لم يمنعها عمرها الذى تجاوز 96 عاماً من الذهاب للإدلاء بصوتها فى منطقة السيل الريفى التى شهدت الاشتباكات الدامية، بين أبناء دابود وبنى هلال مطلع إبريل الماضى.
ورغم خطواتها الثقيلة عقدت الحاجة فاطمة عبدالله محمد صابر، العزم على التوجه للإدلاء بصوتها فى لجنتها الانتخابية رقم 15 بمدرسة رجب حسنين الابتدائية والتى تقع فى قلب الأحداث التى شهدتها منطقة السيل الريفى، متكئة على إحدى جاراتها.
وفور دخولها إلى اللجنة نبهت الحاجة فاطمة المتواجدين باللجنة، قائلة بصوت خافت: «هنا السيسى؟ أنا عايزة انتخب السيسى». وبخطوات بطيئة توجهت الحاجة فاطمة خلف الستار، ووضعت العلامة، وبخطوات أبطأ توجهت نحو الصندوق، ووضعت البطاقة الانتخابية بصعوبة لتضع يدها بعد ذلك فى الحبر الفسفورى.
الحاجة «فاطمة» من مواليد يونيو 1918 أرملة، ولديها من الأبناء اثنان، والعديد من الأحفاد تقول: «أنا حضرت انتخابات كتيرة من أيام الملك ما فيش انتخابات إلا وانتخبت فيها، وأنا روحت الاستقتاء الأخير على الدستور، وأنا عايزة الأمن والخير يرجع لبلدنا، وأنا انتخبت السيسى مش علشانى،علشان البلد ينصلح حالها والشباب اللى مش لاقى شغل يشتغل وبلدنا تبقى فى أمان دايماً». واستدركت بقولها: «ربنا يولّى الأصلح».
وقالت: «لو لىّ عمر حانتخب تانى وتالت، وبلدنا أمانة فى رقبتنا، واللى جاى حيكون أحسن بإذن الله».
وأضافت فاطمة: «كنا زمان بننزل أعداد قليلة فى الانتخابات، لكن دلوقتى الناس أصبح عندها وعى وبتنزل بأعداد كبيرة وفى حرية زيادة عن أيام زمان وربنا يولى الأصلح ويارب يكون السيسى الرئيس علشان أنا حاسة إنه جدع وابن بلد ووشه سمح وحيعمل حاجة للبلد دى وربنا يبارك فى ولادنا رجالة الشرطة والجيش اللى حمو البلد دى».
وقالت: «أنا مشيت حوالى كيلو من البيت للجنة اللى باصوت فيها من زمان وصحيت من الفجرية علشان أروح انتخب وأنا كنت منتظرة بفارغ الصبر الانتخابات علشان أنتخب السيسى ومش عارفة ربنا حيدينى العمر وأشوف اختيارى صح ولا لأ وأتمنى مصر ترجع زى زمان والناس تحب بعض، وما يكونش فى حاجة اسمها إرهاب ولا مولوتوف من اللى بنشوفه اليومين دول».