاً للشك حول فوز السيسي في الانتخابات بدون أي مفاجئات. وأكد الموقع أن «الرجل القوي» لم يكن بحاجة حتى للقيام بحملة انتخابية والظهور في الشارع، في ظل ارتفاع شعبيته وانتشار صوره في جميع أنحاء البلاد، وهو ما وصفه الموقع بـ«الهوس الحقيقي بالسيسي». وأوضح الموقع أن المشير يجذب أيضاً أصوات الناخبين المسيحيين الذين رحبوا بإغاثتهم من حكم الإخوان المسلمين، ناقلاً ما كتب علي الملصقات التي تدعو إلي التصويت للسيسي «للقضاء على الإرهاب: يسوع يدعوك للتصويت لصالح السيسي».
وقالت الإذاعة أن حمدين صباحى، المرشح اليساري، رغم حملته النشطة على الأرض، فإنه لا يبدو قادراً على الفوز بعدد كبير من الأصوات. واعتبرت «أوروبا 1» أن نظام السيسي سيكون أكثر صعوبة من الفترات السابقة، مشيرة إلي أنه وفقاً لمنظمات حقوق الإنسان، فإن الحكومة المؤقتة خلال العام الماضي كانت أكثر استبدادية على نحو متزايد من نظام مبارك.
أخبار متعلقة
